محمد هنيدي .. أكبر غلطة في تاريخ السينما المصرية

ربما لا يتجاوز طوله ١٦٠ سم، هذا الشعر الذي زرعه أو تلك الباروكة التي يرتديها لم تجعله خفيف الدم، ربما لم يعد هذا الشاب الذي أضحكنا في فيلم إسماعيلية رايح جاي وحلق حوش ٩٧ وعمره ٣٢ عاما، تحول إلى مسخ يكدرنا وجوده على الشاشة، تضايقنا أفلامه الفاشلة الأخيرة مرعي البريمو ونبيل الجميل أخصائي تجميل والنمس والإنس وغيرها من الاسكيتشات الباهتة المثيرة للضيق لا الكوميديا.

محمد هنيدي الذي ظهر فجأة في منتصف التسعينيات ليقود موجة الكوميديا الجديدة ومعها خراء السينما النظيفة ويصبح أول المصلين تجاه موسم الرياض، صاحب أثقل ظل حساب على السوشيال ميديا، الذي يشكر أبو تريكة ويحذف التغريدة في ثواني حتى لا يغضب صاحب النصبة.

الفنان معدوم التجديد، الذي لم تتغير الشخصية التي يقدمها طيلة ٢٠ عاما، الحريص على تهنئة الممول بالعيد الوطني بينما يتجاهل احتفال وطنه باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر، الذي يعتذر لجمهوره عن أعماله السيئة الأخيرة ليقدم له عملا أسوأ هو مرعي البريمو واعدا الجمهور باعتذار عن الأعمال السابقة، الذي يضايقني حضوره على الشاشة حتى في أفلام ما أحببتها سابقا.

الفنان “الخرتي” الذي ما زال مصرا على تقيدم دور شاب حديث التخرج – تخيل عزيزي القاريء قدم مشهدا له أثناء الحصول على الثانوية العامة – وعمره تجاوز الخمسين عاما لم يدرك بعد أن باروكته أو الشعر الذي زرعه وطريقة اضحاك جمهور التسعينيات لم تعد جائزة أو لائقة في ٢٠٢٣.

محمد هنيدي أسوأ غلطة في تاريخ السينما المصرية الذي ظهر لحظة الانهيار الذي استمر لسنوات قرر أن يتحول إلى أراجوز يسعد الممول دون واعز فني أو له علاقة بالقيم والمباديء.

يقولون أن فترات الانهيار تنتج أسوأ ما في الأمة من فنون وأدب وأخلاق، وهنيدي هو نتاج هذه الفترة سينمائيا، وصار الشخص الذي يضايقنا حضوره أو ظهوره على الشاشة، صرنا لا نحتمل حتى أفلامه القديمة التي قبلناها يوما ما، التي أدركنا الآن أنها ضللتنا، أنه كان مزيفا طيلة الوقت، أنه ارتدى قناعا في كل زمن يليق بالزمن وبالممول الذي يعمل معه.

محمد هنيدي غلطة السينما المصرية الأكبر .. الذي صار صاحب لقب الأثقل دما منذ زمن قريب

إقرأ أيضا

أماني في حالة خاصة..الصورة ليست كما تبدو في المرآة

الذي صرنا لا نطيق ظهوره على الشاشات وايرادات أفلامه أكبر مؤشر على ذلك لكنه لم يفهم بعد