مراجعات كتب (1) .. يوم غائم في البر الغربي والهدنة
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
منذ نعومة أظفاري وأنا أقرأ كل ما يقع تحت يدي، ساعدني على ذلك والدتي رحمها الله، حيث كانت في طفولتي تحضر لي كل أسبوع مجلات ماجد وسمير، وقصص المغامرون الخمسة، وكان لأبي رحمه الله الفضل في معاونتي في مراهقتي لفهم أشعار أمل دنقل وأحمد مطر وعمر الخيام، وكتب طه حسين ويحيى حقي، وما بين المراهقة والشباب كنت أقرأ روايات ما وراء الطبيعة للعظيم الخالد أحمد خالد توفيق، وفي شبابي شققت طريقي بين ربوع الكلمات وبساتين الأحرف أنتقي منها ما أشاء وأرغب، ولم يمنعني والداي من قراءة أي كتاب تطاله يداي، حتى وإن كان يعارض أفكارهما.
واليوم أقدم لك يا صديقي بعض من مراجعات لأفضل الكتب والروايات التي قمت بقرائتها ونقد بعض منها على حلقات منفصلة في سلسلة مقالات متباعدة.
* دعني أبدأ برواية يوم غائم في البر الغربي :
لم يفشل المنسي قنديل أبدًا في ابهاري، مثلما لم يخذلني مطلقًا، فعندما يجدل التاريخ بالسرد الروائي لا تملك إلا أن تفغر فاك، وتحبس أنفاسك لتستعد للإقلاع في رحلة لأزمنة أخرى بكامل تفاصيلها الدينية والسياسية والإجتماعية.
تنطوي صفحات يوم غائم في البر الغربي على مزج مذهل بين الشخصيات البسيطة والأحداث الكبرى في زمنين متباعدين، العصر الفرعوني وأوائل القرن العشرين، وكم أعشق التداخلات الزمنية والمكانية عندما يخربش المنسي قنديل بقلمه فوق الأوراق.
الرواية كٌتبت بلغة عظيمة وأسلوب عظيم في قصة أعظم برغم مرارتها، كتبها محمد المنسي قنديل بحب، كتبها بتأني، كتبها بجهد الباحث وبجمالية الأديب الفنان. أحببت عائشة التي علكتها الحياة حتى أبكتني، مثلما أحببت مارجريت ونبوية المستحية وأم عباس، وأحببت أيضًا أسيوط وتعرفت عليها وودت زيارتها، لكن ما قد أبهرني حقًا ذكر شخصيات حقيقية مثل محمود مختار واللورد كرومر ومصطفى كامل وهوارد كارتر، حتشبسوت وإخناتون، والفنان الرسام راغب عياد -الذي تم ذكره جانبيًا- والذين دخلوا في سياق الرواية دون أن تشعر بالإستغراب أو تستنكر وجودهم.
واحدة من إنجازات 2020 أنني قد قرأتها، ولولا انشغالي لكنت أتممتها في وقت أقصر من ذلك بكثير، وعلى وعد بقرائتها مرة أخرى…
أقولها مرارًا، واليوم أقولها بملئ فمي بعد هجر طويل لروايات المنسي قنديل : أنا وقعت في غرام الراجل ده !
** رواية الهدنة لماريو بينديتي :
كم أود وضع صورتك أمامي لأتذكر كم كنت بديعًا وشفافًا ورائعًا وأنت تكتب الهدنة، لآتذكر قدرتك الخرافية على رؤية أبسط الأشياء والكتابة عنها بشفافية ودهشة وفلسفة ونضج وصراحة وذكاء وحرفنة وعبقرية ومهارة قلما أجدها بين الكتاب !
سلام سلام لروحك يا ماريو !! 🙂 <3
إقرأ أيضاً
الوجه الآخر للحضارات القديمة العظيمة.. الطبقية في أقسى صورها
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال