رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
403   مشاهدة  

بعيدًا عن “الباكي”.. خطايا دراما السيرة الذاتية في مصر

مسلسلات السير الذاتية


لا تخلو دراما تلفزيونية في العالم من أعمال السير الذاتية بل إن شئنا الدقة فنحن من أقل الدول -المنتجة للدراما- إنتاجا لأعمال سيرة ذاتية، وعلى الرغم من قلة الإنتاج إلا أن المنتج المقدم حتى لا يخلو من خطايا مرعبة حتى وسعى صناعه لتدارك تلك الخطايا، والوصول بالعمل لدرجة التكامل.

الخطية الأولى.. البطل المثالي

لم تفرق دراما السيرة الذاتية سواء كانت للفنانين أو للسياسيين في هذا الخطأ الكارثي وكأنه إجماع شامل كل كتاب هذا النوع من الدراما، وكأنها قاعدة نقشت على حجر، البطل لابد أن يكون مثاليًا، فلا بطل يخطئ أو يرتبك أو يفتعل مشكلة، تستطيع أن تأخذ هذه القاعدة وتشاهد كافة أعمال السير الذاتية ستجد أنها أعمال سيرة ذاتية لملائكة وليسوا بشرًا، ودائمًا الأشرار من هم في مقابل البطل، حتى وإن كانوا تاريخيًا أشخاص جانبهم الإيجابي أكثر بكثير من الجانب السلبي، وحتى لو قمنا بتغير الوقائع التاريخية للحفاظ على ملائكية البطل، مثلما حدث في مسلسل الفرسان.

YouTube player

فمسلسل الفرسان ينضم إلى فيلم وا إسلاماه حيث تبرئة قطز من اغتيال أقطاي وإظهار أقطاي وبيبرس كأشخاص أشرار فقط لإضفاء الملائكية على الشخصية، الأمر نفسه في مسلسل ناصر حيث تم التغاضي عن كافة أخطاء عبدالناصر وتحميلها لأخرين، كذلك مسلسل أم كلثوم والعندليب وغيرها من الأعمال التي قررت أن يكون البطل ملاكًا سواء كان له ورثه سيقاضون صناع الأعمال أو مقطوعًا من شجرة، نحن نقدم دراما الملاك.

الخطيئة الثانية.. الموسيقى

YouTube player

لا يخلو عمل فني من الموسيقى، وربما يكون الأمر أكثر سهولة إذا كان عن موسيقي مثل أم كلثوم او العندليب ولكن على الرغم من هذا يقع صناع الدراما في خطأ كبير خاصة في المرحلة طفولة البطل، حيث يوظف صناع الأعمال -أي أغاني قديمة- تسبق ظهور البطل، دون الاهتمام بتاريخ تقديم وصناعة تلك الأغاني.

ولعل أم كلثوم كان أقل هذه المسلسلات وقوعًا في هذا الخطأ، حيث أنه لم يستخدم تسجيلات لشخصيات غير موجودة بالمسلسل، بل وحصر المنافسة بين أم كلثوم ومنيرة المهدية، على الرغم من وجود منافسات أخريات للست في بداية حياتهم، كان عليها التفوق عليهن قبل الوصول إلى منيرة المهدية ولكن تغاضى صناع العمل عن ذلك مما جنبهم هذا الخطأ، ناهيك عن الأعمال التاريخية القديمة والتي بها موسيقى لا تتناسب إطلاقًا وشكل الموسيقى وقتها أو أسلوبها.

الخطيئة الثالثة.. الملابس والسيارات

في الأعمال الدرامية التي تتناول الفترة من مطلع القرن العشرين لا يهتم أغلب صناع الدراما بالملابس والسيارات، فالملابس قديمة والسيارات قديمة ولا يهم من أي عصر أو موديل أي سنة، المهم أن يرتدي الرجال الطرابيش وترتدي النساء القبعات لو كانوا من الطبقة الأرستقراطية، أو الحبرة واليشمك لو كانوا من الطبقات المتوسطة أو الملاية اللف لو كانوا من الطبقة الشعبية، هكذا أصبحنا في العصر المناسب، بينما لا يخلو مسلسل تاريخي من الجلباب الفلاحي والصعيدي حتى وإن كانت الأحداث تدور في شبة الجزيرة العربية قبيل ظهور الإسلام كمسلسل رجل الأقدار الذي قدمه نور الشريف.

أما بالنسبة للسيارات فحدث ولا حرج فسيارات الأربعينات تسير بحرية في شوارع مسلسلات العشرينات وترام الستينات يتهادي ليقطع الطريق أمام حنطور في مطلع القرن، ولن أتحدث عن القطارات التي كلها عبارة عن قطار واحد لا يتغير شكله مهما تغير زمن الأحداث، وكأننا لا نرى دراما من دول أخرى، أو لا نملك كتالوجات للسيارات منذ بداية صنعها أو أن جوجل قد اختفى في غفلة زمنية.

الخطيئة الرابعة.. أماكن التصوير

YouTube player

الحقيقة أن كلمة أماكن التصوير كلمة كبيرة، فنحن نمتلك مكان واحد يتم تصوير غالبية أعمال السيرة الذاتية فيه وهو مدينة الإنتاج الإعلامي، ونراه من كافة الزوايا والأشكال، ولكن الملفت في النظر أن مثلا ديكور شارع عماد الدين لا يتغير في كافة الأعمال، وكأن الزمن لا يقترب منه القهوة بجوار المطعم بجوار محل البقالة وربما نضيف محل كبابجي على الناصية أو بار لزوم التنوع.

إقرأ أيضا
عرض إصبع روج

وعلى الرصيف في مدينة الإنتاج الإعلامي -بجوار السيارات التي لا تمت لزمن الأحداث بصلة- تتهادي نفس السيدات ويجلس نفس الرجال بنفس الطريقة وبنفس موديلات الملابس تقريبًا، فالأمر أصبح كأنه إعادة تعليب نغير الأبطال ونضعهم في نفس الملابس في نفس الديكورات ليروا قصص مختلفة لا تليق أو تمت للديكورات او الملابس بصلة.

دراما السيرة الذاتية عمل فني قائم على التفاصيل قبل الأشخاص، صعوبته في إعادة عجلة الزمن للوراء من خلال التفاصيل مثل الملابس والإكسسوارات والديكورات والموسيقى، وهو الأمر الذي يغيب عن صناع الدراما، وفي الغالب يتم بسبب ضعف الإنتاج أو إنفاق أغلبه في أمور أخرى فلا يتبقى الكثير لإنفاقه على الملابس والإكسسوارات أو حتى بناء ديكور جديد، وربما يركن قلة منهم إلى الاستسهال وكأنما المشاهد لا يعلم شيء عن الموضوع ونحن سنروي له القصة للمرة الأولى.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان