العاصفة.. عندما نهرب من واقعنا إلى الخيال

العاصفة كلمة عندما تسمعها وحدها تدل فقط على معناها ، ولكن عندما تسمعها للتعبير عن عرض مسرحي يسمح بأكثر من مدلول ستتذكر مفردات أخرى.

المشكلات الاقتصادية، المشكلات الاجتماعية، الاضطرابات النفسية، الثورات؛ كل هذه الأشياء يمكن أن تصبح تحت بند العاصفة.

واستضاف مسرح ليسيه الحرية في السادسة من مساء اليوم ثاني العروض المسرحية المشاركة في الدورة ١٣ من مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي وهو العرض العماني ( العاصفة ) .

يهرب المراهقون دائما إلى احلام اليقظة للهروب من واقعهم، ولكن أصبحت الظروف تدفع الكبار أحيانا لنفس المصير

بعرض العاصفة كنا أمام شاب ورجل كهل يعملان في تصليح الملابس والخياطة، ويهربون من المشاكل الاقتصادية إلى الدخول لعالم الخيال.

عن إفتتاح  بلا إنتاج وأحمد رزق الذي لا ينسى ماضيه

ينتقون قطع من الملابس التي يصلحونها من ملابس قبطان بحري ويرتدونها ويدخلون لعالم البحر أثناء تواجدهم في محل الحياكة.

يتقمص الرجل الكهل قبطان السفينة ومعه مساعده الشاب الذي يعمل معه بالمحل.

يوجهان معا في خيالهما العاصفة وتسرب الماء للسفينة الذين صدقوا وجودها

عيب العرض كان عدم وجود صراعات تجذب الجمهور ، فكان العرض كله يدور حول السفينة المتخيلة ومشاهد تمثيلية من الطرفين طالت أحيانا خاصة حوارات المونودراما. 

وتضمن العرض بعض المشاهد الكوميدية في حالة من الكويمديا السوداء التي تناقش المشكلات الاجتماعية.

استخدم المخرج شريطا صوتيا بأغاني مصرية لحسم شاكوس وام كلثوم وحكيم في تدرج ذكي منه لتاريخ الأغنية المصرية جذب به الجمهور المصري ببداية العرض، ولكن بكل أسف لم يستمر هذا الجذب لبقية العرض.

إقرأ أيضا

باياي..مدينة الاحتفالات الرومانية التي تقع الآن في قاع المحيط

استخدم أيضا موسيقى مناسبة للمشاهد المختلفة، فالموسيقى التي يغلب عليها البيانو الناعم لمونولوج قصير نوستالجيا حول ماضي القبطان.

ومع الموسيقى استخدم شريطا صوتيا لصوت المطر والرياح والعاصفة وأمواج البحر. 

استخدم أيضا الملابس بالمحل في ذكاء منه بتحريكها من قبل الممثلين لتوحي بوجود ركاب بالفعل بالسفينة المتخيلة، كما استخدم دخانا للتعبير عن حريق بالسفينة.

انتهت العاصفة برجوع الحال والوضع كما هو عليه بعد انتهاء فقرة الخير مع أغنية حب ايه لام كلثوم في إسقاط على الأوضاع التي لا تتغير والعاصفة المتكررة.