“الدولة العثمانية كرمت الجاني” من هو قاتل المصري صاحب الجمجمة 5942 في الجزائر ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم يهتم الكثيرون بقصة المجرم قاتل المصري صاحب الجمجمة 5942 في الجزائر والتي استعادتها الجزائر مع 23 جمجمة أخرى من متحف الإنسان في باريس.
اقرأ أيضًا
حكاية مروحة اليد التي أوقعت العشاق وكانت السبب في احتلال الجزائر
اهتمت الأخبار بصاحب الجمجمة 5942 إذ أنه مصري يدعى الشيخ موسى بن الحسن المصري الدرقاوي من مواليد دمياط عام وشارك في المقاومة الجزائرية.
قاد موسى بن الحسن الدرقاوي صاحب الجمجمة 5942 “ثورة الزعاطشة” ضد المحتل الفرنسي وكبدهم فيها خسائر فادحة حتى استشهد في 26 نوفمبر 1849 م وقُطِعَت رأسه مع اثنين آخرين هما الشيخ بوزيان وولده وعُلِّقُوا على أحد أبواب منطقة بسكرة ثم ذهبوا إلى باريس ولم تعد جماجمهم إلا في عام 2020 م.
قاتل المصري صاحب الجمجمة 5942 في الجزائر
قاتل المصري صاحب الجمجمة 5942 هو الجنرال الفرنسي إميل هيربيلون، أحد أشهر ضباط فرنسا في ذلك الجيل واشتهر بقسوته المتناهية.
اقرأ أيضًا
تاريخ رؤساء الجزائر “نهايات رسمتها الاستقالة مع الدماء وأحدهم ببيجامة النوم”
الجنرال إميل هيربيلون من مواليد 23 مارس 1794 م وكان والده نيكولاس مارتن هيربيلون ووالدته ماري ماغدلين صوفي ديل يحلمان أن يعمل ابنهما في المال والأعمال، لكن إميل أراد أن يسلك السلك العسكري فدخل الجيش الفرنسي عام 1813 ليكون ضمن أفراد الحرس الإمبراطوري.
أصبح إميل هيربيلون ملازمًا ونقيبًا عام 1825 بعد الحملة الفرنسية الإسبانية عام 1823 ثم انضم إلى الجيش الفرنسي الذي اتجه إلى شمال أفريقيا بهدف غزو الجزائر، تحت قيادة لويس لاموريسيير و توماس روبير بيجو وهنري دورليانز، ويعد الثلاثة من أكبر مجرمي الإبادة الجماعية في الجيش الفرنسي.
تعلم إميل هيربيلون فنون الكر والفر ومواجهة المقاومين الجزائرين ثم نال رتبة ملازم في فوج المشاة الخط 62 في عام 1841 م وبعدها نال رتبة كولونيل في 28 يناير 1846 م ثم تمت ترقيته إلى مشير ميداني في عام 1846 ، وأصبح قائدًا مؤقتًا للمقاطعة في عام 1848 م.
بدأ إميل هيربيلون يكتسب شهرةً واسعةً بدءًا من عام 1849 حيث قمع ثورة الزعاطشة وقتل كافة المقاومين وتكريمًا له قررت السلطات الفرنسية المحتلة تخليد اسمه قرية الشطيبي في الجزائر وقد غيرت الثورة الجزائرية فيما بعد اسمه.
اقرأ أيضًا
الكولونيل سلكوسكي .. كاد الوصول إلى حكم مصر لولا أن قتله كلاب باب النصر
وبعد عامين عاد إلى فرنسا واستقر بها 4 سنوات ليعود إلى سلك العسكرية ويقود معركة تشيرنايا إلى جانب الدولة العثمانية ضد الروس وانتصر فيها ثم قامت الدولة العثمانية بتكريمه ومنحه الوسام المجيدي وبعدها استقر في فرنسا وتم تعيينه سيناتور ومات في عام 1866 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال