والدة أبو رجيلة سر نجاحه .. وكيس برتقال سهَّل انتقاله للزمالك
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد
من حي الدرب الأحمر بدأ محمود أبو رجيلة مشواره مع الكرة الشراب، ثم انتقل لنادي الزمالك ليلمع اسمه مع القلعة البيضاء سنوات عديدة، قبل أن يبدع في عالم التدريب بشكل ملحوظ، حيث حقق أول دوري في السعودية مع نادي النصر السعودي في سبعينيات القرن الماضي، ومن بعدها حقق أول بطولة لدوري أبطال إفريقيا لنادي الزمالك.
تاريخ كبير سطره أبو رجيلة في ملاعب كرة القدم لاعبا ومدربا، إضافة إلى سيرة طيبة بين الجميع وخفة دم لا يستطيع أمامها أحد أن يتمالك نفسه من الضحك، لكن ما السر في نجومية هذا الرمز الزملكاوي؟
امرأة وراء أبو رجيلة
“وراء كل عظيم امرأة”.. مقولة قديمة ينسبها البعض لنابليون بونابرت، بينما يقول البعض الآخر أنها للفيلسوف اليوناني أرسطو، ويختلف تفسير سبب المقولة من فريق لآخر أيضا، لكنه في حالة محمود عبد المنعم محمود الشهير بـ أبو رجيلة يفرض نفسه بالوجه المؤيد لدور المرأة في حياة الرجل ودفعها له للأمام من أجل النجاح.
فعلى صفحات مجلة الكواكب، وبالتحديد في عددها الصادر بتاريخ 15 من يناير عام 1963، نشر الكاتب الصحفي الزملكاوي الشهير محي الدين فكري موضوعا بعنوان “وراء أبو رجيلة.. امرأة”، وزينه بصورة لاعب الزمالك الشاب وقتها يقبل فيها يد والدته بكل تقدير واحترام، بينما تنظر له بكل حنية وحب وفخر بما وصل إليه في عالم كرة القدم.
ورغم أن أبو رجيلة كان السادس في ترتيب الأبناء الذين وصل عددهم إلى ثمانية، إلا إن والدته كانت تهتم به بشدة وتحنو عليه بسبب عنف والده تجاهه وضربه له أكثر من مرة عقابا له على لعب الكرة، حيث كان الفتى الصغير وقتها ينتهز أي فرصة للعب الكرة، حتى إنه قال في برنامج “زمن الكرة الجميل” مع أحمد شوبير على قناة دريم، إنه كان يتمنى أن يطلب منه والده أو والدته شراء أي شيء من الشارع للعب الكرة، رغم معرفته أنه سيتلقى علقة ساخنة بعد ذلك، وبطبيعة الحال كان ذلك يؤثر على مستواه الدراسي فيرسُب ويُضرَب من جديد.
كانت والدة اللاعب الكبير والمدرب العبقري تتستر عليه عندما يلعب الكرة حتى لا يتعرض للضرب من والده، وتقترح عليه أن يترك ملابس الكرة التي لعب بها تحت السلم قبل دخول المنزل، وتأخذها هي بعد ذلك سرا حتى لا يعلم الأب ما حدث.
تعددت المرات التي تلقى فيها أبو رجيلة ضربا شديدا من والده بسبب رفضه لعب ابنه كرة القدم، لكن العلقة الأغرب في حياته كانت بسبب الكرة أيضا، لكن والده هذه المرة ضربه بسبب عدم تجهيز ملابس لعب الكرة، حيث كان والده يعمل سائقا في شركة أوتوبيس أبو رجيلة -الشركة التي لقب باسمها بعد ذلك لعمله بها- وسعى لتعيينه عاملا في الشركة ليلعب مع فريق كرة القدم التابع لها مقابل تسعة جنيهات شهريا، وبالفعل بدأ الفتى محمود في لعب الكرة بالشركة الشهيرة، ومن هناك فتحت له أبواب الشهرة عندما لعب مباراة أمام نادي الزمالك وطلب النادي الأبيض منه الانضمام إلى صفوفه.
أحس أبو رجيلة أن الدنيا تبتسم له بعد طلب انضمامه للزمالك، لكن والده رفض بشدة ذلك الأمر وطرده من المنزل بسببه، حيث رأى أن ذلك سيؤثر على عمله في الشركة، وبالفعل ظل اللاعب الشاب يلعب لناشئي الزمالك ويبيت في منزل شقيقته، لكنه مع غضب والده لم يكن يشعر بالراحة، وانتهز الفرصة التي علم فيها أنه سيلعب أول مباراة له مع الفريق الأول بالنادي الأبيض أمام الترسانة عام 1960، ليشتري “كيس برتقال” ويذهب به إلى والده طالبا منه الدعاء ليوفقه الله في المباراة، ووقتها حن قلب الأب واحتضنه داعيا له بالنجاح.
إقرأ أيضاً
بعد فوز الزمالك بالدوري .. من هو “المرحوم” في كرة القدم المصرية؟
الكاتب
-
سعيد محمود
كاتب نجم جديد