همتك نعدل الكفة
756   مشاهدة  

هل حول مرض السل “ميرسي براون” إلى مصاصة دماء تقتل عائلتها؟

السل
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في 1892، كان السل السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في الولايات المتحدة لكن في وقتها كان يعرف باسم “الاستهلاك” حيث كان المرض يستهلك جسم الإنسان حتى الموت، وتتضمن أعراض المرض الإرهاق، والتعرق الليلي، وسعال مصحوب ببلغم أبيض أو حتى بالدم.
ولم يكن هناك أي علاج موثوق به لمرض السل، وكثيراً ما أوصى الأطباء بأن “يستريح المريض، ويأكل بشكل جيد، ويمارس الرياضة في الخارج”. بطبيعة الحال، نادراً ما كانت العلاجات المنزلية ناجحة حيث كانت نسبة الوفاة إذا أصيبت بالمرض 80%.

يساعد الرعب المحيط بمثل هذه الوفاة الشنيعة في تفسير الجنون الذي لحق بمدينة إكستر في نهاية القرن التاسع عشر، مدينة إكستر تقع في رود آيلاند المجاورة لولاية ماساتشوستس التي وقعت فيها محاكمات سالم.

كان سكان إكستر يظنون أن السبب وراء العدد الكبير من الوفيات بسبب السل كان سببه مصاصة دماء تدعى “ميرسي براون” بالرغم من أن “”ميرسي” كانت أحد سكان المدينة وتوفيت بالفعل بسبب نفس المرض.

تبدأ الحكاية عندما خسر فلاح يدعى “جورج براون” زوجته “ميري إليزا” بسبب مرض السل في 1884. وبعد عامين من وفاة زوجته توفيت ابنته الأكبر سناً بنفس المرض، قبل أن يمر وقت طويل ضربت المأساة عائلة “براون” مرة أخرى ومع وفاة أفراد الأسرة الواحد تلو الأخرى، بدأ الناس يشكون في أن السبب وراء ذلك كان أكثر شرًا من كونه مجرد مرضًا.

كانت بقية أسرة “جورج براون” في صحة جيدة حتى مرض ابنه “إدوين” بالسل وكانت حالته متأخرة في عام 1891 مما دفعه إلى الذهاب إلى “كولورادو سبرينجز” على أمل أن يتعافى في المناخ الأفضل، ومع ذلك عندما عاد إلى اكستر في عام 1892 كان في حالة أسوأ.

وفي خلال نفس العام، توفيت أخت “إدوين” التي كنت تدعى “ميرسي لينا براون” بسبب مرض السل عندما كانت تبلغ من العمر 19 عاماً فقط. ومع تدهور “إدوين” بشكل سريع، أصبح والده مستعدًا لفعل أي شيء لينقذ حياة ابنه.

ومن ناحية أخرى، ظل العديد من أهل البلدة القلقين يخبرون “جورج براون” عن حكاية شعبية قديمة، وتزعم الخرافة أن “بطريقة غير مفسرة وغير معقولة يمكننا إيجاد لحم حي ودم بداخل جسم الشخص المتوفي ويحدث ذلك بسبب تغذي الأموات على الأحياء أصحاب الصحة الضعيفة”.

ببساطة، تزعم الأسطورة أنه عندما يموت أفراد نفس الأسرة بسبب السل، فقد يكون ذلك راجعًا إلى استنزاف أحد المتوفين الحياة من أقاربهم الأحياء.

كانت هذه الأسطورة سبب كافي لـ”جورج براون” ليخرج أفراد عائلته المتوفيين بالسل من قبورهم صباح يوم 17 مارس 1892. ولقد عثروا على هياكل عظمية في قبور زوجة براون وابنتها الكبرى الذين توفوا في 1884. أما عن “ميرسي” التي توفت قبل ذلك اليوم بـ9 أسابيع فقط فكانت بقاياها سليمة 100% ولم يتحلل أيًا من جسدها بل أنهم حتى وجدوا الدماء في قلبها وكبدها. ويبدو أن هذا كان كافي ليؤكد المخاوف المحلية أن “ميرسي براون” كانت مصاصة دماء تمتص الحياة من أقاربها الأحياء.

ولقد حاول الطبيب أن يشرح لسكان المدنية أن حالة جثة “ميرسي” لم تكن بالأمر غير المعتاد. فـ”ميرسي” تم دفنها أثناء أشهر الشتاء الباردة. ومع ذلك فقد أصر السكان المحليون الذين يتمسكون بالخرافات على إزالة كل من قلبها وكبدها وحرقهم قبل دفنها من جديد.

إقرأ أيضا
الدعارة في تاريخ مصر الإسلامي

مزج أهل المدينة الرماد الناتج عن حرق كبد وقلب “ميرسي” بالماء وأعطوه إلى “إدوين”. ولكن من المؤسف أن هذا المزيج الخارق للطبيعة لم يعالجه كما كان الناس يتمنون، فـ”إدوين” توفى بعد شهرين فقط.

لم تكن “ميرسي” الوحيدة التي عانت في موتها بسبب جهل الناس وعدم فهمهم للمرض والهيستيريا الجماعية فإن هناك 6 ضحايا معروفين في مقاطعة “نيو إنجلند” وحدها بجانب العديد من الضحايا الأخرى في أماكن أخرى. لكن “ميرسي” كانت “مصاصة الدماء” الأخيرة التي تم حرق أعضاءها.

الكاتب

  • السل ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان