مجلات الأطفال في مصر وطوفان الأقصى “إبداع سيذكره التاريخ لهذه الأسباب”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تبدو للوهلة الأولى أن ثنائية مجلات الأطفال في مصر وطوفان الأقصى لا يلتقيان، وذلك لأن الأحداث دموية وعنيفة، لكن المبدعين المصريين في مجلات الأطفال التي تصدر في مصر أجادوا في خلق حالة وعي مبكرة للنشء حول القضية الفلسطينية.
أسباب الإبداع داخل مجلات الأطفال في مصر وطوفان الأقصى
يستعرض موقع الميزان في تقريره عن مجلات الأطفال في مصر وطوفان نماذج لـ 4 مجلات هي «مجلة نور، مجلة علاء الدين، مجلة فارس، مجلة سمير»؛ وقد أجاد القائمين على مجلات الأطفال في مصر إخراج محتوى قوي عن فلسطين يناسب الأطفال من حيث ضخ كمية كبيرة من المعلومات لكن بأسلوب مبسط وعميق؛ فضلاً عن تنوع الأفكار بين تاريخ ودين وسياسة بما يناسب سنهم وكان لكل مجلة مدرستها.
مجلة نور .. خطاب أزهري لكل الأطفال بنكهة غير أزهرية
جاء العدد رقم 95 من مجلة نور التي تصدر عن مشيخة الأزهر والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر وفي صدر غلافه طفل يحمل العلم الفلسطيني؛ وبلغ عدد صفحات المجلة 69 صفحة.
مجملاً فإن القائمين على مجلة نور استطاعوا بمهارة أن يتناولوا القضية الفلسطينية بعمق وبساطة يناسب الأطفال وبلغتهم دون ممارسة أي تنظير؛ وذلك من خلال قصص ومقالات مدعومة بالرسومات؛ يضاف إلى ذلك أن مجلة نور وإن كانت أزهرية الإصدار لكن خطابها موجه لكل الأطفال.
تفصيلأ فقد كانت قصة لن أغادر التي كتبها عبدالمنعم حسين ورسم لوحتها إبراهيم عمرو في غاية الذكاء والقوة، إذ دارت حول طفلة إسرائيلية اسمها جوسلين تركت تل أبيب واتجهت إلى معبر رفح خوفًا من المقاومة الفلسطينية، ثم صادفت طفلاً فلسطينيًا اسمه بسام عند شجرة جافة وهو مصاب.
وأظهرت القصة مدى سلمية الطفل الفلسطيني وأنه لم يتقاتل مع الطفلة الإسرائيلية لأنها مستأمنة كون أنها لا تحمل سلاحًا، وكشفت القصة عن مدى صلابة الطفل الفلسطيني لما قال لها: لن نغادر والخائف لا يترك وطنه.
وفي صفحة 14 من مجلة نور وضع حسن مصطفى أبو الخير سيناريو قصة نور بين الأنقاض التي رسمها شريف الفار؛ ودارت حول معاناة نور تحت الأنقاض وبحثه عن إخوته وأمه ثم استشهاد أمه بعد انقاذهم، وخروج الأطفال وهم يقولون نحن الأمل.
ولطافة قصة نور بين الأنقاض إظهارها مدى صلابة الأم الفلسطينية وأنها مؤمنة بأنها شهيدة وتريد لأطفالها أن يقوموا باستعادة حق الوطن لحين تحرير فلسطين.
واحتوت صفحتي 20 و21 من مجلة نور على باب افتح قلبك الذي تكتبه ريهام أحمد عبدالرحمن الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي؛ وكان بعنوان كيف أدعم فلسطين.
وقدمت ريهام أحمد عبدالرحمن 7 طرق لدعم فلسطين من الأطفال وهي الدعاء وكتابة المقالات، ورسم رسومات، والتبرع، والمشاركة في التوعية بالإذاعة المدرسة، وتخصيص وقت لمتابعة الأعمال الفنية والتاريخية عن فلسطين، وكتابة قصة قصيرة بنهاية سعيدة.
وكتب سامح الزهار قصة زيتونة وجميزة .. صمود ومقاومة؛ وشرح فيها معلومات في غاية البساطة والعمق للأطفال عن شجر الجميز والزيتون ورمزية الشال الفلسطيني.
وفي ص ص42–43 من مجلة نور قدم محمود قاسم شرحًا مبسطًا لرواية الطريق إلى بئر سبع للكاتبة البريطانية إيثيل مانين وكيف تعاطفت مع فلسطين في تلك الرواية.
وقد تخلل المجلة قصص وأبواب عامة عن الفن والكتب وتاريخ مصر العسكري وتاريخ الوادي المقدس في سيناء.
مجلة فارس .. معلومات بنكهة حماسية
انضمت مجلة فارس بعدد نوفمبر 2023م إلى قائمة مجلات الأطفال وطوفان الأقصى حيث جاء العدد 790 الذي يحمل عنوان أطفال أبطال في 36 صفحة وأغلب محتوياتها عن القضية الفلسطينة.
اقرأ أيضًا
مجلة فارس للأطفال تصحح الخطأ الأشهر “المسجد الأقصى ليس الجامع القبلي أو قبة الصخرة”
مجملاً فإن مجلة فارس كانت مكثفة في تقديم المعلومات التثقيفية الدسمة بشكل مبسط يناسب الأطفال وينشئ جيل جديد مثقف لو تم اقتناء تلك المجلة من ذويهم.
اسْتُهِلَّت مجلة فارس بالمقال الافتتاحي الذي كتبته هويدا حافظ رئيسة التحرير وقدمت عرضًا للمجلة وتزامن صدور العدد أعياد الطفولة ونصر أكتوبر وأحداث طوفان الأقصى.
في ص4 من عدد مجلة فارس كانت قصة يوم عرض المسرحية التي كتبها أحمد عبدالرحيم وقامت مروة فتحي بالرسم، وتدور حول تلامذة يجسدوا في مسرحية مدرسية قصة مقاومة جندي إسرائيلي محتل.
ورغم نهاية القصة بأن المسرحية لم تُعْرَض بسبب احتياج المسرح للترميم، لكن قيمة القصة أنها دمجت فكرة الوعي بأهمية المسرح كفن عمومًا؛ وأيضًا كيف يكون الفن داعمًا لفلسطين وقصتها.
وفي ص6 قام مازن محمد بوضع رسومات لقصيدة يا قدس من نظم نزار قباني، وتلك فكرة جيدة في باب كلام موزون من المجلة، إذ أنها تقوم بتعريف الأطفال على شعر المقاومة خصوصًا والشعر بصفة عامة.
وفي ص7 عرض صلاح بيصار أهم لوحات المقاومة وبلغ عددها 6 لوحات لأهم رموز الفن التشكيلي والرسم في مصر وفلسطين؛ وتكمن أهمية الفكرة بتعريف الأطفال بالفن والرسم وصلته بفلسطين.
وفي ص10 قدمت صفحة ديني ودنيتي موضوع بوابة الأرض إلى السماء وخصصت عن المسجد الأقصى، ويذكر لمجلة فارس أنها قدمت هدية عبارة عن رسم للمسجد الأقصى بمفهومه الحقيقي ولم تذكر أنه قبة الصخرة أو حتى الجامع القبلي؛ وفي أسفل صفحة ديني ودنيتي قدمت الصفحة العاشرة 8 معلومات عن المسجد الأقصى تفيد الأطفال وتعطيهم معلومات هامة لشبابهم لاحقًا.
ولم تغفل صفحة مسابقة مجلة فارس الجانب الفلسطيني في ص11، فخصصت 5 أسئلة عن فلسطين من شأنها تدفع الأطفال للبحث.
وقدمت التونسية أحلام الزغمولي قصة الأرض لنا التي رسمها أحمد صبّاح وتناولت حكاية الطفلة مريم التي رسمت خريطة فلسطين على خدها وارتدت الكوفية الفلسطينية ودار بينها وبين زملها المصري جهاد حوار على فلسطين.
واقترحت ليلى أمين 4 طرق للاحتفال بعيد الطفولة بشكلٍ يراعي الأحداث الجارية والمؤلمة في فلسطين من خلال تنظيم الاحتفالات البسيطة والتبرع بجزء من المصروف وكتابة رسالة للمنكوبين والتواصل مع أبناء شهداء مصر.
أما صفحة تسالي فارس في الصفحة 20 من العدد فقد أعد محمد عبدالفتاح وإبراهيم عرفة 3 تسالي وهي طريقة الوصول لمسجد قبة الصخرة وكلمات متقاطعة وكروكي لمسجد قبة الصخرة من أجل تلوينه.
مجلة علاء الدين وتنوع في الأفكار
دخلت مجلة علاء الدين الصادرة عن مؤسسة الأهرام، في قائمة مجلات الأطفال وطوفان الأقصى بعددها الجديد رقم 1049 لشهر نوفمبر 2023م، وجاء العدد في 63 صفحة بالعربي و13 صفحة باللغة الإنجليزية.
اسْتُهِل عدد مجلة علاء الدين بمقال سنبقى صادمين وستبقى فلسطين بمقال رئيس التحرير حسين الزناتي عن صمود الشعب الفلسطيني وأنه لن يترك أرضه.
وقام وليد نايف بكتابة ورسم قصة وطني حبيبي في ص4 من المجلة، وتدور حول قصة ياسمين وشقيقها علاء الدين إذ قام عفريت اسمه مرجان باحتلال غرفتها، في إشارة لاحتلال الصهاينة أرض فلسطين.
وخلال ص14 من مجلة علاء الدين استعرض حسين الزناتي برسوم وليد نايف قصة إياد وفيروز الجنة والذي استعرض شهداء الأطفال من الجرائم الصهيونية.
ومن ص9 حتى ص22 قدمت رانيا ديب أجوبة متنوعة عن سؤال يعني إيه مقاومة، وعرضت 9 أجوبة للأطفال حول مصطلح المقاومة بشكل عام وبشكل يخص فلسطين.
وقدمت مشيرة سليمان في 4 صفحات قصة علاء ومرجان في فلسطين والذي قدم بالصور معلومات عن فلسطين حيث قبة الصخرة والجامع القبلي ومدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي وبيت لحم بمعالمها وغيرها من المدن؛ وهذه المعلومات مفيدة للغاية للأطفال في مستقبلهم.
وفي منتصف العدد قدمت مجلة علاء الدين هدية وهي بوستر لطفل معه كتب وبيده حجر ومكتوب توصيف نصه سنبقى صامدين وستبقى فلسطين.
مجلة سمير .. محتوى قليل ومعلومات هامة
في نوفمبر 2023م أصدرت مؤسسة دار الهلال العدد 3509 من مجلة سمير والتي جاءت في 43 صفحة، وكان غلاف مجلة سمير الذي رسمه مصطفى برشومي عبارة عن طفل مصري وفلسطيني وأعلاهما وصف صادمون في وجه المعتدي.
وفي ص2 من مجلة سمير رسم أحمد جعيصة رسمة أنقذوا أطفال غزة وعرض نماذج متعددة ومتنوعة لأطفال فلسطين الشهداء وحالتهم أثناء القصف.
وكتبت شهيرة خليل رئيسة تحرير مجلة سمير كلمةً عن مجلة سمير ومحتواها والورشة التي نظمتها للأطفال بهدف كتابة رسائل تدعو لوقف العنف في غزة وضد الأطفال.
وكتبت دكتورة شهيرة خليل قصة انتباه التي رسمها مصطفى برشومي وتناولت قصة مصرية سيناء.
وفي ص25 من مجلة سمير أعد مدحت حسن صفحة معلوماتية بعنوان بطولات عربية وقام بتسجيل معلومات عن حرب أكتوبر 1973م ثم معلومة عن المقاومة الفلسطينية ليلى خالد.
وفي ص36 من مجلة سمير نشرت صورة لورشة المجلة التي بها رسائل من الأطفال تدعو لوقف العنف ضد غزة وأطفالها.
واختتمت مجلة سمير محتوى عددها عن فلسطين بقصيدة صغار كبار التي كتب أبياتها ورسم رسوماتها حسام التهامي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال