روبرت ليستون .. طبيب بدرجة جزار ساهم في الحد من انتشار الغرغرينا بمنشاره
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يوجد الآن الكثير من الأطباء الذين يبدعون من أجل مساعدة المرضى، ويقدموا ما بوسعهم من اجل إنقاذ أروحهم، ولكن لا يجب إنكار دور توافر جميع الإمكانيات التي تمكنهم من اختراق غرفة العمليات بكل ثقة، لذا تخيلوا شكل الجراحة في القرن الثامن عشر، حيث انها كانت صعبة للغاية خاصة في غياب الإمكانيات و التكنولوجيا، ولكن برغم من ذلك ظهر جراح عبقري استطاع ان ينقذ الكثير من الحالات الميئوس منها وقام بالعديد من العمليات في ذلك الوقت المفتقر للإمكانيات إنه الطبيب “روبرت ليستون”.
في القرن الثامن الميلادي تفشى مرض الغرغرينا و تسبب في وفاة أعداد كبيرة من الاشخاص فور اصابتهم بهذا المرض وكان الحل الوحيد امام الطبيب ” روبرت ليستون “هو بتر الاطراف ولكن كيف يقوم بعملية البتر في غياب كل الوسائل الطبية حتى التخدير فكان الطريقة الوحيدة لتخدير المريض هي المطرقة التي يتم ضرب المصاب بها على رأسه حتى يفقد وعيه، ولكن روبرت ليستون استطاع ان يقوم بجهود خرافية وأصبح جراح اسطوري وتمكن من إنقاذ حياة المصابين وأكثر ما اشتهر به روبرت ليستون هو تفوقه على جميع الاطباء في ذلك الوقت، حيث أنه كان يقوم بإجراء العملية الجراحية في وقت قياسي حوالي ثلاث دقائق.
تعليم روبرت ليستون
حصل ليستون على تعليمه في لندن، وكانت بدايته في علم التشريح عندما تم تعينه محاضر في علم التشريح في انبره ولكن لم يمكث طويلا وترك انبره و ذهب الى اسكتلندا، وكان يشتهر بأنه شخص متكبر كما كان يشتهر بسرعته في اداء العمليات الجراحية برغم من عدم وجود التخدير وكان يحاول ان يركز في إجراء الجراحة بدون التأثر بصراخ المرضى الذين يشعرون بألم الجراحة وكان يحاول ان يسرع في إجراء العملية وكان ينهي الجراحة في دقيقتين احيانًا، وأكثر ما اشتهر به روبرت ليستون بجانب عمليات الجراحة كان اختراعه للجبيرة وأطلق عليها جبيرة ليستون.
الجراح الاسطوري روبرت ليستون
اشتهر ليستون بأنه جراح اسطوري وانتشرت عنه العديد من القصص حول العمليات التي قام بها فكان منها العديد من العمليات الناجحة واخرى حالفها الفشل نتيجة لصرخات المريض التي كانت تجعله يتعجل في إنهاء العملية ومن بين هذه القصص قصة مشهورة جدًا عن روبرت ليستون وهي “أنه أثناء قيامه ببتر ساق أحد مرضاه قام بقطع أصابع مساعده عن طريق الخطأ، وتوفى مساعده في الحال بسبب أن المنشار كان ملوث بالغرغرينا، مما اصاب روبرت ليستون بحالة من الفزع ولم يتوقف الأمر بوفاة المساعد فقط، ولكن يُقال أن في نفس الوقت كان هناك رجل عجوز توفى على الفور بعد ان شاهد الدماء”.
إقرأ أيضًا….مركز الترجمة السلفية .. التنوير “شغلة” وزارة الكهرباء
كل هذا في النهاية لا يمنع أن روبرت ليستون هو من أفضل الجراحين في ذلك الوقت، ويرجع إليه الفضل في أنه الجراح الوحيد المعروف في التاريخ بتنفيذه عمليات لأشخاص احتماليات وفاتهم كبيرة للغاية، كما أن روبرت ليستون كان يحصل على كل الاحترام والتقدير من قبل جميع الاشخاص وذلك بسبب مهاراته في الجراحة وانقاذ الارواح البشرية وكان لا يرد أبدًا أي مريض يعاني من مرض ما وبحاجة إلى عملية جراحية.
أول عملية جراحية باستخدام البنج
في عام 1846م قام ليستون بأول عملية جراحية تحت تأثير المخدر في مستشفى جامعة كوليدج في لندن وكانت هذه العملية عبارة عن عملية لبتر من فوق الركبة وانبهر الجميع من اداءه ونال شهرة واسعة، ولكنه لم يتمكن من الاستفادة منها حيث توفى بعدها بعام واحد فقط ، في ديسمبر عام 1847م.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال