قصة مشادة بين دبلوماسي مصري وصهيوني بسبب مذبحة عيون قارة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تنضم مدينة عيون قارة في أرض فلسطين المحتلة إلى المدن التي شهدت مجازة صهيونية منسية وكانت أشهر تلك الجرائم هي جريمة 20 مايو 1990م.
ما جرى في عيون قارة
في يوم واحد استشهد 16فلسطينيًا وأصيب أكثر من 420 في مذابح مروعة على أيدي المتطرفين والقوات الصهيونية في الأراضي المحتلة، وبدأت المذابح بإطلاق شخص صهيوني نيران مدفعه الرشاش في ساعة مبكرة من صباح 20 مايو 1990م على مجموعة من العمال الفلسطينيين أوقفهم على الطريق قرب مستوطنة ريشون لتسيون التي تقع على بعد 8 كيلو مترات من تل أبيب.
وكان الصهيوني يرتدي زيًا عسكريًا، وقد بدأ بالاطلاع على هويات المواطنين الفلسطينيين وأمرهم بالاصطفاف أمامه ثم اطلق عليهم النيران، فاستشهد 8 فلسطينيين وأصيب 15 آخرون.
وفي الاشتباكات التي اشتعلت إثر ذلك استشهد 8 فلسطينيين آخرين، وأصيب أكثر من 420 في المواجهات العنيفة التي انفجرت في معظم مدن ومناطق الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين عندما خرج المواطنون الفلسطينيون للاحتجاج على مجزرة عيون قارة، رغم فرض السلطات الاسرائيلية حظر التجول، ودفعها تعزيزات عسكرية قوية إلى الأراضي المحتلة تحسبًا المظاهرات الاحتجاج الفلسطينية، التي واجهها الجنود الاسرائيليون باطلاق الرصاص الحي.
وقد ذكر شهود عيان ان قوات الاحتلال الاسرائيلي فقدت السيطرة على الأوضاع في غزة رغم حظر التجول المفروض عليها، وقالوا أن الأوضاع في المدينة تعيد إلى الأذهان من جديد صورة الأراضي المحتلة في الأيام الأولى من اندلاع الانتفاضة.
وقال شهود العيان حينها أن قوات الاحتلال لجأت إلى استخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات الخفيفة لتفريق المتظاهرين باستخدام قنابل الغاز.
ردود فعل مصر على ما حدث
في بيان للخارجية المصرية جرت استنكار للمجزرة وتأكيد على ضرورة استجابة الكيان الصهيوني لمساعي عملية السلام، وأكد الدكتور عصمت عبدالمجيد عندما كان وزيرًا للخارجية أن مصر ترى أن هذا الحادث هو رد فعل للمناخ السائد في الكيان الصهيوني وداخل الأراضي العربية المحتلة ونتيجة لتعثر جهود السلام في الفترة الأخيرة، وقال أنه مما لا شك فيه أن هذا الحادث المؤلم يؤكد مرة أخرى أهمية التغلب على كافة العقبات التي تعترض مسيرة السلام وضرورة سرعة استجابة إسرائيل لها، ومن المهم في هذا الشأن أن يلقى الجاني العقاب القانوني الرائع حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المؤلم.
تزامنًا مع ذلك وقعت مشادة عنيفة بين سفير مصر في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وسفير اسرائيل في العاصمة الأمريكية موسى أراد حول تلك الجريمة.
وقد حدثت المشادة بين السفيرين أمام وفد السلام الأمريكي الذي غادر واشنطن متوجها إلى مصر وإسرائيل والأردن والضفة الغربية وغزة في مسيرة سلام تضم ٤٦ من الشخصيات الأمريكية، من بينهم السيناتور تشارلز بیرسی رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس الشيوخ، والسيناتور جورج ماكجفون .
بدأت المشادة عندما وجه موسى اللوم إلى الدول العربية التي لم تستجب لمشروع السلام الصهيوني وكأنها هي المسئولة عن تصرف هذا المجرم الإسرائيلي، وزعم أراد أن بلاده تعاني منذ قيامها من عدوان عربى عليها، ولم يكتفي السفير الصهيوني بذلك بل اتهم مصر بأنها هي التي لم تلتزم باتفاقيات كامب ديفيد.
ورد السفير المصرى عبد الرؤوف الريدي بأن هذه النغمة اعتادت إسرائيل على ترديدها، وقال إن المأساة التي شهدها العالم كله تتلخص في أن صهيونيًا إسرائيليًا أطلق النار على الفلسطينيين وأصبحت مثل هذه الجرائم هي السلوك العالم الذي يمارسه كل الصهاينة، وهو سلوك يعكس احتقار الصهاينة للعرب فيقومون بإطلاق النارعليهم .
وأشار السفير الريدي إلى أن المظاهرات خرجت في إسرائيل تؤيد هذا القاتل وتعتبره بطلاً، وقال إنه في الوقت الذي يتصالح فيه البيض والسود في جنوب إفريقيا فإن إسرائيل تستمر في ممارسة القتل للفلسطينيين، وقال السفير المصرى إن الجاني الذي أطلق النار والذي قالت إسرائيل إنه يعاني من حالة جنون كان يمارس القتل وهو يدرك أن إطلاق النار هو أسلوب التعامل مع الفلسطينيين .
وطرح الريدى سؤالا لم يتلقى عليه إجابة : إذا كان الجيش الإسرائيلي قد قام بقتل 7 آخرين فما هو الفارق بين جندي مجنون وجندي يتلقى الأوامر والتوجيهات بإطلاق النار على المتظاهرين
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال