فالتراود فانجر.. ملاك الموت التي قتلت 200 مريض
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد
لكل قاعدة شواذ.. هذا ما يمكن أن نقوله بالنظر إلى السفاحات اللاتي كنّ يعملن في المجال الطبي، فرغم إطلاق لقب “ملاك الرحمة” على العاملين في المجال الطبي، إلا أنه على مرّ العصور، خرجت العديد من السفاحات من هذا المجال، واحترفن مهنة القتل بدلا من العلاج، والألم بدلًا من المهدئات، ليخالفن القاعدة المعروفة بالرحمة التي تغزو من يرى الألم طوال الوقت، هذا من الممكن أن ينطبق على السفاحة فالتراود فانجر ، التي تعد من أبشع السفاحات في التاريخ.
إقرأ أيضًا…هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد
كانت فانجر تذهب إلى عملها في المستشفى في الوقت المحدد لها، فالفتاة النمساوية قضت حياتها في فيينا، واستطاعت أن تترك فيها بصمة دماء وقتل، ظلت شاهدة على بشاعة عقلها طوال الوقت، حيث كانت تذهب لعملها وتعطي المرضى جرعات زائدة من العقاقير المخصصة لمرضهم، فيما كانت تعطي أناس آخرين جرعات من السموم، وتجلس لتشاهدهم يموتون دون أن تشعر بأي ذنب يُذكر.
داخل مستشفى لينز، في عام 1980، قتلت فانجر نحو 200 مريض، فبعضهم كان يجلس في عنابر المستشفى والبعض الآخر كان في غرفة العناية المركزة، حيث كانت تقتل جزء من المرضى العاديين وجزء آخر من ذوي الحالات الحرجة، وكأن المرض لم يكفِ لألمهم، لتذهب فانجر وتضع السموم في الحقن وتحقنهم، أو تعطي لهم حبوب يتناولوها بها جرعات زائدة تعطل عمل القلب أو الرئة، فسرعان ما يموتون أمامها دون رحمة.
لم تتوقف بشاعة فالتراود فانجر عند هذا الحد، حيث استخدمت هذه السيدة التي لم يستطع أحد الوصول إلى معلومات عن حياتها الشخصية، عقلها لإخفاء جرائمها، وبالفعل نجحت، فعقب إلقاء القبض على فانجر، ورغم تورطها في 200 حالة قتل، إلا أنها أدينت بالشروع في قتل 17 حالة، واتهام مباشر بالقتل لـ 15 حالة فقط، أما باقي الجثث فلم تستطع الشرطة أن تثبت جريمة القتل المتعمد من فانجر لهم، وسرعان ما تم تحويلها إلى المحاكمة وتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة، حيث أطلق المحامون والشخصيات العامة آنذاك عليها لقب “ملاك موت مشفى لينز”، حيث ظلّ هذا اللقب يتردد في النمسا منذ القبض عليها وحتى الآن.
الكاتب
-
سمر عبد الله
كاتب نجم جديد