همتك نعدل الكفة
818   مشاهدة  

أين الفنانة انتصار؟

انتصار
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الفنانة انتصار ابنة الإسكندرية والتي بدأت مثل الكثيرين في المسرح، والتي اكتشفها المخرج الكبير رأفت الميهي.

أول معرفتي بها في فيلم “قليل من الحب كثير من العنف”، الذي كان من تأليف وإخراج المخرج رأفت الميهي، وكان الدور بسيط وصغير ولكنه كان مهم وكان مصحوب بجملة واحدة “هنية بعد الفطار أحسن”، والفيلم كان واحد من أفلام رأفت الميهي الفانتازيا ورغم أن دور انتصار كان بسيط ولكنها علقت معنا نحن الجمهور الذي شاهدها، وظلت الجملة المتكررة المصاحبة لمشاهدها نرددها ونضحك عليها فترات طويلة، وظلت بيننا ولا يفهمها ويضحك عليها سوى من شاهد الفيلم وشاهد انتصار في الفيلم.

انتصار

وأذكر أن المخرج رأفت الميهي قدمها في التتر بصورة مشوقة حتى أننا كنا متشوقين لمعرفة من هذه النجمة التي يهتم المخرج بتقديمها بهذه الصورة القوية رغم أنه التعارف الأول بينها وبيننا نحن الجمهور.

ونجحت الفنانة وعلقت معنا وبدأت أنا على صغر سني أتتبع خطواتها فقدمت انتصار العديد من الأدوار البسيطة بعدها، وإن كان معظمها يندرج تحت بند الكوميدي الخفيف “وإن كنت أرفض أن ندرج الكوميدية تحت بند التمثيل الخفيف، فالكوميديا ليست نوع خفيف من التمثيل بل على العكس الكوميديا نوع من التمثيل كاشف للممثل، فلو كان غير متمكن وغير قادر فمهما عمل لن يدخل قلبك ولن تستطيع أن تصدقه وتمنحه قلبك تجعله (يزغزغه)، فتضحك من قلبك”.

نجحت انتصار وبجدارة أن تضحكنا، وأن تأخذ مكانة كبيرة ومعدل شهرة واضح، رغم أنها لم تكن البطلة يومًا، ولكنها لم تقصر ولم تخون المشاهد، فكل مرة كانت تهل عليه كانت تحمل ما يسره وما يجعله يقبل عليها، ويستمر في تلقي الدور، ويقبل العمل.

وظلت انتصار لها بصمتها الخاصة ولها مذاقها الخاص، فمن شاهد فيلم أبو علي لا يمكنه أن يتجاهل مشاهدها، أو إفيهاتها، من يجرء أن يتخيل الفيلم بدونها، وقفت انتصار أمام منى ذكي وسرقت منها الكاميرا في أكثر من مشهد، وأمام كريم عبد العزيز وكانت ند قوي له.

وفي فيلم سهر الليالي رغم انها لم تقدم سوى مشهدين أو ثلاثة، وقدمت دور العاهرة، من يستطيع ان ينسى جملتها وهي تصف حبها للمطرب كاظم الساهر

وهي تقول للفنان أحمد حلمي: “كازم ده عسل، سمعتله يا مستبدة”

فيرد أحمد حلمي: “لا سمعتله يا سافلة”، فتضج الصالة بالضحك.

انتصار

ومازال الإفيه موجود ومتداول ولا يُنسى.

ويستمر مشوار انتصار، وتظل تصعد وتهبط بين الكوميدي والتراجيدي، ويأتي دورها في فيلم “ولاد العم” 2009 لتقدم دور إسرائيلية وأيضا أمام منى ذكي وكريم عبد العزيز، ولكن هذه المرة دور جاد ومختلف، دور الجارة المنوط بها مراقبة “سلوى” منى ذكي، وتؤدي الدور وتنتقل بك بين الجارة الطيبة التي لا تعرف شيء، إلى وجه السيدة الإسرائيلية العدوة الكريه، تقدمه انتصار بمنتهى القوة والجدارة دون إخفاق.

انتصار

وفي التليفزيون تصول وتجول انتصار بموهبتها الفذة، فتقدم مسلسل ست كوم ” راجل وست ستات” وتكون واحدة من هؤلاء الست ستات، وتقنعك وتقف أمام الفنان الكوميدي الكبير أشرف عبد الباقي وأيضا تكون العلاقة بينهما مثل كرة البنج بونج، وكانت قوية لدرجة أنها كانت تسرق الكاميرا من الممثل الموجود أمامها أي ما كان وكانت تسرق أيضًا قلبك.

انتصار

وفجأة بعد سنوات من الصولات الناجحة كلها، تهل علينا انتصار بدور رائع في مسلسل ذات، وقدمت دور ام ذات السيدة المصرية التقليدية التي لا تفكر سوى في جواز البنت وسترتها، السيدة المسيطرة، القوية أحيانا، الضعيفة أحيانا، ولكنها في ظل كل ذلك هي الأم الطيبة الحنون العطوف، وتدرجت بالدور بدءً من مرحلة الشباب حتى وصلت لسن الثمانينات وكان التدرج رائع وبديع، بدءً من الاكسسوارات واللبس، والتدرج من اللبس المودرن وصولًا لارتداء الجلباب الأسود الذي ارتدته الكثير من جداتنا في المنازل، وربطة الرأس في البيت، وهيمنتها على بيت ابنتها وعلى ابنتها بنفسها وأسرتها.

انتصار

ثم يأتي الأداء المبهر وحركة الجسم، وتلوين الصوت، وحركات الوجه، كم كانت انتصار رائعة، ومتقنة للدور، ومتملكة لأدواتها وتديرها بحرفية منقطعة النذير، وانفجرت طاقات انتصار في الدور بشكل كبير، وتوقعت أن تنطلق انتصار بعدها وتكون هي الحصان الرابح فياما بعد، ولكن لم تأخذ حقها حتى في التكريم والحديث عن الدور، وجمال الأداء.

ويأتي بعدها مسلسل ليالي أوجيني، وأيضا تقدم فيه انتصار دور رائع بمنتهى الجدية والثبات، وأداء رفيع المستوى، وأيضًا يتم تجاهلها ولا يتحدث أحد عن الدور، وبهاء الأداء.

إقرأ أيضا
فلسطين

انتصار

وأيضا اعود وأنتظر أن تكون انتصار الحصان الرابح ويتم تقديمها بصورة تليق بمهبتها الواسعة الفضفاضة، ولكنها مرة أخرى تتوارى ولا يذكرها أحد، ولا تكرم أو حتى يتحدث عنها أحد، بل وتتوارى وتبتعد عن الساحة.

أين انتصار، لماذا لا تمثل كثيرًا، لماذا لا تقدم اعمال تليق بموهبتها، لماذا تتراجع وتضطر إلى تقديم البرامج، وحتى في هذا كانت مقبولة ومحبوبة، ونجحت ونجح البرنامج معها وبها.

أين انتصار على الشاشة، لماذا تتوارى تلك الموهبة، لماذا لا توجد على الساحة، لماذ لا تكرم، ولا يذكر اسمها وسط الفنانين الكبار، وليس النجوم، فانتصار فنانة من النعية التي يقال عنها “عضم الشغلانة” الذين يقوم العمل على أكتافهم وبموهبتهم الاستثنائية، انتصار لا تقل موهبة عن عبلة كامل، وعن دلال عبد العزيز “رحمها الله”، وعن فنانات كبار غيرهم، لماذا تجلس في البيت بينما يُفرض علينا أنصاف الموهوبين، ويأخذون أدوار وتفرد لهم اعمال وينفق لهم إنتاج ليظهروا، بينما هم لا يحملون نصف موهبة ممثلة مثل انتصار.

أين انتصار؟؟؟؟؟؟

إقرأ أيضاً

رحلة البحث عن المجهول في تاريخ إبراهيم مصطفى لاعب المصارعة “انتصارات بطعم المآسي”

الكاتب

  • انتصار إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان