إليانا روباشكين وفاسيلي بابينا.. مواطنين بلا وطن أو جنسية

عادة ما نحصل على الجنسية فور ولادتنا، دون التفكير في أي شيء لكسبها، يكفي أن تكون من مواليد البلد، وتعيش به حتى تحصل على الجنسية، لذا الحصول على الجنسية بالنسبة لمعظمنا، هو شيء سهل مفروغًا منه، ولكن الحال بالنسبة للبعض قد لا يكون بمثل تلك السهولة، فهناك بعض الأشخاص وجدوا نفسهم فجأة عديمو الجنسية، لا يمكنهم الحصول على جوازات سفر أو تأشيرات سفر، فماذا حدث لهم؟.

إليانا روباشكين

ولدت إليانا روباشكين في كولومبيا، وقد كانت سابقًا معروفة باسم لويس روباشكين، حتى أدركت أنها مزدوجة الجنس، أي أنه كان لديه كروموسومات ذكورية وأنثوية، ولكن أهلها سجلوها كذكر منذ الولادة، وخضعت إليانا لعلاج لقمع الهرمونات الذكرية وتنشيط الهرمونات الأنثوية، كانت النتيجة مرضية للغاية بالنسبة لها، وتحول شكلها لأنثى بالكامل، ولكن أصبحت هذه مشكلة بعد أن طلبت سلطات جامعة تايبيه في تايوان، تحديث جواز سفرها، وقررت إليانا تحديث جواز سفرها في القنصلية الكولومبية في هونغ كونغ لأن كولومبيا ليس لديها قنصلية في تايوان، ورفضت سلطات مطار هونغ كونغ في البداية دخولها لأنه كان من المفترض أن تكون ذكرًا، كما هو مذكور في جواز سفرها، وسمحوا لها أخيرًا بالدخول ولكن بدون جواز السفر، كانت عالقة في هونغ كونغ لعدة أشهر نامت خلالها في الشوارع وفي حاوية شحن، ومنحت الأمم المتحدة أخيرًا إليانا وضع “لاجئ من النوع الاجتماعي”، لكن هذا جاء مع نتيجة غير مقصودة لفقدانها الجنسية الكولومبية، كما رفضت معظم الدول حق اللجوء لأنها طلبت منها إجراء جراحة تغيير الجنس وليس فقط العلاج الهرموني لتكون مؤهلة كلاجئة جنسانية، وفي عام 2014م، وافقت نيوزيلندا أخيرًا على منحها حق اللجوء، لكنها لا تزال عديمة الجنسية.

فاسيلي بابينا

في عام 2017م، أدرك فاسيلي بابينا، الذي كان يبلغ من العمر 58 عامًا، أنه لا يزال مواطنًا في الاتحاد السوفيتي، وذلك بعد 26 عامًا من انهيار الجمهورية وانقسامها إلى عدة ولايات، لم يكن البقاء كمواطن في الاتحاد السوفيتي متعمدًا، كان بابينا في السجن في الوقت الذي تفكك فيه وطنه، كان ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه بتهمة السرقة والسطو والقتل، وانتهى سجنه تحت سيطرة روسيا، التي علقت عقوبة الإعدام بعد ست سنوات من انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، وحُكم على بابينا بالسجن 26 عامًا بدلاً من ذلك، وأُطلق سراحه في فبراير 2017م، كان ذلك عندما أدرك أنه عديم الجنسية لأن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودًا، وأعلنت محكمة روسية على الفور أن بابينا مهاجر غير شرعي، وأمرت باحتجازه في مركز للهجرة، وكانت دولة روسيا لا تريده، وبدلاً من ذلك، يريدون ترحيله إلى كازاخستان، حيث ولد، على الرغم من أن عائلته تعيش في ألتاي، روسيا.