كيف يحتفل المسيحيون حول العالم بعيد الميلاد المجيد ؟

تتعدد الاحتفالات المناسبات الدينية والاجتماعية والثقافية، فلا يوجد مجتمع دون هذه الاحتفالات فهي تعتبر من السمات والمميزات الحضارية للمجتمعات، ولعل الأعياد الدينية هي الأهم الأبرز، ومنها عيد الفطر وعيد الأضحى عيد القيامة، عيد الميلاد، وغيرها من الأعياد ذات الجماهيرية الكبيرة التي تستند على الدين.

ويعد الاحتفال بعيد الميلاد حدثًا مهما يشهده العالم، فهو ثاني أشهر وأكبر الاحتفالات التي يحتفل بها المسيحيون بعد عيد القيامة، ويكون الاحتفال بيوم الميلاد في يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول حسب التقويم الجيرجوري، والتقويم اليولياني، ويوم 7 أو 8 من يناير كانون الأول حسب التقويم القبطي.

ويحظى عيد الميلاد بجماهيرية وشعبية كبيرة نتيجة لتأثير الثقافة الأجنبية أو الثقافة الغربية على المجتمعات الشرية من ناحية ومن ناحية أخرى انتشار عدد المسيحين في معظم بلدن العالم إن لم يكن كلها، لذلك فإن هذه الأيام  تعد إجازة رسمية في بلدان كثيرة حتى وإن كانت بلدان ذات خلفية إسلامية بحته أو علمانية.

مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد 

وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد من مكان لآخر ومن ثقافة إلى أخرى، لكن هناك مجموعة من العادات والطقوس يشترك فيها المسيحيون حول العالم، ومنها صوم الميلاد، والقداس وغيرها .

قداس الميلاد 

يلعب قداس عيد الميلاد في الكنائس حول العالم دورًا مهما، فهو يعبر عن ذروة الاحتفالات بهذا اليوم، فتعتبره الكنائس باختلاف توجهاتها يومًا مقدسًا، ولعل الإحصاء الذي أجرته مؤسسة” لايف واي ” للأبحاث يؤكد ذلك، إذ قالت أنه من بين 10 أمريكان يتردد 6 منهم على الكنيسة في هذا الاحتفال .

زينة وألوان

تنتشر الزينات والألوان لا سيما اللونين الأخضر والأحمر في الشوارع والكنائس، ولاستخدام هذين اللونين رمزية تشير إلى فكرة الميلاد في المسيحية، فيعبر اللون الأخضر عن الحياة الأبدية، أما اللون الأحمر فيعبر عن السيد المسيح نفسه، وتطعم بلونين، وهما اللون الذهبي والفضي.

ويعود استخدام هذه الألوان أول مرة في القرن الخامس عشر في لندن، فقد استخدموا زينة الميلاد، وهي استخدام شجة اللبلاب في التعبير عن دم يسوع ومحاكمته وفق العهد الجديد.

ترانيم الميلاد 

انتشرت عادة الأغاني الملحنة أو أناشيد الميلاد في أوروبا الشمالية، في القرن التاسع عشر تقريبًا، ونمت وتطورت في القرن الثالث عشر في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا،ولعل أشهر من كتب القصائد الملحنة التي يتلوها الكهنة في الكنائس ذات الطقس السرياني،و هي قصائد وضعها شاعر الميلاد “أفرام السرياني”

أمّا في الكنائس العربية، فقد ظهر أناشيد الميلاد في القرن الثامن عشر وقد عربها ولحنها المطران “عبد الله القراآلي “، ومنها ترنيمة” سبحان الله ” وترنيمة ” أرسل لله “، وما زالت هه الترانيم تستخدم لتعبير عن يوم الميلاد المجيد .

عشاء عيد الميلاد

إقرأ أيضا

كيف يحاول الأجانب السطو على الحضارة المصرية القديمة

تعتبر مائدة العشاء أو عشاء الميلاد الذي يقدم ليلة الميلاد من الطقوس المهمة في أنحاء العالم، لكن لا يوجد طعام محدد يُقدم في هذه الليلة، فعشاء الميلاد يعود إلى ثقافة وتقاليد كل منطقة وكل إقليم، لكن الأشهر في عشاء يوم الميلاد الأسماك بكافة أنواعها، وكذلك لحوم الخراف، والعديد من المقبلات ومنها حلوى الميلاد.

بطاقات المعايدة والهدايا 

تعتبر بطاقات المعايدة جزء من احتفالات المسيحيون بعيد الميلاد، إذ تحتوي البطاقات على صور رجال الثلج وسانتا كلوز وشجرة الميلاد وغيرها من الأيقونات الدينية المعروفة في المسيحية، أما عن الهدايا فهذا طقس مستحدث وترفيهي فالهدايا في الغالب تكون بابا نويل أو القديس نقولا.

هذه هي أبرز العادات والطقوس التي يفعلها المسيحيون حول العالم، ويشاركهم فيها الكثيرين من أصحاب الديانات الأخرى.

اقرأ أيضا: أسفار موسى.. أدبيات العهد والخلق والتكوين