همتك نعدل الكفة
3٬002   مشاهدة  

تاريخ سرقة الآثار المصرية .. طورته ضفدعة بمحض الصدفة

تاريخ سرقة الآثار المصرية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تغَيَّر تاريخ سرقة الآثار المصرية نسبيًا في عهد محمد علي باشا بإدراكه متأخرًا لقيمتها، فقبل يوم 29 يونيو 1835 م «وهو يوم إقرار القانون وتأسيس مصلحة الآثار» كان رجل السيرك الإيطالي جيوفاني باتيستا بلزوني تمكن من سرقة التمثال النصفي للملك رمسيس الثاني، ومسلة معبد فيلة، وعشرات العملات بالإضافة إلى مقبرة الملك الكاهن آي مع 20 مومياء و50 بردية، وتلك الكميات بدأت عن طريقة ضفدعة !.

أشهر من في تاريخ سرقة الآثار المصرية .. من السيرك إلى القلعة

جيوفاني بلزوني - عراب في تاريخ سرقة الآثار المصرية
جيوفاني بلزوني – عراب في تاريخ سرقة الآثار المصرية

في 15 نوفمبر من العام 1778 م وبوسط مدينة بادو الإيطالية ولد جيوفاني باتيستا بلزوني، لأبٍ يعمل حلاقًا ويربي 14 طفلاً، ومع بلوغ جيوفاني سن السادسة عشر سافر إلى روما بحجة دراسته لعلم حركيات السوائل المعروف باسم الهيدروليك.

اقرأ أيضًا 
النساء ومحمد علي باشا .. 3 سيدات تسببن في هزيمته إحداهن بالنوم

تشير دراسة قديمة نشرتها جامعة مينيسوتا الأمريكية أن نهضة الجيش الفرنسي وتهديده لروما دفع جيوفاني إلى التفكير في الالتحاق بالرهبنة هربًا من التجنيد وبحلول العام 1800 ترك وطنه الأصلي نهائيًا وسافر إلى هولندا وعمل فيها حلاقًا كأبيه لمدة 3 سنوات حتى سافر إلى انجلترا وتزوج من سارة بان إحدى أشهر عارضات السيرك وعمل معها كبلهوان.

إسماعيل جبل طارق
إسماعيل جبل طارق

عمل جيوفاني في مهنة بهلوان السيرك منذ عام 1803 حتى العام 1815 في عدة بلدان مثل إسبانيا والبرتغال وأخيرًا مالطة وهناك عرف بقدوم إسماعيل جبل طارق أحد رجال محمد علي باشا الذي كان يريد معرفة أساليب الري الجديدة.

عراب تاريخ سرقة الآثار المصرية ولغز الضفدعة

آثار مصرية - وصف مصر
آثار مصرية – وصف مصر

أراد جيوفاني أن يكون ضمن رجال الباشا فسافر إلى مصر ومعه اختراع آلة هيدروليكية لرفع مياه نهر النيل، لكن محمد علي باشا لم يهتم بهذا الاختراع وفضل التعرف على الأساليب الفرنسية وهو ما جعل الدنيا تكون سوداء في وجه جيوفاني.

يوهان لودفيك بركهارت
يوهان لودفيك بركهارت

كان يوهان لودفيك بركهارت حلقة الوصل بين جيوفاني باتيستا بلزوني والقنصل الإنجليزي هنري سولت وسهل له عمليات الترحال في الصحراء واكتشاف كنوز مصر القديمة، فبدأ من الجيزة ليكون أول من يدخل هرم خفرع ويكتشف خباياه وحقق عدة اكتشافات هناك، لكنه أراد السفر إلى الجنوب فاتجه إلى الأقصر وأسوان وكان الصعيد بوابته للسرقة.

هنري سولت
هنري سولت

برعاية من هنري سولت بدأ جيوفاني طريقه في تاريخ سرقة الآثار المصرية عبر ضفدعة، حيث سافر إلى أسوان لينقب عن الصحراء لعله يجد شيئًا، رأى رؤوس 4 تماثيل مغمورة في الرمال ولم يدري هل هي واقفة أم جزء من تكوين صخري، كذلك الرمال الناعمة تغطي المكان وتملأ حتى الوادي الذي يبلغ عرضه 140 مترا وفي إحدى نواحيه معبد نفرتاري الذي كان أغلبه مدفونًا.

اقرأ أيضًا 
بين واقع نقل الكباش وزمن إنقاذ أبو سمبل “المقارنة لا تجوز”

جلس بلزوني مع نجوم الليل يعدها ويلعن طول المشوار فهو لم يجد شيئًا، فقرر أن يرحل عن أسوان واحتفى بقرار رحيله عنها بحفلٍ ساهر مع بدو العربان وبعض أهالي النوبة عند جزيرة هي حاليًا معروفة باسم جزيرة التمساح.

رسمة قديمة للضفادع
رسمة قديمة للضفادع

أثناء الجلوس كان هناك كائن حي مُبْهَم يقفز كثيرًا حتى وصل إلى قفا جيوفاني فصرخ حين تحسسه ووجده طريًا حيث اعتقد أنه ثعبان، فضحك الحضور من أهل أسوان لأن الرحالة الإيطالي خاف من الضفدعة.

رسم أبو سمبل
رسم أبو سمبل

قال جيوفاني لنفسه وهو يضحك فطالما أن الضفدعة قفزت واتجهت لي من الجبل إلى الماء فهي تسكن حجرًا وهناك غيرها الكثير، فاتجه بصحبة الطفل بوسمبل إلى المحور العمودي في وسط مجموعة التماثيل بين الرأس الثالث والرابع للوجوه الأربعة، حتى غمره جرف من الرمل شده للأسفل فتحسس بساقي فوجدت أنه جوف المعبد، وهنا صرخت إنه معبد.

رأس تمثال رمسيس في أبو سمبل
رأس تمثال رمسيس في أبو سمبل

دخل جيوفاني باتيستا بلزوني التاريخ من أوسع أبوابه فقد اكتشف معبد أبو سمبل وسماه بهذا على اسم الطفل الأسواني، وفتح هذا الاكتشاف شهيته للترحال، فجاب مصر كلها ترحالاً فكان أول أوروبي يزور الواحات البحرية، كذلك حدد أطلال مدينة برنيس البطلمية في البحر الأحمر وعثر على عملات تعود لعصر بطليموس فأخذها لتكون أول غنيمة في تاريخ سرقة الآثار المصرية على يديه.

إقرأ أيضا
مدارس تعليم تصميم الأزياء في مصر
مذكرات جيوفاني باتيستا بلزوني
مذكرات جيوفاني باتيستا بلزوني

يشير جيوفاني في مذكراته الشخصية المطبوعة قبل وفاته بنحو 3 سنوات أنه اتجه إلى وادي الملوك ودخل المقابر الملكية وتمكن من أخذ تابوت للملك سيتي الأول وباعه إلى السير جون سوين في لندن بمبلغ بـ 2000 جنيه استرليني.

نقل التمثال النصفي لرمسيس
نقل التمثال النصفي لرمسيس

لم يكتفي جيوفاني باكتشاف معبد أبو سمبل وسرقة تابوت سيتي الأول ومئات العملات البطلمية وإنما نجح أيضًا في سرقة التمثال النصفي للملك رمسيس الثاني الذي لا زال معروضًا في المتحف البريطاني، ويزن أكثر من 7 أطنان واستغرق الأمر منه 17 يومًا و 130 رجلاً لسحبها إلى النهر.

نهاية أشهر شخص في تاريخ سرقة الآثار المصرية

جيوفاني في الجيزة
جيوفاني في الجيزة

في عام 1819 عاد جيوفاني إلى لندن ونشر روايته عن رحلاته واكتشافاتهفي العام التالي، وبحلول عام 1823 توجه إلى غرب إفريقيا، عازماً السفر إلى تمبكتو، بعد رفض السماح له بالمرور عبر المغرب واختار طريق ساحل غينيا، ووصل إلى مملكة بنين وأصابه مرض الزحار هناك.

ريتشارد فرانسيس بيرتون
ريتشارد فرانسيس بيرتون

يؤكد الرحالة الشهر ريتشارد فرانسيس بيرتون في موسوعة موسوعة بريتانيكا البريطانية الطبعة 11، مطبعة جامعة كامبريدج أن جيوفاني قُتل وسُرق في بنين الإفريقية من قِبَل قطاع الطرق سنة 1823 م.

الكاتب

  • تاريخ سرقة الآثار المصرية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
7
أحزنني
6
أعجبني
13
أغضبني
5
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان