ياريتني ما اتجوزت
الزواج هو مؤسسة بين فردين يجتهدا لإنجاحها وعندما تتحول إلى مؤسسة يتحمل مسؤوليتها شخص واحد تفشل وتشهر إفلاسها.
عادة تبدأ الحياة الزوجية بدفء المشاعر والتفاهم والود حتى يكاد يوقن الزوجين أن حياتهما ستصبح وردية جميلة وسعيدة، تمضي السنوات وربما الشهور وتبدأ واقعها المؤلم حيث ينتهي الشغف وتتوارى العاطفة وتبدأ مرحلة “جفاف المشاعر” وتتحول العلاقة إلى علاقة صامتة ويصبح الصمت فيها سيد الموقف، تتحول الجدران إلى حوائط عازلة باردة والمكان إلى جزر منعزلة، كل طرف ينطوي في ركنه الخاص حتى رغم أنهما يعيشا تحت سقف واحد إلا أنه اصبح لكل منهما عالمه وحياته الخاصة، كل منهما أصبح لا يهتم بطبيعة الآخر ولا تقلباته المزاجية ولا تكوينه النفسي ولا طريقة تفكيره.
اختلفت الحياة عن أولها، فقد أصبح الزوج يغرق في ارتباطاته خارج المنزل ويعود ليأكل وينام، وتتنقل الزوجة بين القنوات التلفزيونية والثرثرة في هاتفها المحمول، بحثا عن كسر حالة الملل وانعدام الشغف التي أصبحت تعيشها، كل ذلك بسبب بسيط وهو، اختفاء المودة والمحبة ولغة الحوار اختفاء المفردات الجميلة والاحتواء، فالمرأة بطبيعتها تود أن تعيش في دفء المشاعر، والرجل يريد بعض الاهتمام، وهنا تتوه العلاقة الحميمية بين جفاء مشاعر الرجل وعدم اهتمام المرأة به وبنفسها.
تصبح الحياة بينهما عبارة عن “صباح الخير، تصبح على خير “ولسان حال كل منهما يقول” ياريتني ما اتجوزت!!
الغريب أن على الطرف الآخر نجد أن كل منهما ثرثاراً مع غيره، يحكي ويشرح ويلعب ويضحك ويجامل مع أصحابه وربما الغرباء أيضا، أي أنه يتحول لإنسان آخر خارج إطار المنزل!
أرى أن السوشيال ميديا ربما هي عامل أساسي في كل ما يحدث، لذلك إذا اتخذا قرارهما المشترك بضرورة التغيير إذا حددا معاً المشكلة واعترفا بأسبابها وقَبِل كل طرف مبررات الآخر حتى ولو كانت غير مقنعة، ربما تعود حياتهما لنفس المحبة، نفس الشغف، نفس الجدران الدافئة.
وإلى كل رجلِ، لا تنسى وصية رسولنا الكريم” إستوصو بالنساء خيراً”