يوسف الحسيني في حصة تاريخ “كيف يمكن إدخال عيشة على أم الخير”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تأثر الإعلامي يوسف الحسيني في حصة تاريخ وهو اسم برنامجه على نجوم FM بفكرة تجديد الخطاب الديني، فاستلهم من التاريخ لينتقد المتذمتين الفكريين، واستعرض قصة الفتوى الترنسفالية إحدى أشهر الوقائع في عصر الشيخ محمد عبده.
أصل الحكاية
مسلمي دولة ترنسفال في جنوب إفريقيا أرسلوا 3 أسئلة للشيخ محمد عبده عام 1903 م، أولهم عن حكم ارتداء البورنيطة، وثانيهم عن حكم أكل المسلمين للذبائح التي ينحرها أهل ترنسفال المسيحيين، وثالثهم حكم صلاة أتباع المذهب الشافعي خلف إمام حنفي المذهب، فأجاز الشيخ محمد عبده ارتداء البورنيطة وصلاة المأموم ذا مذهب مختلف عن مذهب الإمام، وأكل اللحوم التي يذبحها المسيحيين بشرط أن يتم ذكر الله عليها.
اقرأ أيضًا
محمد عبده واللورد كرومر .. قصة السمن والعسل
ثارت الثائرة على مسألة البورنيطة إذ اعتبرها البعض أنها تشبهًا بغير المسلمين بينما كانت إجابة الشيخ محمد عبده «أما لبس البرنيطة إذا لم يقصد فاعله الخروج من الإسلام والدخول في دين غيره فلا يعد مكفرا، وإذا كان اللبس لحاجة من حجب شمس أو دفع مكروه أو تيسير مصلحة لم يكره كذلك لزوال معنى التشبه بالمرة».
أخطاء يوسف الحسيني في حلقة حصة تاريخ
وقع يوسف الحسيني في خطأئين حول قصة الفتوى الترنسفالية أولها إشارته إلى أن الأزهر اعترض على الفتوى وهاجم محمد عبده وهذا غير صحيح.
الدليل على عدم صحة رأي يوسف الحسيني هو مقدمة كتاب «إرشاد الأمة الإسلامية إلى أقوال الأئمة في الفتوى الترنسفالية» الذي كتبه عبد الحميد حمروش البحراوي، حيث نفى في كتابه قيام المؤسسة الأزهرية بالهجوم على الشيخ محمد عبده والذي حدث هو العكس أن الأزهريين دافعوا عن الشيخ محمد عبده قائلاً «زعم بعض المنتسبين إلى العلم أن الشرع الإسلامي يتبرأ من هذه الفتوى وتبعه على ذلك جهلة المسلمين وعامتهم، ودار على ألسنة الناس لوم علماء الأزهر على سكوتهم، ثم شاع أنه يوجد في علماء الأزهر من ينكر صحة الفتوى، عند هذا نهض جماعة من أفاضل الأزهر الأعلام وأيدوا الفتوى».
خطأ آخر وقع فيه يوسف الحسيني وهو ربط خلاف عباس حلمي الثاني مع محمد عبده، حيث قال أن عباس حلمي الثاني أمر جريدة حمارة منيتي الساخرة بتصميم صورة مفبركة تظهر الشيخ مع راقصة.
اقرأ أيضًا
يوميات غرائب رمضان زمان (1) رسول الله في الأزهر وحركته بدأت من الدقهلية
والخطأ هنا أن القصة صحيحة لكن ليس لها صلة برد الفعل على الفتوى الترنسفالية إذ أن الفتوى حدثت سنة 1903 بينما رسم جريدة حمارة منيتي كان عام 1902، بالإضافة إلى أن خلاف عباس حلمي الثاني مع محمد عبده يرجع إلى أن الأخير رفض تدخل الخديوي في أوقاف الأزهر، ولم يكن عباس كارهًا للشيخ محمد عبده والدليل على ذلك أنه لم يقيله من منصب مفتي الديار المصرية الذي ولاه إياه عام 1899 وظل فيه حتى عام 1905 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال