5٬010 مشاهدة
مصر في المسلسلات التركية .. أم الماسونية العالمية ودولة الخيانة
لا يختلف وضع مصر في المسلسلات التركية كثيرًا عن الـ«تيمة» الثابتة لكافة الأعمال الدرامية المعروضة على تلفزيونات اسطنبول، فالخيانة بكل قصصها جزء لا يتجزأ من أي سيناريو سواءًا كان المسلسل رومانسيًا أو أكشن أو حتى كوميديًا.
مصر في المسلسلات التركية .. لماذا ؟
لم تكتسب المسلسلات التركية الرومانسية شهرةً خلال الفترة التي بعد 2011 إذ اكتسحتها أعمال الأكشن والتاريخ وتميزت تلك المسلسلات بعنصرين أحدهما تعزيز النزعة القومية التركية وثانيهما الإسقاط على الواقع، فصارت مصر إحدى أهم الدول التي تناولتها تلك المسلسلات.
مصر الماسونية في نظر وادي الذئاب وبولات علمدار
احتل مسلسل وادي الذئاب المركز الثاني في قائمة أطول المسلسلات التركية بمجموع 300 حلقة على 10 أجزاء بفارق 165 حلقة عن مسلسل Bizimkiler، وتصدر المركز الأول في قائمة أطول مسلسلات الأكشن التركية وصار بطله محمد نجاتي شاشماز «بولات علمدار» أحد أشهر الشخصيات بين العرب الذين سموه «مراد علمدار»؛ وكلمة علمدار تركية واشتهرت في مصر وقت توليها إخراج كسوة الكعبة وكان الـ «علمدار» هو حامل لواء محمل الحج، وعرفت تلك المهنة في الشام باسم «بيرقدار»؛ لكن في المسلسل فعلمدار هذا هو النسخة التركية لشخصية أدهم صبري المخابراتية، إذ ربته المخابرات التركية ليكون يد الدولة داخل كل منظمات الجريمة والفوضى في العالم.
لقي المسلسل شهرة في الأوساط العربية بعد دبلجته وتميز دون غيره بالتطرق إلى كافة الشئون العربية قبل وبعد سنوات الربيع العربي، فخلال الفترة بين 2006 و 2011 م دخل أبطال المسلسل في التجربة السينمائية مرتين بفيلمين حملا نفس الاسم أحدهما عام 2006 لتناول الشأن العراقي والآخر عام 2011 بشأن فلسطين.
اقرأ أيضًا
عن فظائع ممالك النار التي لم يذكرها محمد سليمان عبدالمالك
وبعد سنوات الربيع العربي تغير نسق المسلسل من المافيا إلى السياسة فتناول الشأن السوري حين قام بولات بتقطيع صورة بشار الأسد ونضاله ضد داعش وكشفه لخيانات الأكراد، ووصل مستوى الهيرو لدرجة إنقاذ السعودية من تفجير فندق الحجاج.
أخذت مصر نصيبها في مسلسل وادي الذئاب إذ صور العمل بطله بولات أنه اتجه إلى مصر لضرب المقر الإلكتروني لجماعة الأرمجيدون الماسونية التي تتخذ من هرم خوفو قاعدة لقيادة الماسونية في الأرض؛ وبصرف النظر عن اللامنطقية في الموضوع لكن جهل صناع المسلسل بطبيعة مصر جعلهم يصورون الشعب المصري بزي الرعاة والبدو وسط الرقص.
مصر في عاصمة عبدالحميد الثاني !
انضم مسلسل عاصمة عبدالحميد لقائمة المسلسلات التاريخية التركية التي تناقش عهد الدولة العثمانية، خاصةً وأن موضوع العمل وهو عبدالحميد الثاني شخصية تلقى تعاطفًا في الأوساط الإسلامية والعربية.
ومثل مسلسل وادي الذئاب تمامًا أظهر عاصمة عبدالحميد مصر كدولة لقيادة الماسونية الدولية حين اجتمع روتشيلد مع رجاله لتغيير العالم، لكن الفرق بين وادي الذئاب وعاصمة عبدالحميد أن الأخير ضرب التاريخ في مقتل وزيفه بشكلٍ غير معقول.
اقرأ أيضًا
عبدالحميد الثاني يؤيد خالد النبوي: كلامه عننا صح
فمثلاً نجد شخصية الملك المصري السابق فواد المعروف بالمسلسل باسم فؤاد أفندي حاكمًا لمصر وجاء لتركيا لكي ينتقم لوالده الخديوي إسماعيل الذي عزله عبدالحميد الثاني بسبب الخيانة ـ حسب زعم المسلسل ـ؛ على الرغم أن الخديوي إسماعيل خُلِع بفرمان عثماني بعد ضغط انجليزي وتولى توفيق حكم مصر وليس فؤاد.
وفي الحلقة 62 من مسلسل عاصمة عبدالحميد وبالدقيقة 15 والثانية 45 نجد شخصية الزعيم أحمد عرابي تظهر كخادم وممثل تلك الشخصية مصري الأصل ويقيم في اسطنبول واسمه علي جمال ولفشله في إجادة اللغة تم استبداله بممثل تركي آخر؛ والصحيح أن أحمد عرابي أصلاً لم يكن له وجود في تركيا من الأصل خلال تلك الفترة.
نفس الحلقة أظهرت فؤاد أفندي يقوم بخنق زوجته صافيناز وهي بنت روتشيلد أصلاً، حتى هدده خادمه أحمد عرابي بالقتل لو لم يترك رقبتها، والصحيح أن فؤاد ليس له زوجة باسم صافيناز وإنما تزوج من شويكار ثم نازلي عبدالرحيم.
وانتهت شخصية فؤاد في الحلقة 81 حينما قتله أحمد جلال الدين باشا رئيس المخابرات بحضور عبدالحميد الثاني وأمام أعين حماه روتشيلد !.
العرب في نظرهم
لم يختلف حال العرب عن وضع مصر في المسلسلات التركية، فمثلا مسلسل كوت العمارة الجزء الثاني الذي تناول فترة الحرب العالمية الأولى تعامل مع العرب بنظرة دونية وأظهر الدولة العثمانية أنها حامية الأعراض والبلاد والعباد رغم أن الأحداث التاريخية لمعركة الكوت غير ما عرضها المسلسل.
اقرأ أيضًا
في الرد على ساسة بوست “سليم الأول ينكر أوصاف مدحكم له”
الأمر نفسه كرره الجزء الخامس من مسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم، والذي جسد لبنان في شخص تاجر سلاح حفيد أحد العائلات اللبنانية التي خانت الدولة العثمانية.
الممثلون بعيدًا عن التمثيل
لم يبتعد الممثلين في الحقيقة عن شخصياتهم بالمسلسلات، فنجد مثلا محمد نجاتي شاشماز بطل مسلسل وادي الذئاب يخرج في فيديو على قناة شركة بانا فيلم «منتجة العمل» عبر يوتيوب ويوجه رسالة للشعب المصري بعد بيان 3 يوليو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، دعا فيها الشعب للخروج على الجيش ومقاومة ما جرى.
ولم تبتعد دينيز شاكر البطلة النسائية في مسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم على مدار 3 أجزاء عن النظرة الدونية للعرب، إذ دخلت مقهى مطلع مطلع عام 2019 ورأت 7 فتيات محجبات وتنمرت عليهن بتصوريهن للاستهزاء منهن ثم قالت «هل هنا الجزيرة العربية».
أما بهادير أوغلو صاحب شخصية تحسين باشا في مسلسل عاصمة عبدالحميد، استضافته قناة الشرق في أغسطس 2018 لأخذ رأيه في النظام المصري الحاكم.
وخلال الفيديو، زعم بهادير أوغلو أن نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي كان يعمل على الوحدة الوطنية بين الجميع، مشيرًا إلى أن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي أوقف العلاقات المصرية التركية المبنية على «زواج عائلي تاريخي» ـ حسب وصفه ـ .
الكاتب
ما هو انطباعك؟
