قبل عرض مسلسل القاهرة كابول (4-4) الصوفية والجهاد الأفغاني “تشابه الأسماء يظلم الظواهري”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
هل سيُفْتَح ملف الصوفية والجهاد الأفغاني في مسلسل القاهرة كابول حتى لو بالتلميح أو التصريح؟
تساؤل ربما غريب لكن المشجع على طرحه أن الكاتب عبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل القاهرة كابول يتسم بنزعته الصوفية في أغلب أعماله الدرامية مثل الرحايا لـ نور الشريف وشيخ العرب همام والخواجة عبدالقادر وونوس لـ يحيى الفخراني، وربما ستحدث نفس النزعة في مسلسله الذي سيعرض في موسم رمضان القادم الموافق إبريل من عام 2021 م.
ما بين الصوفية والجهاد الأفغاني .. البروباجندا السلفية الوهابية تظلمهم
لم يغب الصوفية عن الحرب الأفغانية السوفيتية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي غير أن البروباجندا السلفية الوهابية ظلمت المشاركة الصوفية التي كانت أكثر المشاركات رقيًا، إذ أن الصوفية هناك لم يلعبوا سياسة ولم يدخلوا مفرمة السلطة فضلا عن عدم تشتت الولاءات السياسية أو الجهادية لهم.
لعل أبرز رموز الحركة الصوفية خلال الحرب الأفغانية في السبعينيات والثمانينيات هو الشيخ صبغة الله مجددي الذي نشأ عالما متصوفًا بعد أن درس في الأزهر الشريف، وقاد الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الروسي لسنوات، ثم تولى رئاسة البلاد بعد هزيمة الروس لمدة شهرين، فلما تحول الأمر إلى صراع بين أمراء الحرب ترك الرئاسة ورفض الخوض في الدماء ثمنًا لبقائه في الحكم.
تأثر الحبيب علي الجفري بشخصية صبغة الله مجددي وقال عن مواقف الصوفية من الحرب الأفغانية في السبعينيات والثمانينيات «رغبت أن أذهب إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفييت وتواصلت من يهيئ لي السفر لهناك ثم تواصلت مع شيخي الحبيب أبو بكر المشهور وقلت له أن أذهب كي أطلب الجهاد في أفغانستان فقال لي الجهاد ذروة سنام الإسلام وأفغانستان محتلة وتستحق القتال ولكن سأسلك ما هي الراية التي ستقاتل تحتها وما هو الأفق في هذا القتال ؟ فقلت له راية المجددين ؟ فأجابني من هم ؟ وهل القتال هناك جهادًا إسلاميًا أو سياسيًا ؟ فلم أقتنع بما قال فذهبت إلى شيخي الحبيب عبدالقادر السقاف وقال أنت فرد ستذهب فإما ذهبت واستشهدت وإما ستكون أحد عوامل النصر ولن تؤثر تأثيرًا كبيرًا لأنك طالب عالم ولو اهتتمت بالعلم بإخلاصٍ لله حينئذٍ سيكون نفعك للأمة أفضل من السلاح».
اقرأ أيضًا
اغتيالات صوفية .. أحدهم أشهر من صلى على النبي
كذلك فإن رجال الطريقة النقشبندية والطريقة التيجانية في أفغانستان دخلوا في الحرب وتركوها بعد تفشي الصراعات السياسية وانصب اهتمامهم في إصلاح الداخل وتوحيد الصفوف بعد صعود حركة طالبان وذراعها العسكري القاعدة.
الصوفية أول المجاهدين وليس آباء الإرهاب
شيء آخر منسي في تاريخ الصوفية والجهاد الأفغاني وهو أن حرب الأفغان ضد الروس لم تكن فقط خلال السبعينيات والثمانينيات بل كان قديمًا ومن قبل حتى قيام الاتحاد السوفييتي، فمثلاً يعتبر الشيخ منصور أشرمة النقشبندي الشيشاني أول صوفي عسكري في الشيشان وداغستان وتولى قيادة هجمات ضد روسيا القيصرية وانتصر في معركة نهر سونجا عام 1785 م وتم أسره بعدها ليُحْكَم عليه بالمؤبد، ويموت في حصن شكوبليرج.
تولى كذلك الشيخ خاس محمد أفندي الباراغلاري النقشبندي قيادة حركة الجهاد في الشيشان بعد موت الشيخ منصور أشرمة، وبعده القاضي ملا محمد الكمراوي النقشبندي الذي ظل يحقق انتصارات كبيرة بين عامي 1832م إلى 1834م، ومن بعده الأمير حمزة الخنزاجي ثم فضل عمر مجددي النقشبندي الذي اعتبره أغلب المؤرخين أنه عميد الجهاد والمجاهدين في أفغانستان، إذ جاهد ضد البريطانيين والسوفييت خلال عشرينيات القرن الماضي.
تشابه الأسماء يظلم الظواهري الصوفي
الطريف في تاريخ الصوفية والجهاد الأفغاني أن أبرز رموز تنظيم القاعدة وهو أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي بعد قتل بن لادن، كان حفيدًا لأشهر صوفية مصر في الثلاثينيات وهو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر خلال عصر الملك فؤاد الأول ومؤسس الجامعة الأزهرية، لكن اسم الظواهري الحفيد بات أشهر من اسم جده.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال