من ميراث تاريخ صلاح سالم.. طريق “خنيق” وجهاز غسيل كلوي
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بنظارته السوداء التي قليل ما يخلعها تميز صلاح سالم شكلاً، وربما لم يصدر عنه صوتاً جهورياً في الجماهير إلا بجملة “إمسك اللي ضرب دا” في واقعة حادثة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وكان شقيقه لا يقل حدة عنه.
في السودان ولد صلاح و جمال سالم في أثناء قضاء والدهما لمهامه الحكومية في مدينة سنكات، تلقيا تعليمهما في مصر، وتخرجا من الكلية الحربية، فكان جمال سالم طيارًا، بينما شقيقه ضابطًا، واستكمالًا لمشوار الخلافات والاتفاقات بين الشخصيتين، مات الأخوان بأمراض مستعصية نسبيًا؛ السرطان والفشل الكلوي.
حارب في فلسطين، وهناك تعرف على جمال عبدالناصر أثناء حصار كتيبته في الفالوجة، وانضم إلى الضباط الأحرار، وكان عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ”مجلس قيادة الثورة”، وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كان متواجدًا في العريش، مكلفًا بالسيطرة على القوات المتواجدة هناك.
بعد الثورة تولى وزارة الإعلام حين كان اسمها “الإرشاد القومي” في الفترة من 18 يونيو 1953 إلى 7 أكتوبر 1958 م، كما تولى ملف السودان في مفاوضاتٍ أجرتها مع الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على السودان، وتم التوصل معهم إلى اتفاق 12 فبراير1953 الذي يقضي بتحديد فترة انتقالية يتوافر فيها للسودان الحكم الذاتي، وتأليف جمعية تأسيسية عن طريق الانتخاب تختار إما ارتباط السودان بمصر على أي صورة أو الاستقلال التام والانفصال.
راهن على اختيار السودان الارتباط بمصر، وسافر إليها عام 1954 ليكون أول مسؤول مصري يصل إلي جنوب السودان ويقلدهم في عاداتهم التي كان أشهرها الرقص شبه عار، ومع ذلك لم ينجح في مهمته؛ حيث اختار السودانيون الاستقلال والانفصال عن مصر، فقد استقالته من منصبه سنة 1955 م، ثم يرافق جمال عبد الناصر أثناء مشاركته في مؤتمر باندونج بإندونسيا في أبريل 1955، والذي تأسست فيه حركة عدم الانحياز.
عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس، كان هو الوحيد من بين ضباط الثورة الذي عارض موقفه بعد التأميم خوفًا من موقف الدول الكبري ضد مصر، وكان رأيه أن يضحي جمال عبدالناصر ويقدم استقالته لإنقاذ مصر مما يمكن أن تواجهه.
عانى في أيامه الأخيرة من الفشل الكلوي، وكانت مصر آنذاك لم تعرف أجهزة الغسيل الكلوي، فاضطر إلى السفر إلى الخارج لإجراء الغسيل، وتم استيراد أول جهاز للغسيل في مصر من أجله، ولم يغن الجهاز المستورد من الخارج المريض في شئ، وظل حبيسًا في مستشفى المعادي دون فائدة لغياب القدرة على التعامل مع تلك الأجهزة الحديثة آنذاك.
وافته المنية في 18 فبراير 1962 عن عمر ناهز الـ42 سنة متأثرًا بمرضه، ليكون أول عضو يموت من بين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأقيمت له جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر، بدأت من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف وصولًا إلى ميدان إبراهيم باشا.
في أثناء تشييع جثمانه، كان عبد اللطيف بغدادي يقوم بإنشاء طريق الكورنيش، والطريق الجديد الذي التهم جزءًا من المقطم، وامتد في مدينة نصر الحالية، وعند وفاته أطلق اسم “صلاح سالم” على هذا الطريق الجديد الذي أصبح من أشهر شوارع مصر.
إقرأ أيضاً
شبيه جديد لـ محمد صلاح في مسلسل الاختيار.. من هو الممثل مصطفى سلامة؟
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال