في حب علي صبحي .. أول مهرج قال الحقيقة

يكذب المهرجون في كل أنحاء الأرض، بل بعضنا لا يحبهم بتلك الأنوف الحمراء والابتسامة الدائمة، نخشاهم لأننا ندرك أن الدموع جزء من تكويننا كشرقيين، لكن علي صبحي الذي كان أحد أهم مهرجي الشوارع بعد ثورة يناير ٢٥ يناير استطاع وحده تغيير هذا المفهوم.

الفنان الذي نال بطولته الأولى في الفيلم الرائع علي معزة وإبراهيم عام ٢٠١٦ بعد عدة أدوار صغير في مسلسلات دوران شبرا وأهل كايرو وفيلم عين شمس  والذي أدهش الكثيرين العام الماضي في مسلسل تحت الوصاية أمام منى زكي في شخصية الريس عيد.

يعود من جديد في دور رائع في مسلسل جولة أخيرة مع الرائعين أحمد السقا وأشرف عبد الباقي في دور “شبكة”.

المهرج ذاته مازال مرعبا، لن تستطيع أن تتعرف عليه للوهلة الأولى، ستجري على جوجل وموقع السينما. كوم لتتسائل عن صاحب ذلك الحضور الطاغي الذي لم تشاهده من قبل، لتكتشف أنه علي صبحي الذي أبهرك عدة مرات من قبل.

صاحب كل تلك البراءة في دور علي معزة اسماعيل عاشق النعجة “ندى” وذلك المخضرم “الغويط” في تحت الوصاية أم “شبكة” تلك الشخصية مجهولة الأب الطيبة الشريرة التي تحبها وتكرهها في آن واحد دون قدرة على التفريق.

في الحقيقة عزيزي القاريء أكثر ما يدهشني هو أنني في كل مرة أقابل علي صبحي أفشل في التعرف عليه حتى أبحث، حتى مع أخر أعماله جولة أخيرة التي يلقي فيها درسا بليغا لكل الممثلين الذين قروا استعمال “البوكر فيس” بعينين لا يمكن اعادة تشبيههما لا تلك الوجوه البائسة الميتة التي لا تحمل احساسا ويصفق لها البعض.

منذ زمن بعيد لم نعد نملك في السينما المصرية ممثل يتقمص شخصيته ويلبس روحها لا يكسبها روحه وتصبح تشبهه فيعتبره المشاهد أحمد حلمي وأحمد عز وأمير كرارة، لا الشخصية المكتوبة

إقرأ أيضا

القصة المأساوية لبعثة تيرا نوفا إلى القطب الجنوبي ومستكشفيها الذين ماتوا هناك

لأن الله لم يخلق عيونا ميتة سوى للأمواتـ واستسهال “تمويت” العيون لا يعني سوى عجز الممثل.

وهو ما لا يعرفه مهرج الشوارع الذي يلمع فقط كأحد أعظم المواهب في هذا الزمان، وربما يتجاهله المنتجون لأنه أول مهرج على سطح الأرض قال الحقيقة