حمام الشيطان .. بحيرة النيون الخضراء للكبريت في نيوزيلاندا
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لا تتوقف منطقة Wai-O-Tapu البركانية في نيوزيلاندا عن تقديم المبهر من عجائب الطبيعة المثيرة للاهتمام، ولكن ربما الشيء الأكثر لفتًا للانتباه هو حمام الشيطان، بركة خضراء زاهية مليئة بمياه كبريتية كريهة الرائحة.
ويأتي لون بركة حمام الشيطان من خليط من غاز كبريتيد الهيدروجين وأملاح الحديد، ويعتمد الظل وشدة اللون الأخضر على انحراف أشعة الشمس، وكم الأملاح الموجودة في الماء، ورغم ذلك لا يمر يوم إلا ويكون لون الماء الأخضر غريبا مقارنة لما تتوقع أن تكون عليه البركة، ثم تنبعث رائحة من هذا السحر الجذاب، رائحة أقل وصف لها أنها منقسمة بين صرف صحي وبيض فاسد، ولهذا فإن مسمى حمام الشيطان اسم يلائم جدا هذه البركة.
تعتبر بركة حمام الشيطان أحد المعالم الجاذبة في Wai-O-Tapu ، وهي مجمع للطاقة الحرارية الأرضية التي تبلغ 11 ميل مربع، ويوجد هناك منصة تسمح للزوار بالمشاهدة والاستمتاع باللون الفريد والرائحة النفاذة.
بصرف النظر عن زاوية أشعة الشمس على الماء، فإن باقي الأشياء التي تؤثر على لون البركة حيث تركيز الحديد والذي يعطي ماء البركة درجة الأخضر الكثيفة، وتركيز الكبريت والذي يعطي درجة الأخضر الفاتح والذي يبدو أحيانا كما لو كانت البركة تحولت إلى اللون الأصفر.
وإذا تساءلت فإن بركة حمام الشيطان غير آمنة لممارسة السباحة أو الاستمتاع بها، فالمياه حامضة بالقدر الذي يزيل جلد إنسان من على جسمه، وبالتأكيد فهذا امر غير خطير.
ولكن على الرغم من كل هذه السلبيات الموجودة بهذه البركة إلا أنهم استطاعوا جعلها مزار سياحي جاذب، يأتي إليه السياح من كل مكان لزيارته والاستمتاع بلون الماء الغريب حيث يتنقل في درجات الأخضر حتى يصل للون الأصفر أو اللون الأخضر الكثيف.
كانت لدينا في مصر في منطقة حلوان عيون مياة كبريتية تضخ مياة كبريتية من بين الصخور وكانت تستخدم للتداوي من الأمراض الجلدية، وكانت آمنة وصالحة للاستخدام الآدمي ولم يكن لها تأثيرات سلبية على الجلد أو خطورة على الإنسان.
ورغم كل ذلك لم يستخدمها أحد ولم تنتبه لها وزارة السياحة في الترويج لها كمزار علاجي واستغلالها في السياحة العلاجية، فلربما كانت جلبت لنا عملة صعبة وفتحت باب لنوع من السياحة غير معروف ولا منتشر في الوطن العربي.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال