“هيتي غرينز المرأة الأبخل في العالم “..رفضت علاج كسر في ساق ابنها!
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كثيرًا ما نواجه أشخاص بخلاء في حياتنا، يفضلون العيش في قحط وفقر، على أن يصرفوا أموالهم ويتمتعوا بها، ولكن هيتي غرينز، أخذت البخل لمستوى أخر تمامًا، على الرغم من كونها كانت واحدة من أثرياء أمريكا، إلا أنها كانت تعيش في فقر شديد، وترتدي الملابس الرثة القديمة، حتى أنها كانت تعيش في منزل بلا أثاث، وتعمل في مكتبها على الأرض حتى لا تشتري أثاثًا مكتبيًا، والأسوء من كل ذلك أنها رفضت علاج ساق ابنها المكسورة، وتركته حتى نهشتها الغرغرينة، واضطر الأطباء في النهاية إلى بتر الساق، هل صادفتم شخصًا مثلها من قبل؟.
هيتي غرينز
وُلدت هيتي غرينز في عام 1837م، وكانت عائلتها تعمل في مهنة صيد الحيتان، التي كانت تدر أموالًا طائلة آنذاك، وطوال حياتها، كانت هيتي حريصة للغاية في تعاملها بالمال، وقد بدأت حياتها بميراث متواضع وبعض النصائح الذهبية التي أسداها لها جدها قبل وفاته، ولكن لم يكن ذلك مصدر ثروة هيتي الأساسي، فهي قد حصلت على تلك الثروة عندما تزوجت من المليونير “إدوارد هنري غرين”، وقد وضعت هيتي شروطًا واضحة قبل الزواج، حيث طلبت منه أن يضع لها أموالًا باسمها في ذمة مالية منفصلة عنه، ووافق إدوارد على ذلك الشرط، ولكن بعد فترة بدأت أعماله في الانهيار، وازدادت ديونه كثيرًا، وقام البنك بسحب أموال من هيتي، مما أغضبها بشدة، وقررت تطليق زوجها، وأخذت منه ما تبقى من أمواله وممتلكاته، وعندما قدم وثائق إفلاسه، كان كل ما بحوزته هو أربعون دولارًا، وساعة ذهبية، وتوفى بعد ذلك بفترة قليلة، وفي عصر أمريكا الذهبي، استطاعت هيتي غرينز تضخيم ثروتها للغاية، حتى تجاوزت المليار دولار، وهو رقم ضخم للغاية آنذاك.
حياة فقيرة وبائسة رسمتها هيتي لنفسها
على الرغم من كل تلك الأموال، قررت هيتي أن تعيش هي وأبنائها في حياة فقيرة وبائسة، لدرجة تثير الاستياء، فمثال على ذلك، لم تقم هيتي يومًا بشراء أي نوع من أنواع الأثاث، وكانت تقوم بمزاولة أعمالها على أرض البنك الذي كانت تملكه، وتحيط بها الأوراق المبعثرة، وكانت تسير من البنك لمنزلها كل يوم لساعات طويلة ذهابًا وإيابًا، وكانت تسير في طريق ملتوية كثيرًا حتى تقوم بتضليل متعقبيها الخياليين، وكانت تعتمد على رقائق الشوفان كغذاء أساسي، وتقوم بتسخينها فوق المدفأة، حتى لا تضطر لشراء فحم للفرن، وكانت المكنسة اليدوية التي تكنس بها الأرض من النوع الرخيص للغاية، وظلت تستعملها حتى تساقطت جميع شعيراتها.
كان أطفالها أكثر من يعاني من ذلك البخل الشديد، ودفع ابنها الصغير الثمن، حيث تعرض لحادث وانكسرت ساقه، وحاولت هيتي أن تعالجه بنفسها، ولكنها فشلت وازدادت آلام الطفل المسكين، فقامت هيتي بحيلة بشعة وتنكرت هي وابنها في زي متسولين، وذهبت لتلقي العلاج في مشفى مجاني، ولكن العاملون تعرفوا عليها وقاموا بطردها، فقررت ترك ابنها يواجه آلامه دون علاج، ومع مرور الوقت ازداد الأمر سوءًا، وبدأت الغرغرينة في التكون بقدم الصغير، ولم تحرك هيتي ساكنًا لإنقاذ ابنها، حتى نهشت الغرغرينة تلك الساق تمامًا، وخارت قوى الصغير، فذهبت به للمشفى، وقام الأطباء ببتر تلك الساق المريضة، وعاش ابنها طوال حياته بساق واحدة، ثمنًا لبخل أمه الشديد.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال