جريدة صوت الأزهر تضع عمرو أديب في حجمه .. فهل سيعاقبه المجلس الأعلى للإعلام ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
صدر العدد الأسبوعي من جريدة صوت الأزهر وحمل غلافه أول رد رسمي من مشيخة الأزهر إزاء حلقة الإعلامي عمرو أديب في 31 يناير 2022 م (هــنــا) التي اتهم فيها صراحةً شيخ الأزهر بأنه يوافق على ضرب الزوجات.
عبقرية الغلاف الرئيسي
اتسم غلاف عدد جريدة صوت الأزهر بعدد من اللمسات العبقرية الفنية التي وضعها رئيس التحرير أحمد الصاوي، بدايةً من وصف عمرو أديب بـ «إعلامي الترفيه»، ووصولاً إلى «مخالفات حلقته».
إعلامي الترفيه .. هل الوصف فيه إساءة لشخص أو هيئة ؟
كان أول شكل من أشكال إحراج عمرو أديب في عدد جريدة صوت الأزهر هو وصفه بـ «إعلامي الترفيه» وتبدو الكلمة مسيئة لعمرو أديب، وتحمل تلميحًا هجومًا على القناة السعودية الأصل التي يتبناها رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا
كلام شيخ الأزهر عن ضرب الزوجة الناشز “كيف كذب عمرو أديب وإسلام بحيري ؟”
عبقرية الوصف بـ «إعلامي الترفيه» تكمن في أنها مستوحاة من حلقة عمرو أديب يوم 29 يناير الماضي ـ قبل حلقة شيخ الأزهر وضرب الزوجات بـ 48 ساعة ـ والتي خُصِصَ مالا يقل عن 75 % من مضمونها عن مهرجان joy awards الذي نظمته هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية وأثار سخطًا بين أغلب المصريين، إلى جانب اعتياد عمرو أديب على تقديم فقرات ترفيهية في برنامجه تمثل استضافة مغنيين المهرجانات وتقديم الطعام للضيوف المختلفين.
اقرأ أيضًا
حفاضات بيبي “جوي” تعود للحياة
من حيثية الربط بين عمرو أديب والمملكة العربية السعودية وهيئة الترفيه، فإن رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر كان أدلى بتصريح قبل 4 أيام من صدور العدد لجريدة النهار اللبنانية قال فيه أن تصرف عمرو أديب هو تصرف أحادي وفردي منه حيث استغل منصة سعودية إعلاميةً، لا تمثل المملكة العربية السعودية كحكومة ودولة في علاقتها مع مصر أو مشيخة الأزهر، خاصةً وأن جميع المسئولين في المملكة سواءًا كان الملك سلمان بن عبدالعزيز أو ولي عهده يقدرون شيخ الأزهر ويحملون له الاحترام.
عبقرية التوقيت في طرح العدد
صدر عدد جريدة صوت الأزهر بعد 8 أيام من حلقة عمرو أديب، وكان متوقعًا أن يحمل عدد الأربعاء 2 فبراير ردًا عليه، لكنه تأخر ليوم 9 فبراير، وكان في ذلك عبقريةً من رئيس تحرير الجريدة، إذ أنه صدر بعد انتهاء مهلة رد عمرو أديب عليه.
الخلفية تعود إلى يوم 1 فبراير 2022 حيث أرسل أحمد الصاوي إلى إدارة القناة وعمرو أديب فيديو لشيخ الأزهر يحمل نفيًا لما ذكره الإعلامي ويؤكد أن شيخ الأزهر يرفض ضرب الزوجات بل وطالب في 2019 بسن قانون يمنع قيام الأزواج بضرب زوجاتهن، وانتظر رئيس التحرير أن يقوم عمرو أديب ببث الفيديو وتوضيح الأخطاء التي وقع فيها في حلقة 31 يناير، وهو مالم يحدث فتوجب الرد عليه في عدد 9 فبراير.
النداء الذكي للمجلس الأعلى للإعلام
لم ينجرف عدد جريدة صوت الأزهر إلى الهجوم الشخصي أو حتى المهني على عمرو أديب، وإنما اهتم بجعل النداء قانونيًا للمجلس الأعلى للإعلام، حيث استعرض العدد 12 مخالفة وقع فيها عمرو أديب لميثاق الشرف الإعلامي الذي صدر من المجلس الأعلى للإعلام في 2017 م.
عرض عدد جريدة صوت الأزهر مخالفات عمرو أديب، فالمخالفات الخمسة الأولى «1 – إذاعة أخبار كاذبة عن تبني شيخ الأزهر لضرب الزوجات، 2 – الترويج للشائعات حول وقوف الأزهر ضد صدور قانون لردع الضارب، 3 – تشويه رأي شيخ الأزهر وتجاهل قوله القاطع في تجريم العنف الأسري، 4 ـ اجتزاء سياق كلام شيخ الأزهر لتصدير صورة غير صحيحة عنه، 5 ـ تزييف الحقائق بمزاعم أن الأزهر لا يحترم الدستور».
هي مخالفات للمواد « 1 و 2 و 3» بميثاق الشرف الإعلامي التي تنص على «إلتزام الإعلامي بالمبادئ التي يتضمنها الدستور وقانون تنظيم الصحافة والإعلام، وحظر بث دعوات تنطوي على التمييز بين المواطنين، وترتيب وصياغة المواد المعروضة بشكل يعكس الأولويات الحقيقية للمجتمع والابتعاد عن الأثارة، والالتزام بعدم الدخول فى ملاسنات أو مشاحنات وعدم استخدام الوسائل الإعلامية لطرح الخلافات الشخصية والمصالح الخاصة».
المخالفتين رقم 6 و 7 لعمرو أديب «إدارة نقاش عن الأزهر دون وجود ممثل عنه، رفض حق الرد وتجنب إذاعة فيديو لشيخ الأزهر عمره 3 سنوات يدعو فيه لقانون يمنع الضرب».
هما مخالفتين للمادة 4 من ميثاق الشرف الإعلامي والتي تقول «الالتزام بعرض كافة وجهات النظر بما يحقق التوازن فى طرح المادة الإعلامية والصحفية وكفالة حق الرد والتصحيح بما يتناسب مع مساحة المادة الإعلامية ومكان نشرها أو بثها».
أما المخالفة رقم 8 وهي «الاستعانة بضيف مدان قضائيًا من جميع درجات التقاضي بوصفه خبيرًا في ذات مجال إدانته (المخالفة هـنـا)»، فهو تصرف مخالف للمادة 10 التي تقول «عدم خلط الخبر بالرأى وأن تكون الحدود الفاصلة بينهما واضحة للجمهور بما لا يدع مجالاً لأى التباس بين الرأى الشخصى والمعلومة.. وفى السياق ذاته يجب النأى بالخطاب الدينى عن أى أهداف سياسية أو تحقيق مصالح فئات بعينها أو إشاعة أفكار شاذة أو مغلوطة».
أما المخالفة 9 وهي «تصدير الجهل اللغوي والفقهي بتمكين غير المتخصص والمدعين دون التزام بالأكواد الإعلامية لمعايير اختيار الضيوف»، فهي مخالفة لنص المادة 8 التي تمنع عن كل ما من شأنه إشاعة الأفكار التى تروج تغييب العقل.
بينما المخالفات من 10 لـ 12 «إشاعة مناخ الكراهية بشكل يهدد السلم الاجتماعي، والتشجيع على العنف الأسري بالإيحاء أن ضرب النساء لا عقوبة عليه بتأييد الأزهر، والتعامل مع بيان مجمع البحوث بأنه بيان جديد (المخالفة هــنــا)».
فهي مخالفات للمادة 13 التي تنص على «الامتناع عن إثارة الكراهية والتمييز والتحريض بكل أنواعه بين أطياف الشعب وفئاته»، والمادة 17 التي تنص على «الامتناع عن نشر وبث الأخبار الشاذة والغربية فيما يتعلق بالعائلة المصرية مع مراعاة الأعراف والتقاليد الشرقية عند تناول مثل هذه الموضوعات».
ما هي عقوبات عمرو أديب المنتظرة ؟
مخالفات عمرو أديب متنوعة وطبقًا للائحة الجزاءات للمجلس الإعلام للإعلام هـــنـــا المنصوص عليها في المواد 14 و 17 و 20 فإن الجهة المخالفة ملتزمة بالاعتذار عن المخالفات مع غرامة مالية لا تزيد عن 250 ألف جنيه أو ما يعادلها بالعملة الصعبة، فهل سيتم تطبيق العقوبة على عمرو أديب ؟، هذا ما ستوضحه الأيام المقبلة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال