المرأة الصعيدية ليست بالضرورة أن تكون تقليدية “الموسيقية كارمن نموذجًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تكونت في أذهان البعض صورة ذهنية لطبيعة المرأة الصعيدية تتمثل في أنها كائن دميمة الشكل لا تعي ما يدور حولها، لا تفقه شيئا سوى عجن الخبز والحبل لأجل ولادة صبي يحمل اسم العائلة وتتفاخر بين النساء أنها تلد لا تلد سوى الرجال، يقودها الرجل ويحركها مثل عرائس المار يونت، لا تشارك في شيء، ولا تنفك عن لسانها كلمتين “نعم، وحاضر” مظهر ملابسها منحصر في الملحفة سوداء، كل شغلتها في الحياة أن تكون مغلوبة على أمرها ومحرومة من حق التعليم.
لماذا المرأة الصعيدية مظلومة في فهم الناس لها
ترجع أسباب تكون تلك الصورة لأسباب عدة وهي ما كانت عليه المرأة الصعيدية عادات وتقاليد تنص علي وجوب تبعية الرجل وأن تترك المرأة كيانها وشخصيتها أمام دار زوجها وتنسلخ من كل شيء، ولكن كل هذا بدأ في الاضمحلال والاختفاء وكثير من نساء الصعيد تمسكن بهويتهن الأنثوية وحقهن في الحياة برجاحة عقولهن وقوة إدراكهن ورغم ذلك لم يتخلين عن أمومتهن وبذل الحب الوفير للزوج وإدارة البيت.
اقرأ أيضًا
شيخ العرب همام والعثمانيين ..هل كان أمير الصعيد ثائرًا عليهم ؟
يجيء من ضمن العوامل أعمال الدراما التي جسدت صورة الأنثى في الصعيد أنها امرأة تمتلك عقلية متحجرة وقلب فظ، تربي أولادها على الخشونة القسوة وكيفية استخدام السلاح منذ نعومة أظافرهم، وأنا لا أنكر أن هذه النماذج غير موجودة ولكن بقلة وهم ثلة من الغابرين، وان هذه الفئة لا تمثل المرأة الصعيدية.
اقرأ أيضًا
بطلة كاراتيه .. تهزم عادات الصعيد بالـ”كاتا”
الصورة الدرامية الثانية هي صورة المرأة فظة القلب غليظة القوام صاحبة عقلية متحجرة وعواطف ميتة تحرض علي الثأر ترضع اولادها مع لبن ثديها قسوة الطباع وتربيهم علي فنون استخدام السلاح منذ نعومة أظافرهم؛ ويوجد في الصعيد الكثير من البيوت التي قامت وأصبح لها شأن بسبب رجاحة عقل وصبر المرأة الصعيدية وخرج من تحت يديها عباقرة وأدباء وفنانون وأطباء ومهندسون وقضاة كل ما هو مرموق .
كارمن نصيف .. الموسيقية الرائعة
الصعيد يزخر بالنماذج النسائية المشرفة الذكية والطموحة والمثقفة واللاتي وصلن للعالمية وأثبتن ذلك بجدارة.
من تلك النماذج الصعيدية “كارمن نصيف” التي برعت في الموسيقى بل وتصدرت قائمة خريجي أكاديمية الموسيقى الملكية في السويد.
تشير جريدة الأهرام في عدد 11 أكتوبر 1964 إلى أنْ “كارمن نصيف” من مواليد عام 1926 بمحافظة المنيا، استطاعت أن تتصدر قائمة خريجي وخريجات أكاديمية الموسيقى الملكية في “ستوكهلم” وجاء ترتيبها الأولى على 250 طالبًا وطالبة من انحاء العالم، وحصلت أيضًا على مرتبة الشرف في الغناء، ومرتبة الجدارة في تدريب الصوت، أسمها كارمن نصيف تبلغ من العمر (38)، ومكثت كارمن 3 سنوات تدرس في الأكاديمية.
الجائزة التي حصلت عليها كارمن عبارة عن مجموعة من مؤلفات الموسيقار السويدي “أميل سوجرين”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال