إدموند هيلاري..أول من وطأت قدميه القطبين الشمالي والجنوبي وقمة جبل إيفرست
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تسلق الجبال هو أحد الرياضات الممتعة والخطيرة في نفس الوقت، وأن تهوى شيئًا مثل ذلك يعني أن تصل للقمة أو تسقط للقاع ولا خيار ثالث بينهما، وقد كان إدموند هيلاري من أولئك المحظوظون الذين صعدوا للقمة، وليست قمة جبل إيفرست فقط، ولكنه وصل لقمة النجاح والشهرة أيضًا.
إدموند هيلاري
وُلد “إدموند هيلاري” المستكشف ومتسلق الجبال في 20 يوليو 1919م، في أوكلاند بنيوزيلندا، انتقلت عائلته إلى جنوب أوكلاند في عام 1920م، وكان أجداد هيلاري هم المستوطنين الأوائل في شمال وايرو في منتصف القرن 19، تلقى تعليمه في مدرسة هيلاري الابتدائية ثم مدرسة أوكلاند نحوي، كان هيلاري هو الأصغر بين أقرانه هناك، لذلك لجأ في كتبه وأحلام اليقظة مع الحياة المليئة بالمغامرة، وكانت له رحلة قطار يومية من وإلى المدرسة الثانوية والتي كانت تستمر لنحو أكثر من ساعتين في كل اتجاه، خلالها كان يستفيد من الوقت بالقراءة المنتظمة، بعد ذلك درس الرياضيات والعلوم في جامعة أوكلاند، وقد كان مهتمًا بتسلق الجبال في نيوزيلندا، ثم في جبال الألب، وأخيرًا في جبال الهيمالايا، حيث ارتفع 11 قمة مختلفة لأكثر من 20 ألف قدم، وفي عام 1939م أكمل أول خطوة للتسلق والوصول إلى قمة جبل أوليفييه بالقرب من أوراكي في جبل كوك بجبال الألب الجنوبية، مع شقيقه ريكس، بعد ذلك أصبح هيلاري مُستعدًا لمواجهة أعلى قمة جبلية في العالم، انضم ادموند هيلاري في حملات استطلاع جبل ايفرست في عام 1951م، ومرة أخرى في عام 1952م.
الوصول لـ قمة إيفرست
كان هيلاري يعاني من أثار حروق خطيرة نتيجة إصابته في حادث حرب، وذلك بعد انضمامه إلى سلاح الجو الملكي في نيوزيلندا خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من فشل الحملة التاسعة البريطانية لقمة ايفرست، في عام 1952م، من قِبل “جون هانت”، إلا أن أدموند هيلاري قرر تسلق جبل إيفرست وهي أعلى قمة في العالم، وبالفعل استطاع هيلاري وصديقه “تينزينج نورجاي”، الوصول لأول مرة لذروة القمة 29029 قدم في يوم 29 مايو 1953م في الساعة 11:30 صباحًا، وأمضوا حوالي 15 دقيقة في الجزء العلوي من العالم ، مع قيام هيلاري بتصوير نورجاي وهو يمسك الفأس الجليدي مع حمله لأعلام بريطانيا والهند ونيبال والأمم المتحدة .
رحلات الاستكشاف
بعد ذلك نال هيلاري شهرة عالمية كونه أول متسلق لجبل إيفرست، وقرر أن يكثف مجهوده بعد ذلك في عمليات التنقيب، ووصل إلى القطب الجنوبي في عام 1958م، كقائد لقسم نيوزيلندا من الكومنولث عبر القطب المتجمد الجنوبي، وكان بين أول من تسلقوا قمة جبل هيرشيل في القطب الجنوبي لعام 1967م.
إقرأ أيضًا…أين أشيائي؟ تركها رواد الفضاء على سطح القمر “صورة وكرة جولف وريشة”
وفي عام 1968م، اجتاز هيلاري الأنهار البرية من نيبال على جيتبوات، وفي عام 1985م وصل هيلاري ورائد الفضاء “نيل أرمسترونج” بالطائرة ذات المحركين إلى القطب الشمالي، مما جعل من هيلاري أول شخص يقف في كل من القطبين وقمة ايفرست، والمعروفة أيضًا باسم “القُطب الثالث”.
حياته الاجتماعية ووفاته
كان إدموند هيلاري رجلاً متواضع محبوبًا من الجميع ويحب الابتعاد عن الصحافة، فعلى الرغم من كل الإنجازات التي قدمها من نجاح وشهرة ومغامرة، إلا أنه دائمًا مايوصفه الناس بأنه الرجل المتواضع، وقد عاني إدموند هيلاري من فُقدان كلًا من زوجته وابنه الأصغر في حادث تحطم طائرة في عام 1975م، وكرس إدموند هيلاري حياته لمساعدة الشعب وقام ببناء المدارس والمستشفيات ومحطات النقل في نيبال، توفي السير إدموند هيلاري في 11 يناير من عام 2008م، في أوكلاند.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال