إبراهيم فايق.. الحريف الذي لعب مع الخاسر
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يلعب الإعلامي إبراهيم فايق دور الحريف في المشهد الإعلامي الرياضي منذ سنوات قليلة، انحاز للجمهور منذ البداية، عرف ما يحتاجه وما يريده، ترك للجميع مساحة الرأي والسهر لوقت الفجر، وراهن على الجمهور الخاسر الوحيد في اللعبة.
قبل سنوات ليست بعيدة، كان لاعب كرة القدم قبل أن يجف عرقه ينتقل من أرضية الملعب إلى أرضية الإستديو، تدور أمام الكاميرا، ويقف عمّال القنوات الفضائية منبهرين بمشاهدة نجمهم المفضل، وكأنهم الجمهور الذي كان لتوه في المدرجات.
تلك المعادلة أجهضت أحلام وطموحات العديد من الشباب في تقديم برنامج رياضي على القنوات الفضائية، بل قتلت الحلم أحيانًا قبل أن يُفكر فيه.
لكن شاب كان يعمل مراسلًا مع الإعلامي أحمد شوبير الذي يُنسب له ابتكار الاستديو التحليلي لمباريات كرة القدم في مصر ، تحرك من مكاتب الصحفيين بعد عمله في جريدة الدستور تحت رئاسة تحرير الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى وواجه كل الصعوبات التي يقابلها كل صحفي في بدايته من التعدي والسطو على مجهوده في الحصول على الأخبار وكتابة التقارير والحوارات الصحفية ، إلى أن عمل في موقع “بص وطل” مع مجموعة من الصحفيين الشباب وأجرى حوارًا صحافيًا مع لاعب النادي الأهلى الأشهر وقتها محمد أبوتريكة بعد تسجيله هدفين في نادي الزمالك.
من مكتب الصحفيين والعمل مراسلًا إلى برنامج على شاشة قناة “سي بي سي” إكسترا ، بدأ إبراهيم فايق مشواره بعقلية نوعية مختلفة، تنحاز منذ بدايتها للمصداقية والنزاهة في نقل الخبر والمعلومة للجمهور، دون الدخول في آراء حول الأحداث الرياضية ضاق بها الجمهور من سنوات طويلة.
اعتمد إبراهيم فايق منذ تجربته الأولى في برنامج “ساعة رياضة” على تقديم ما يحتاجه الجمهور، تاركًا مسألة “الرأي” للبقية، وهو ما يعتبره الجمهور “صداعًا” وكان يتندر بالضحك منذ سنوات على ظهور “شلبي” حتى آذان الفجر.
جذب إبراهيم فايق بعقلية ناضجة، أدرك جيدًا ما يريده الجمهور، قدمه له بكل نزاهة ومصداقية، إلى أن سمع بأذنيه عبارة “الواد ده صادق مش كذاب”.
نجح في تقديم ما يريد للجمهور، كسب مصداقية الجمهور في المدرجات، بنى ثقة قوية منذ تجربته الأولى لذا كان مؤهلًا بأن مشواره سيطول، بعيدًا عن التحديات والصراعات التي يواجهها كل شخص في الدخول في مجال الإعلام، ولعل السؤال الأول الذي يُطرح على كل من يفكر في الدخول لهذه المنطقة:”إنت مين؟”.
ترك “فايق” الإجابة، لم ينتبه لهذه السؤال، انتبه منذ البداية إلى أن الإجابة على هذا السؤال للجمهور فهو الأولى بهذه الإجابة، وهو حجر الرهان، فهو من يؤشر للنجاح أو للفشل، إذا ربحت كفة الجمهور، سيمنحك الفرصة على أن تقف أمامه ويقتطع من يومه فترة زمنية ليشاهدك فيها.
لذا يعول الإعلامي الشاب على عبارة “نحييكم من مقاعد الجماهير”، حتى برنامجه الجديد على شاشة قناة “أون تايم سبورت” أطلق عليه “جمهور التالتة”، وقبله على شاشة قناة النهار قدم برنامج “نمبر وان” نسبة إلى أن الجمهور هو الرقم الأول في المعادلة، رغم أنه الخاسر الوحيد فيها، إذن لعب “فايق” مع الخسران من البداية، لذا ربح!
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال