عندما أنقذت الزائدة الدودية أول المتهمين في محكمة الثورة من حكم الإعدام سنة 1953
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قامت ثورة يوليو وكان على رأس قراراتها تشكيل محكمة الثورة في 15 سبتمبر سنة 1953 بهدف محاكمة رموز العصر الملكي سياسيًا واقتصاديًا، وانعقدت أولى الجلسات في 26 سبتمبر من نفس الشهر.
قصة محاكمة كانت النواة لتشكيل محكمة الشعب
غير أن أول محكمة ثورية قامت به ثورة يوليو كانت ضد البكباشي محمد حسني الدمنهوري وشقيقه اليوزباشي حسني الدمنهوري، وقد اعترضا على اعتقال ضباط المدفعية وطلب من رئيس الأركان اللواء محمد إبراهيم تفسيرًا لما حدث فألقي القبض عليه في منزله وتشكلت لجنة للتحقيق معهما برئاسة وعضوية عبداللطيف البغدادي وعبدالحكيم عامر وزكريا محيي الدين وصلاح سالم، وواجهتهما تهمة تدبير مؤامرة للإنقضاض على مجلس القيادة والإفراج عن الضباط المعتقلين.
اقرأ أيضًا
كيف كذب علينا محمد نجيب لأنه غالبا لم يقتنع بكذبة أننا لم نعرفه رئيسا في كتب المدرسة؟
تشكلت هيئة محكمة يوم 10 يناير سنة 1953 لمحاكمة البكباشي محمد حسني الدمنهوري وشقيقه اليوزباشي حسني رفعت الدمنهوري، وقد وجهت إليهما تهمة تدبير مؤامرة لإحداث فتنة بين القوات المسلحة وإضرار بالوطن ومصالح البلاد العليا، وقد أعطى مجلس قيادة الثورة لهذه القضية اهتمامًا كبيرًا مطلقين عليها أخطر مؤامرة قد حاكها الأعداء للثورة منذ قيامها وبعد أقل من ستة شهور.
تشكلت هيئة المحكمة برئاسة اللواء محمد نجيب وقد نظر المجلس القضية وتحقق من خطورة الاتهامات المنسوبة إلى المتهمين وأصدر حكما على الشقيقين بالإعدام رميا بالرصاص ولكنه خفف على الشقيق الأصغر اكتفى بطرده من الخدمة العسكرية، وتحدد يوم حكم الإعدام.
اقرأ أيضًا
أشياء تاريخية حول تسمية ميدان طلعت حرب بهذا الاسم “لها صلة بتأميم القناة والسد العالي”
حدث شيء لم يكن يخطر على بال أحد حيث انفجرت الزائدة الدودية عند البكباشي محمد حسني الدمنهوري كما أصيب بالتهاب حاد في البريتون ونقل إلى المستشفى العسكري بين الموت والحياة وأجريت للمحكوم عليه بالإعدام عملية دقيقة وخطيرة، وكان الطبيب الذي يقوم بالعملية هو اللواء طبيب عبد المجيد شهدي رحمه الله يخشى أن يموت المريض أثناء العملية فيقال أنه قتل دون تنفيذ الحكم ولكن المحكومة عليه بالإعدام لم يمت بل وهبت له الحياة وكان على أبواب الأبدية ونجا، فتدخل القدر مرة أخرى وخفف الحكم إلى السجن المؤبد وأفلت البكباشي محمد حسني الدمنهوري من موت محقق ومن حكم الإعدام في نفس الوقت وشيئًا فشيئًا أفرج عنه نهائيًا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال