113 مشاهدة
عتبات البهجة .. علاقة بين فاتنة وكوز مية النار
من كان مُعتَمِد ع المسلسل عتبات البهجة .. فإنه قد باظ، ومن كان مُهتَم بالحدوتة.. فإن الرواية في دار الشروق.
فرق توقيت
الزمن له سلطة.. سلطة لا ترحم، رواية عتبات البهجة للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، صدرت طبعتها الأولى سنة 2005. وخلال العشرين سنة الفاصلة بين كتابة الرواية وبين تحويلها لعمل درامي.. جرى في النهر ماء كتير جدًا.
إحنا في عصر التقنيات بتتطور فيه بشكل مذهل، بالتالي نمط الحياة والمشاكل والحلول كلها بتتغير، وحتى القوانين المنظمة للمعاملات بتتغير.. صحيح بسرعة أبطأ لكنها بتتغير.
تضارب أزمان
القائمين على مسلسل عتبات البهجة أستسهلوا التعامل مع الزمن، فدهسهم بقوة وعنف.. وبلا استحياء، أزمة خطوط التليفون غير الموثقة طبعا ينفع تحصل في زمن كتابة الرواية، لكنها أصبحت من التاريخ في الوقت الحالي، زي ما سبق نوهت في المقالتين اللي فاتوا.
بس الدهس مش مجرد أعتماد الدراما على مشكلة منعدمة، لإن وارد يبقى فيه مبرر درامي وهو إن الأحداث تدور في زمن الأزمة، إنما لما يبقى في نفس الوقت عندي تقنيات ماكنش ليها وجود في زمن الأزمة، زي واتس آب وتيك توك والماسنجر… وغيرها كتير، تبقى هنا حضرتك مهرب زمن ومش عارف تفرق بين زمن الأحداث وزمنك الشخصي، بين رواية مكتوبة من عشرين سنة (همه الأهم والأكتر تغييرا في تاريخ مصر الحديث) وبين تنفيذها دراميا بعد العشرين سنة دول.
فتلاقي نفسك يا ولداه بتقدملنا:
- واحدة في كشك سجاير بتبيع خطوط تليفونات وأختها وراها بتصور فيديو على التيك توك، يعني فرق التوقيت بين شمال الكشك وجنوبه عشر سنين ع القفل.
- صيدلي متقاعد دايخ ع العطارين عشان يعمل خلطة تشد العصب وترجع القدرة الجنسية للرجالة العواجيز، صيدلي يا مجنون يا عايش عصر ما قبل الفياجرا.
- قانون مكافحة الابتزاز الجنسي عبر الأنترنت، في غياب قانون تنظيم بيع خطوط التليفونات المحمولة.
الاستسهال يقتل الإبداع
كم الكوارث الدرامية والفنية الناتجة عن الاستسهال، خلال الحلقات الستة الأولى، محتاج ست حلقات قدهم عشان الواحد يعرف يجمعهم ويوضحهم ويشرحهم.
من أول توصيل المعلومات الخاصة بتاريخ الشخصيات وعلاقتها ببعض عن طريق جمل حوارية مباشرة ومحشورة حشر بلا لحسة فزلين لله. مرورًا بعبثية المبررات الدرامية زي إن وكيل وزارة متقاعد طول عمره مش طايق شخص ولا بيرتاح له.. يقوم يدخل معاه شراكة، يكون هو المسؤول قانونا عن كل شئ بس عمليا الطرف التاني هو المسؤول عمليا عن كل شئ.
وصولا لراقصة شاب، غنية بالبوتيكس، تُقع من أول بصة في غرام مغني مهرجانات مبتدئ، قابلته صدفة في فرح.. فشل خلاله إنه يعجب الجمهور أو يقدم حاجة تعرف ترقص عليها.
وحتى استخدام حزمة بقدونس في تجربة علمية.. ساق بأوراق بلهفة مشتاق.. وحاجة واق واق تماما.
ختام.. تام
باختصار “مسلسل عتبات البهجة” هو مأساة متكاملة الأركان، أشبه بكوز مية نار أندلق على وش فاتنة تدعى “رواية عتبات البهجة”.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
