زيارة الميزان لمتحف محمود سعيد

متحف محمود سعيد بالاسكندرية من أهم المتاحف التي يمكنك زيارتها إن كنت عاشقًا للفن التشكيلي. 

والمتحف يقع بمنطقة سان ستيفانو بالاسكندرية وبالقرب من محطة جناكليس، كما كان في الأصل قصرا و بيتا للفنان وتنازلت عنه زوجته للدولة كي يتحول لمتحف لأعماله.

وتم افتتاح المتحف رسميًا عام 2000، و  يضم ثلاثة متاحف فنية شهيرة أولها متحف  الفنان محمود سعيد  ويعرض لدوره فى الحركة الفنية المصرية. كما يتناول المتحف الثانى أعمال الأخوين أدهم وسيف وانلى والكائن بالدور العلوى للقصر.

أما المتحف الثالث يقع ببدروم القصر فهو متحف الفن المصرى الحديث بالإسكندرية والذى يتميز باحتوائه على أعمال بعضاً من الرواد والفنانين المعاصرين والحائزين على الجوائز الأولى فى المسابقات الفنية المختلفة.

من هو محمود سعيد؟

عاش الفنان محمود سعيد جزء كبير من حياته بالاسكندرية التي ولد فيها، وتحديدا بالقرب من مسجد أبي العباس المرسي، وفي رحاب هذا المكان الذي يعم بالأولياء الصالحين تأثر الفنان في فنه بالتراث الديني أيضا.

وكان من أسرة ثرية وعائلة ارستقراطية  تهتم بالفنون والتعليم في عصر لم يصل فيه الكثيرون لنفس الدرجة العالية من الاهتمام بالفنون والتعليم معًا.

درس الفنان الحقوق  وأنهى دراسته عام 1919 وسافر بعدها إلى باريس كي ستكمل الدراسات العليا هناك، وانجذب هناك وتأثر بالمتاحف الفرنسية وأصبح يتابع تطور هناك.

وعاد محمود سعيد من بارس وتم تعيينة بالمحاكم في المنصورة، وأخذت الأيام تكافئه في الترقية حتى أصبح مستشارا، وظل بجانب عمله يرسم ويتمتع بموهبته حتى قرر الانسحاب من السلك القضائي والتفرع لفنه.

وقد أقام عددا من المعارض في مصر ونيويورك وباريس ومن أهم وأشهر لوحاته؛ الدراويش، الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف.  

وكان يرسم أفرادًا من أسرته، وأكثر من رسمها بلوحاته هي السيدة زوجته، ورسم عمه كما رسم نفسه، وأشهر اللوحات التي رسمها لفرد من عائلته، لوحة للملكة فريدة في طفولتها وهي بنت أخته، ولم يستطع رسمها عندما أصبحت ملكة، ويرجح البعض أن هذا لعدم تصوره له تكبر وتصبح ملكة، وظلت في خياله كما رسمها بطفولتها.

ومن أهم أعماله لوحة افتتاح قناة السويس التي تصور وتسجل الحدث التاريخي لافتتاح قناة السويس في عهد إسماعيل.

كان الفنان محمود سعيد حساسًا يتأثر بكل ما يراه ويجذبه، فقد كان يعبر عن أصالة مصر بأكثر من شكل، فرسم الأم المصرية والفتيات النوبيات ورسم الأسواق وعبر عن الفقراء رغم كونه من الأثرياء.

ورسم الأجواء الشتوية بالبلاد الأوروبية وتأثر بسفره إليها، كما رسم نفسه بعد الموت وتأثر برسومات الفيوم. 

كان يعبر عن قلقه وحزنه وعن تفكيره فيما بعد الموت بالفرشاة، كما رسم جنازته بشكل بارع في تخيل منه لها.

بالمتحف أيضا قاعة للفن العاري، فاحترف الفنان هذا اللون من الفنون، كما رسم لوحة شهيرة لآدم وحواء بعد خطيئتهما بالجنة.

إقرأ أيضا

يوميات القلق .. لا يختفي ولكن نتأقلم معه

برع أيضا في استخدام الألوان والتعبير بها عن كل المشاعر والانفعالات من حب إلى غضب إلى قلق وحزن.

حصل  الفنان محمود سعيد على مجموعة من الجوائز منها ميدالية الشرف الذهبية في معرض باريس الدولي عام 1937 عن الجناح المصري، ثم منحته فرنساعام 1951 وسام اللجيون دوبنر . وفي عام 1960 كان أول فنان تشكيلي يحصل علي جائزة الدولة التقديرية للفنون وتسلمها من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ثم توفى عام 1964

من المصادر

مصدر 1

مصدر 2