تقليد الكتب الأصلية.. المعركة الأخلاقية الأقذر في عالم القراءة
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
معركة ثقافية لاأخلاقية مشتعلة منذ سنوات طويلة، ولم يجد لها أحد حلًا حتى وقتنا هذا، تلك المعركة الدائرة بين الكتب الأصلية والكتب المقلدة، فكيف بدأ تقليد الكتب، وكيف يهدد صناعة الكتب؟.
صناعة الكتب الأصلية
تقوم تجارة الكتب الأصلية على عدة مراحل تبدأ من وجود دار نشر مرخصة، وبعد أن يعرض الكاتب عمله على الدار ويتم قبول العمل، يذهب الكتاب للجنة مراجعة وتدقيق، وبعدها يذهب للمصممين لتصميم الغلاف، وبعدها يذهب للمطبعة للطباعة والتغليف، ثم يتم توزيع الكتاب على المكتبات الرسمية، والتي تضيف على ثمن الكتاب هامش ربح لنفسها، وتلك الدورة بها عدد كبير من العمال والموظفين، فلك أن تتخيل حجم التكاليف التي يتم إنفاقها في دور النشر حتى يستمر عملها، وتستطيع دفع رواتب عمالها، لذا يعتمد أصحاب دور النشر على القرّاء الذين يشترون الكتب الأصلية لضمان استمرارية أعمالهم، وحتى يحصل الكاتب على حقه في أموال بيع كتابه.
وبالطبع هناك عوامل أخرى تتحكم في سعر الكتب، فهناك كتب يتم استيرادها من الخارج، ويتم دفع أموال زائدة لها مقابل الترجمة، وبالطبع سعرها يتأثر بسعر الدولار، وهذه المشكلة نؤثر على تجارة الكتب الأصلية بالطبع.
طباعة الكتب المقلّدة
هنا بقى لا يحتاج الأمر لأي مراجعين أو مصححين أو عمال ولا حتى الكاتب نفسه، كل ما في الأمر هو أن يقوم صاحب المطبعة بأخذ الكتب التي عليها إقبال كبير، ويطبعها في مطبعته الخاصة، ويعطي تلك النسخ للمتاجر الصغيرة، وبائعي الجرائد، والبائعين الذين يفترشون الأرصفة، وهنا تذهب الأرباح لصاحب المطبعة بشكل مباشر، ويكون الكاتب بعيد كل البعد عن المكسب المادي، كذلك دار النشر التي تملك حقوق نشر الكتاب، فهي لا تحصل على أي عوائد مادية، ويتسبب ذلك الأمر في خسائر لها.
أسباب الإقبال على الكتب المقلّدة
الكتب المقلّدة أرخص كثيرًا، فقد يصل ثمنها لعُسر ثمن الكتاب الأصلي، مما يجعل القرّاء مقبلون عليها، خاصة أن الكتب لا تحتاج لجودة عالية مثل السلع الأخرى، التي تظهر عيوبها إذا كانت مُقلّدة، مثل الأحذية والملابس والأجهزة الكهربائية وغيرها، ولكن الكتب المُقلّدة تقدم نفس محتوى الكتب الأصلية ويمكن تجاهل الجودة الرديئة للورق.
مقترحات لحل أزمة تقليد الكتب
- دعم الحكومات والمؤسسات الخيرية لمحاولة تقليل أسعار الكتب الأصلية بما يتناسب مع دخول الشعب، وهناك مشاريع ضخمة كانت تتم من قبل مؤسسات خيرية، وتقوم بتوفير كتب تراثية وعالمية بأسعار تناسب الجميع.
- توفير الكتب الأصلية في المكتبات العامة وإتاحة استعارتها بأسعار رمزية، حتى يلجأ إليها أولئك الذين يعجزون عن شراء الكتب الأصلية، فتكون المكتبات العامة هي ملجأهم بدلًا من اللجوء للكتب المُقلّدة.
- زيادة الوعي الأخلاقي لدى الأفراد بحملات التوعية المختلفة، فحين أن المعظم يرى أن من حقه الوصول للكتب والمعرفة بأي طريقة، يرى البعض الآخر بوعيهم الأخلاقي أنه لا يجوز شراء كتب مقلدة، ويبحثون عن الكتب الأصلية دائمًا، حتى يضمنوا وصول الحقوق لأصحابها، لذا يلزم زيادة حملات التوعية لتوضيح مدى الخسائر التي يسببها شراء الكتب المُقلّدة.
إقرأ أيضاً
كيف فشلت محاولة تقليد القرآن الكريم “من مسيلمة الكذاب وحتى الشعر”
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال