هنيدي .. الظاهرة
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
بعد نجاح فيلم “إسماعيلية رايح جاي” قالوا أن الولد الجديد محمد هنيدي ظاهرة، ونجاحه ظاهرة، وستختفي، لكنه أكمل طريقه، وحقق نجومية جماهيرية بالإضافة لنجومية الشباك والإيرادات، وسمي العصر وقتها بسينما “هنيدي”، أي سينما الجيل الجديد، وهو أصبح غصة في حلق أصحاب السينما الجادة، وعطل مسيرة بعضهم لسنوات.
قرر قبل أن يبلغ ما بلغه، إذا أكمل الخامسة والثلاثين من عمره دون أن يحقق شيئًا في مجال التمثيل سيتركه بحثًا عن مهنة أخرى، لكن القدر شاء أن يحقق محمد هنيدي خطوات واسعة قبل الخامسة والثلاثين بأربع سنوات.
الخطوة الأولى كانت بـ”سارق الفرح”، ثم “قشر البندق” ثم “بخيت وعديلة”، إلى أن انفجر في فيلم “إسماعيلية رايح جاي”، وجاء “صعيدي في الجامعة الأمريكية” ليفتح الطريق له ولجيل “السقا”، ومنى زكي، وصنعوا ما سُمى وقتها بسينما “هنيدي” سينما الجيل الجديد.
كان نجاح فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” فتحًا لـ”هنيدي”، حقق أعلى الإيرادات، طغى على موجة الأفلام الأمريكية، كما شجع المستثمرين والمنتجين على العودة للعمل في السينما مرة أخرى، وهو ما خلق الفرصة لنجوم جدد.
وكالعادة، بدأ النقاد يضع “هنيدي” في مواجهة مع الفنان عادل إمام، الشاب الكوميدي الجديد الذي سيسحب البساط من تحت أقدام “الزعيم”، وأضافوا بعضًا من البهارات، منها أن الشاب الجديد يطلب مليوني جنيه في الفيلم، الولد الجديد أصابه الغرور.
لكن الاتهام الأهم والأخطر الذي كان العمود الفقري لمحمد هنيدي والجديد الذي أتى به، هو أنه يقدم أفلامًا خالية من المضمون والموضوع، لكنه رد بنفسه في حوار صحفي على هذا الاتهام:”هذا ليس صحيحًا فيلمي الأخير به موضوع جيد، وموقف وطني وقضية اجتماعية عند الشباب، لكن ما المانع من أن نقدم الموضوعات التي نريد مناقشتها في فيلم بسيط وخفيف، هذا ليس عيبًا، لأنني لا أحب أن أقدم وجهة نظر كئيبة بشكلها “الغم” أنا أقدم كل ما أريده في إطار بسيط ولذيذ ويارب نصل لما يسمونه السهل الممتنع ولا أعتقد أن هذا خطأ أو عيبا”.
وقتلًا لهذا الاتهام، وتلميحًا للطريقة التي كان يفكر بها محمد هنيدي، رفض خوض بطولة فيلم “فرحان ملازم آدم”، امتناعًا لأن يكرر شخصية “الصعيدي”، بالإضافة لأسباب فنية تخصه.
وتتابعًا للعقلية التي كان يدير بها محمد هنيدي موهبته، نضيف تفصيلة أخرى، كان يرفض الخوض في موضوعات قد تجلب له وجع الرأس والصداع، فقد رفض قبول فيلم “هندي” الذي جسده الفنان أحمد آدم، لأنه يتعرض لقضية دينية، ولا يحب أن يدخل في فيلما يحقق جدلًا بخصوص الدين.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال