Leave the World Behind .. النجوم وحدهم لا يصنعون فيلمًا جيدًا
-
سمعة
كاتب نجم جديد
تخيل فيلمًا من بطولة جوليا روبرتس ماهرشالا علي إيثان هوك 3 ممثلين من العيار الثقيل ومعهم مخرج ومنتج وكاتب كبير مثل سام إسماعيل، ورواية حظيت باستقبال نقدي وجماهير جيد جدًا في العام 2020 حتى، بالتأكيد تتوقع أن تشاهد وجبة درامية متكاملة، ولكن النتيجة كانت مخيبة تماما للآمال.
الفيلم الذي أنتجته شبكة نتفليكس افتقد إلى عدة عناصر تجعله جذابا على الرغم من الفكرة المختلفة، نهاية العالم وشخصيات تداخلت صراعتهم الداخلية (عنصرية/ صراع على الملكية/ أزمة هوية) مع ما يحدث حقا في العالم فانشغلوا بالصراعات ولا يعرفون أن العالم ينتهي من حولهم.
ولعل أبرز عيوب الفيلم هو الإخراج:
الإخراج كان استعراضيا بشكل كبير زوايا تصوير معقدة وغير مفهومة ومع المشاهد المتصاعدة يصر المخرج على قلب الكاميرا بطريقة غريبة غير مفهومة ولا مفهوم الغرض منها، تداخل بين المشاهد مرتين في تصعيدات درامية متوازية في عدة أماكن وترقب للأحداث ثم لا شيء للنهاية.
أمر آخر إيقاع الفيلم كان بطيئا للغاية، الإيقاع لم يكن متمهلاً بحيث تفكر في الأحداث والرسائل التي يرغب الفيلم في إيصالها، ولكنه كان بطيئا مملاً ولعل هذا يرجع لأن الفيلم لا يتحرك، لقد توقف عالم الفيلم داخل إطاره الداخلي عند نقطة محددة وحتى في اللحظات التي يحاول فيها الفيلم بناء مشاهد مشوقة وموترة متداخلة تنتهي فجأة دون ذروة كما بدأت.
الموسيقى.. من البداية الاعتماد على موسيقى موترة حتى في مشاهد عادية للغاية وكأن صناع الفيلم يرغبون في التأكيد على أن هذا فيلم عن نهاية العالم، موسيقى موترة جدا في مشهد على الشاطئ أو لاستمتاع طفلين في حمام سباحة، الموسيقى موجودة دون نتيجة لوجودها هي في خلفية المشهد كعامل موتر للمشاهد لكنها غير ذات دلالة في المشهد.
التمثيل.. تشعر أن أبطال العمل أنفسهم لم يكونوا في حالتهم المثالية، جوليا روبرتس في أداء متوسط على أفضل تقدير، حتى في مشاهدها المفصلية لا تكون انفعالاتها على قدر المشهد إما أكثر انفعالا بكثير مما يحتمله المشهد فيصبح الأمر أقرب للكوميديا كما في مشهد الغزلان، أو أقل مما يحتمله المشهد فتجدها بلا تعبيرات مناسبة.
مهارشلا علي هو الآخر في أداء متوسطا للغاية ولكنه متماسك وأفضل كثيرا من جوليا روبرتس ولعل أفضل مشاهد في الفيلم كانت المشاهد التي تجمعهما سويا، خرج من كليهما أفضل أداءات لكليهما خلال أحداث الفيلم.
الأداء الأفضل على الإطلاق في الفيلم هو أداء إيثان هوك، حالة متكاملة لأداء الأب الأميركي التقليدي، شخص مسالم يجد نفسه في مواقف صعبة لم يتعرض لها من قبل مع فقدان كل سبل التواصل، يجب أن يعتمد على نفسه وعلى الآخرين لا توجد اتصالات ولا شبكات ولا أقمار صناعية، تصاعد في أدائه طوال الفيلم حتى نصل لمشاهد النهاية وانفجار أدائه البسيط غير المتكلف.
السيناريو.. سيناريو الفيلم هو الكارثة الأكبر إن كانت 30% من مشاكل الفيلم سببها الإخراج فبالتأكيد 60% من مشاكله سببها السيناريو، الذي كتبه المخرج سام إسماعيل مع كاتب الرواية رومان علام، جمع عيوبا كثيرة، ولكن أهمها على الإطلاق حالة الترهل الشديدة بالفيلم والأكثر أهمية هي حالة الكسل في إيصال الرسائل.
السيناريو الذي ينتقد عدة أشياء في الثقافة والسياسة الأميركية وينتقد الاعتماد التام على التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة يحاول التأكيد على هذه الرسائل فجأة وبدون مقدمات بخطابات على لسان أبطاله يقولون فيها حكمة الفيلم وخلاصته، نحن اعتمدنا على التكنولوجيا أكثر من اللازم، أمريكا كونت الكثير من العداوات مع العديد من الشعوب الذين يرغبون في النيل منها، الأسر مفككة وترغب في لم الشمل، حتى الحكم التي كانت تكتبت على ظهر الكراريس في حقبة التسعينيات مثل الاتحاد قوة، يقولها أبطال الفيلم لبعضهم البعض، لا يكتفي الفيلم بالإشارة ولكنه يصر على إيصال رسائله بأبسط وأكسل الطرق الممكنة خطابات رنانة جوفاء.
فيلم Leave the World Behind الذي استمر على مدار ساعتين وثلث ربما كان الأفضل له أن يكون ساعة ونصف فقط لربما وقتها تحسن كثيرا وبدلا من فرد العضلات الإخراجية بكدرات وتكوينات لا معنى لها لربما لو كان الإخراج بسيطا تقليديا لكان أفضل، الفيلم يشفع له أنه يناقش أفكارا فلسفية انتقادية عن الحياة التي نعيشها الآن ويحمل أفكارا ثرية ومقومات نجاح كبيرة وممثلين ذوي ثقل خسر في جميع رهاناته تقريبا، وبقيت فقط القصة الجيدة التي تمت روايتها بأسوأ طريقة ممكنة.
تقييمي لفيلم Leave the World Behind هو .. 4 من 10.
الكاتب
-
سمعة
كاتب نجم جديد