شخصيات شوارع مصر الجديدة (5) عبدالقوي أحمد .. وزير الوقاية ومهندس الري
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تأتي وزارة الوقاية على رأس الوزارات المنسية في تاريخ الحكومات المصرية، وارتئينا أن نذكر طرفًا من أخبارها خلال الحلقة الخامسة من سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة عن عبدالقوي أحمد بك.
كنا في الحلقات السابقة من سلسلة شخصيات شوارع مصر الجديدة تناولنا سيرة أحمد خشبة باشا في الحلقة الأولى، بينما تناولت الحلقة الثانية شخصية نخلة المطيعي، فيما تناولت الحلقة الثالثة شخصية إبراهيم اللقاني، أما الحلقة الرابعة فكانت عن فوزي بك المطيعي.
عبدالقوي أحمد .. النشأة بالمنوفية والعشق للهندسة
في كفر سبك مركز تلا بالمنوفية ولد عبدالقوي أحمد بك عام 1987 ومثل غيره من أبناء جيله دخل المدرسة الخديوية وتميز في الرياضيات ودفعه ذلك التميز لكي يدخل كلية المهندسخانة ويتخرج منها عام 1914 م.
فور تخرج عبدالقوي أحمد من المهندسخانة عمل موظفًا في وزارة الأوقاف وظل بها 4 سنوات حتى استقال منها عشقًا في الهندسة فعمل بالأعمال الحرة كخبير هندسي عام 1918 لكن لم يدم العمل الحر طويلاً إذ عاد إلى العمل الحكومي مرةً أخرى لكن هذه المرة كمدير لمكتب وزير الأشغال سنة 1926 ثم مفتشًا لوزارة الري بعدها بعامين.
وزير الوقاية
بدأ عبدالقوي أحمد عمله في الحكومة المصرية كوزير لأول مرة في 18 أغسطس 1939 وتم تعيينه كوزيرٍ للأشغال ومع الحرب العالمية الثانية تم تعيينه في منصب وزير الوقاية ومنذ اليوم الأول من وقوع الحرب الثانية قرر عبدالقوي أحمد بك وزير الأشغال استعمال بواخر الوزارة وغيرها من الجرارات والصنادل في نقل المواد الغذائية وغيرها من الخرطوم إلى الشلال بطريق النيل ومن الشلال إلى القطر المصري بالسكة الحديد، كما تولى الإشراف على عمليات الإخلاء وتأمين المدنيين من الأماكن التي من المتوقع قصفها، وبذلك تولى الدفاع المدني بسنوات الحرب.
عاشق الخزانات قبل وبعد العمل الحكومي
تتسم مسيرة عبدالقوي أحمد بأدواره الكثيرة في خزانات الري قبل توليه المناصب الوزارية المختلفة في تاريخ الحكومات المصرية.
بدأت الصلة بين عبدالقوي أحمد والخزانات سنة 1932 عندما كان مهندسًا وكانت مهمته تقييم مشروع خزان جبل الأولياء في السودان وتوفير المناخ المناسب للعمال ووضع نظام لهم مع السماح له بطرد أي مقاول يقوم بعمله في الخزان من الباطن، ونتيجة لنجاحه في مشروع خزان جبل الأولياء عام 1938 تقرر تعيينه في منصب المفتش العام للري المصري في السودان.
وحين كان وزيرًا للأشغال في وزارة حسين سري الأولى نجح في إنشاء قناطر الدلتا الجديدة وإنجاز مشروع ترشيح المياه في الفيوم، وفي حكومة إسماعيل صدقي أسس قناطر جديدة على فرع رشيد عند منطقة إدفينا فى عام 1946 بدلًا من السد الترابي وأسس كذلك سد الراوفعة على وادى العريش والذي كان مزودًا بـ 20 فتحة مركب بوابات بأوناش لتفريغ الطمى الراسب، فضلاً عن صدور دراسة تقوية قناطر إسنا.
مما يُذْكَر في مسيرة عبدالقوي أحمد أنه في حكومة إسماعيل صديق جاء فيضان ضخم على وادي النيل حيث بلغت كمية المياه المارة بالخرطوم أثناءه 900 مليون متر مكعب يوميًا، وكان ينتظرها عند العطبرة 400 مليون متر مكعب يوميًا، فكان مجموعها الذى وصل مصر 1300 مليون متر مكعب يوميًا، ولولا أن جزء منها إنساب على جانبى الوادى بين الخرطوم والحسناب لحقق ذلك تدميراً كبيراً داخل مصر؛ وقد قال الوزير عن ذلك فى تصريحاته للصحف: «ولا تحسبوا إن ما قمت به من إجراءات كانت السبب فى نجاة بلادي، ولكن الفضل الأول لله سبحانه وتعالى ولطبيعة الوادى بين الخرطوم و العطبرة»، وقد توفي عبدالقوي أحمد في 11 مارس سنة 1954 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال