“بين استكراد واستسهال” أخطاء الضاحك الباكي ترتفع لـ 22 خطأ في 5 حلقات

تصاعدت وتيرة أخطاء الضاحك الباكي الذي يستعرض قصة نجيب الريحاني، لتصل إلى 22 خطأ خلال 5 حلقات، احتوت الحلقة الأولى على 3 أخطاء التفاصيل هـنـا، واشتملت الثالثة على 12 خطأ دُفْعَة واحدة هــنــا؛ ويتناول هذا التقرير الأخطاء التي احتوتها الحلقة الرابعة وكانت 4 أخطاء، بينما احتوت الحلقة 5 على 5 أخطاء.

ردًا على مؤلف العمل: لماذا ذكر الأخطاء ؟

يزعم صناع مسلسل الضاحك الباكي أن هناك تربصًا بالمسلسل، ويتصور الجميع أن تعمد ذكر الأخطاء الواردة في المسلسل يقوم من باب «لا عاجبنا العجب ولا الصوم في رجب»؛ وللأسف فإن لغة المؤامرة التي يتبناها صناع العمل أضاعت العمل أكثر مما هو ضائع أصلاً.

شيء رائع أن يكون هناك مسلسل عن السيرة الذاتية، وذكي اختيار الريحاني، لكن قيمة العمل الكبيرة ذا الإنتاج الضخم، ضاعت بسبب أخطاء لا يقع فيها طالب 3 ثانوي أدبي، أو 4 كلية آداب تاريخ، بالتالي فإن ما يحدث هو تشويه لسيرة الريحاني وليس تعريفًا بقيمته كما قال المؤلف وبشكل فيه الاستكراد.

نموذج من استكراد صناع الضاحك الباكي لنا

من ضمن القواعد التي تأسست عليها أخطاء الضاحك الباكي بعيد الاستسهال، هو الاستكراد للجمهور، ويظهر ذلك مثلاً في مشهد بحث نجيب الريحاني عن العمل وظهور إعلان لشركة المطاعم المتحدة؛ والصواب :- شركة المطاعم المتحدة تأسست في عصر الملك فاروق، لا عباس حلمي الثاني.

سيقال أنه ليس ضروريًا الاعتناء بتلك الدقة، المهم صورة تعبيرية.
ليكون الرد:- صناع العمل يعرفوا أنه من زمن الملك فاروق، بدليل أنهم لغوا بالفوتوشوب من الصورة الأصلية اسم ميدان المطعم (ميدان الملك فريدة)، ورقم التلفون، والرقم الضريبي لأنهم يعلموا أنه في زمن عباس حلمي الثاني لم يكن في القاهرة ميدان باسم فريدة؛ في حركة استكراد غريبة، ناتجة عن الاستسهال.

اغتيال بطرس غالي .. 4 × 1

احتوى مشهد اغتيال بطرس غالي على كمية أخطاء تاريخية عجيبة، ولن نكون أن الاغتيال تم في الشتاء وأظهره المسلسل في الصيف، ولن نتكلم عن شكل عربة الحنطور، فهذا سيتم تفسيره بانه تربص بالفعل (مش للدرجة دي يعني)، كذلك لن تكلم عن شكل النار والدم فهذا شيء فني (ليس من اختصاصي)؛ لكن على كل حال لنكن في (مصارين الحكاية التاريخية).

الخطأ الأول:- مكان الاغتيال ؟

أظهر المسلسل أن اغتيال بطرس غالي تم أمام مجلس (النظار).

الصواب:- حدث اغتيال بطرس غالي أمام مبنى نظارة الخارجية، وليس مبنى مجلس النظار.

الخطأ الثاني :- أين رفقاء بطرس غالي ؟

ظهر بطرس غالي وحده أثناء سيره على السلم الخارجي للمبنى، وهذا خطأ.

الصواب :- كان في وداع بطرس غالي حسين رشدي ناظر الحقانية، وفتحي زغلول وكيله، وعبدالخالق ثروت النائب العمومي، وأرمولي بك التشريفاتي.

الخطأ الثالث:- اختباء ناصف الورداني

ظهر إبراهيم ناصف الورداني مختبئًا ثم أطلق الرصاص على بطرس غالي.

الصواب :- لم يقم الورداني بإطلاق الرصاص على بطرس غالي مختبئًا بل تقدم له وتظاهر أنه سيرفع له عريضة ليطلق عليه الرصاص، وهذا لم يحدث.

الخطأ الرابع :- صورة ملك انجلترا

ومن ضمن الأخطاء التي اكتشفها الناقد خالد عاشور، ظهور صورة الملك جورج الخامس في مكتب التحقيقات مع الورداني

الصواب:- كان يجب الاستعانة بالملك إدوراد السابع، لأن جورج الخامس تولى العرش البريطاني بعد اغتيال بطرس غالي بـ 3 أشهر.

مشهد بديعة مصابني .. هو فيه إيه ؟

خلال الحلقة الخامسة من المسلسل تصاعدت أخطاء الضاحك الباكي لتشمل سيرة الفنانة المسرحية الكبيرة بديعة مصابني، حيث تناول المؤلف محمد الغيطي قصة حياتها بشكلٍ لم يقله أحد من قبل، ولم تقوله بديعة مصابني نفسها.

ظهرت بديعة مصابني في المسلسل وهي تذهب إلى أم عزيز عيد وطلبت منها أن تنقذها من الظروف التي فيها، إذ كانت تعمل خدامة في بيت خالها، وبعد عودتها من الأرجنتين طلبت السفر إلى مصر من خلال والدة عزيز عيد والذي قابلها وعرض عليها أن تعمل في الفن إذ كان يحلم أن يؤسس فرقة مسرحية.

الخطأ الأول :- اسم أم بديعة مصابني.

يشير المسلسل إلى أن اسم أم بديعة مصابني هو نهاد
الصواب :- اسم أم بديعة مصابني هو جميلة الشاغوري

الخطأ الثاني:- دور عائلة عزيز عيد في سفر بديعة إلى مصر

أظهر المسلسل أن عائلة عزيز عيد لا تقيم في مصر، وليس معروفًا ماذا يقصد المؤلف محمد الغيطي بـ مصر، فإن كان يقصد أن عائلة عزيز عيد في كفر الشيخ فهذا صحيحًا بحكم عمل والده بها، أما إن كان يقصد غير ذلك فهو خطأ، لكن الخطأ الشنيع هو دور عائلة عزيز عيد في سفر بديعة مصابني إلى القاهرة

الصواب:- بديعة مصابني جاءت لمصر سنة 1912 م، وكانت معها والدتها وقالت عن ذلك في حوار تلفزيوني لها عام 1966 م «ذهبت إلى مصر لأول مرة سنة 1912 م، وذهبت إلى مصر بسبب فُسْحَة أنا ووالدتي».

الخطأ الثالث:- دور عزيز عيد في عمل بديعة بالفن

أظهر المسلسل أن بديعة مصابني جاهلة لا تعرف شيء عن الفن أو المرسح، ليفهمها عزيز عيد ويشجعها على ذلك عارضًا عليها العمل معه في فرقة.

إقرأ أيضا

صلاح السعدني.. واللعب من أجل المتعة

الصواب:- بديعة مصابني سنة 1912 م كانت تلعب الباتيناج في الأزبكية، وهناك رآها فؤاد سليم، والذي بدوره عرفها على جورج أبيض لمدة ثلاثة أشهر بدون أجْر، ثمَّ التحقت بفرقة الشيخ أحمد الشامي في عام 1913 بمرتب شهري قدره 6 جنيهات.

كحرتة نجيب الريحاني 

احتوى مشهد نجيب الريحاني وهو يبحث عن عمل على خطأ وهو عمله في مجال البناء

الصواب:- نجيب الريحاني لم يكن يعمل في البناء في ذلك الوقت (1908 م – 1910) بل كان بين البنك الزراعي وشركة السكر.

المراجع

1 – مذكرات نجيب الريحاني – مجلة الكواكب 3 يونيو 1952 م

2 – حوار تلفزيوني مع بديعة مصابني سنة 1966 م

3 – كتاب الاغتيالات السياسية في مصر، تأليف خالد عزب وصفاء خليفة