أنا الزعيم الأباصيري .. من يجرؤ على الكتابة عن عادل إمام؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يقولون إن الكتابة تتوقف عند كثرة الاحتمالات لا أقلّها، عندما يحدد الكاتب نهاية أو اثنين لعمله الدرامي ما يمكنه (التقفيل) خيرًا من كاتب لديه من النهايات ألف وألفين الذي ترهقه الاحتمالات فيمزّق أوراقه ويلقها في أقرب سلة قمامة .. ويوم ١٧ مايو – كما تعرفون- هو عيد ميلاد الزعيم عادل إمام الاثنين والثمانين، أدامه الله علينا كما هو .. وعندما يريد كاتبًا صحفيًا سرد مقالًا عن عادل إمام، فالعادة تحكم بأن يبحث عن زاوية جديدة للكلام عنه .. عن أي زاوية تبحث أيها الكاتب؟ سبق وأن كتبت جميع الأقلام عن كل ما يخص عادل إمام، حتى أن كُتبَ مقالًا في التسعينات عن استايل شعر عادل إمام الذي لم يغيره تقريبًا منذ ظهوره على الشاشة.
عن أن زاوية تبحث أيها الكاتب ؟ .. عن الاستمرارية في حياة الرجل؟ .. أم النجاحات التي لم تنقطع حتى الآن؟ .. أم عن ذكاء الاختيار؟ .. أم عن شجاعة الاختيار؟ .. أم عن عدم الانجراف في موج المقاولات؟ .. أم عن العطاء اللا متناهي بلا كسل أو تخاذل؟ .. عن الموهبة أم إدارة الموهبة؟.. عن السينما أم المسرح أم التليفزيون أم الإذاعة؟ .. أم عن الإطلالة التي تهابها وتضحكك بنفس اللحظة ؟ .. أم عن الوقوف ضد التيارات الظلامية وقت أن استفحلت أفكارهم؟ .. أم عن عدم التجارة بالحياة الشخصية على الشاشات لجلب المشاهدات ؟ .. أم عن تواضع الفنان الكبير الذي يعرف في داخله أنه الأكثر شهرة بالشرق ويمكن أن يُحجَز لاسمه مكانًا عالميًا لتوهّج محلّيته؟ .. عن أي زاوية تبحث أيها الكاتب؟
عن إيفيهات الأبيض والاسود؟ .. أم قهقهة الألوان الفاقعة في نهايات الثمانينات والتسعينات؟ .. أم قفشات بدايات الألفينات ؟ .. أم عن كوميكات الفيس بوك التي تتصدرها مشاهده؟ .. أم الميم لورد الذي بحثنا عنه كثيرًا حتى اتضح لنا في النهاية أنه عادل إمام ؟ .. أم عن فنان كل العصور وكل الأوقات وكل الأيام والساعات والدقائق والثواني؟ .. أم عن الذكاء الاجتماعي؟ .. أم عن الحضور اللامع الذي لا يبهت مع الوقت؟ .. أم عن انتقاء فريق العمل (ع الفرّازة) ؟ ..عن العمق في أعماله أم خفتها؟ .. عن الهموم أم الأمل ؟ .. عن البكاء حد النحيب أم الضحك حد القهقهة ؟ .. عن أي زاوية تبحث أيها الكاتب الذي تريد الكتابة عن عادل إمام ؟
بالاختصار المفيد ومنتهى الكلام وإحكام نهايته فإنك لن تجد (يا عم) الكاتب أي زاوية جديدة للحديث عن كبير زعماء الفن بالشرق الأوسط، و(أًسطى) المجال، و(بابا) المهنة، وبطل الحكاية الكبير التي تنبثق منها حكايات صغيرة .. لن تجد زاوية للحديث عن فنان جيل جدك ووالدك وأنت وابنك وحفيدك، لن تجد أي زاوية عن عادل إمام، سوى أنك حاولت أن تكتب عن عادل إمام .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال