رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
337   مشاهدة  

أرابيسك .. هتروح فين في ليلتك دي يا حسن

أرابيسك


هتروح فين في ليلتك دي يا حسن ، مش عايز ترجع لسهرات السم الهاري والهباب الأزرق ، أدي توحيدة كرشتك بعد أما نقحتها بكلمتين فارغين ولا نوم هيواتيك ف البيت تروح لمين تفضفض معاه وترمي همك على صدره  أمك وغضبانة وأخوك زعلان وأختك مشيت مجروحة وغضبانة فاضلك مين يا حسن .. مين يا حسن.

حسن أرابيسك .. ويرفرف العمر الجميل الحنون  

بتلك الكلمات سرت في شوارع القاهرة الخاوية من آثر الشتاء الليلة وتذكرت ذلك الوجه الذي طالما ذكرني بأبي رحمة الله عليه وأقرب معادل درامي لأبي العظيم .. الأسطى حسن أرابيسك .

لم يكن أبي يوماً عاملاً أو حرفياً ولم يكن منحرفاٌ ولم يستطع أحد كائناً كان الضغط عليه لقبول أي شئ فيما عدا ذلك تطابقت روحه بالكامل مع روح تلك الشخصية التي كنت أردد كلماتها منذ قليل وهي شخصية حسن النعماني أو “حسن أرابيسك” .

نفس الملامح التي تنم عن تفكير عميق لا ينقطع نفس الملامح الجادة التي تحمل روحاً مرحة وشخص يتخلى عن كل رغباته لإسعاد وإرضاء من حوله وليتهم رضوا بل اتهموه بالتقصير بل وحتى بتخريب حيواتهم ، ابن البلد الذي يمتلك ألف صديق ولا يمتلك صاحباً واحداً نديم الليالي والسهر والجدعنة المقصر في حق نفسه والمتفاني في حق الآخرين .

دنياك سكك حافظ علي مسلكك

ولا أعلم أنا هنا بصدد الحديث عن والدي رحمة الله عليه أم بصدد الحديث عن الشخصية العظيمة التي رسمها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة أم أنني أتحدث عن جمال العمل الذي قام به الفنان “صلاح السعدني” لكنني أحببت الحديث عن ثلاثتهم فلا يمكنني أن أنكر أن جزءاً كبيرا من حبي لهذا المسلسل هو حب والدي له وحبه الجم لتلك الشخصية .

ولا أستطيع إنكار حبي لهذه الشخصية لكونها من أفضل الشخصيات التي قدمت على مر الزمن خلال عمل درامي.

حسن أرابيسك مصر تتحدث عن نفسها

كثيراً ما تهكم الجهلاء على المقولة التي ذاعت بين المصريين ” سبع تلاف سنة حضارة ” واعتقدوا الحضارة المصرية هي مجرد عبقرية فنون المعمار والفلك والطب والتحنيط ..إلخ  لدى المصريين القدماء وأغفلوا تكوين الشخصية المصرية المهيبة المعجونة بالرقي والذوق والتقدم مهما عف عليها الزمن وتراكمت عليها الظروف .

عبقرية شخصية حسن النعماني “أرابيسك” تكمن في كونه شخص لم ينل قدر عال من التعليم واختار الحياة المهنية شامخ لا مساس بكرامته ولا يحط من قدر نفسه أبداً، شخص علي استعداد للتنازل عن علاقته بالدكتور برهان بمنتهى السهولة وفي نفس الوقت يرتاح لصداقة “مغربي” مجذوب الشارع.

يحب بصدق لكن طبعه النبيل يمنعه من الارتباط بمن يحب لأنه لا يريد أن يدمر لها حياتها ويراها أفضل منه ويكتفي بالنظر إليها كحلم بعيد، ملتزم ناحية عائلته ومسؤول عنهم بالكامل وحتى عن أخته المتزوجة وفي نفس الوقت يفشل في استعادة ابنه بالطريق الشرعي من طليقته.

إقرأ أيضا
طه الدسوقي

يعمل بكل جدية وفي نفس الوقت يؤجل أعماله إلى أجل غير مسمى .

كل تلك التركيبات والتعقيدات والمتضادات كونت العنصر المصري الأصيل نبت الحضارة العظيمة التي ورثناها عن أجدادنا سلفاً فكانت كهيكل الأرابيسك إن انهار جزءاً منه انهار الهيكل بالكامل فأنا أتحدى محبي الفن السابع والدراما أن يأتوني بشخصية درامية مرسومة كما رسم عكاشة شخصية حسن أرابيسك رجل من لحم ودم يحب ويخاف ولا يجاهر بخوفه و يمرح في أحلك الأوقات ويمشي وحيداً كمن لا صاحب له ويضيع العمر لأنه لا يقبل أن يتحول لمجرد ” صنايعي ” يخدم طلبات سوق التجارة ويتخلى عن فنه وكرامته وجيناته الحضارية لكن هتروح فين يا حسن.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان