الآن يمكنك أن تشتري “بلوفر مقطع” بسعر 1,450$ كي تتشبه بالمشردين
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تسبب بيت الأزياء الفرنسي الشهير “بالنسياجا” في حدوث حالة من الدهشة، بسبب تصميم السترات البائسة الذي يبدو كما لوكان أكله فأر، ولكن بتكلفة بسيطة.
في بيت الأزياء “بالنسياجا” الكبير، دائما يحاول المصممون أن يزيلوا الحواجز الاعتبارية بين الموضة الغالية، ولكن أحيانًا يبالغون في ذلك.
هل تتذكر تلك التنورة الغالية التي كان سعرها 2,300$ والتي كانت مستوحاه من سجاد السيارة؟
حسنًا، إنهم وجدوا طريقة لتحدي أنفسهم بخط كامل من الملابس البائسة، سترات من خامة صوف عالية الجودة مصمم بالشكل الذي يجعل من يرتديها كما لو كان يبدو فقيرًا جدا، أو هارب من معركة حادة مع حيوان بري متوحش.
الشيء الوحيد الذي يميز الملابس الغالية هو السعر، حيث نجد أن سعره 1,450$ وموجود على متجر “بالنسياجا” عبر الانترنت.
وأطلق على هذا الثوب المثير للجدل اسم “Destroyed Crewneck”، والمثير أنه مصنوع من أجود أنواع الصوف “صوف 100%”، ولكنك لن تستكشف ذلك عندما تراه، وهذه السترة مصنوعة في إيطاليا وهي ذات مقاس كبير.
تعرضت هذه السترة إلى الكثير من النقض عبر الانترنت، وتعرض بيت الأزياء إلى الكثير من السخرية والاستهجان من معظم مستخدمي الانترنت بسبب هذا التصميم.
علق أحدهم على تويتر: “مرحبًا بالنسياجا، هل يمكنكم منحي مهلة لازمة لهذه السترة غير المكتملة الصنع، سترة بمبلغ 1100 جنية إسترليني من فضلكم، بالفعل أنا أريد قطعة”
وعلق آخر: “إنكم لا تتعاملون مع أحمق، إنهم اكتشفوه بعد 500 عام”.
وكتب آخر: “إدفع 1150 $ كي تبدو فقيرًا”.
وحتى في حالة أنك ترتدي واحدة من هذه الملابس، ولكنها لا تبدو سترة عادية، فاعلم أن “بالنسياجا” قد أٌقنعتك، وأعلم أن بيت الأزياء الشهير نفذ نفس خط الإنتاج ونفس الرؤية في شكل قمصان، وتيشرتات بأغطية الرأس، ولذلك فإن مظهر المتشرد المرغوب فيه متوفر ومتاح لأي شخص، ولكن عليه أن يتحمل نفقته وتكاليفه.
كنت سأقول لك هل تتخيل أن تجد أحد يسير في الشارع في وطننا العربي يرتدي مثل تلك الملابس عن مقدرة مادية، أوعن رغبة، أوإرادة منه، ولكن الحقيقة أن هذه النوعية من الملابس بالفعل موجودة في متاجر ملابس بيوت الأزياء الكبيرة وفي المتاجر الغالية، والأسماء التجارية الكبيرة.
ولكن هل بالفعل ارتداء مثل هذه النوعية من الملابس تكون عن قناعة واستحسان من مرتديها، أم أنها الجري وراء الموضة وكل ما هو جديد، لنجذب الانتباه، ويقال إننا نرتدي كل ما هو حديث، وأننا نرتدي من أفخم بيوت الموضة وأغلاها.
هل بالفعل مصممي الأزياء وبيوت الموضة هم من يشكلون لنا أذواقنا، ويغيرون قناعتنا، ويتحكمون فيما نرتديه، ويشكلون أمزجتنا، ويلعبون في حالتنا المزاجية كما يريدون.
هناك دراسات بالفعل تؤكد أن الأمر بالفعل خطير وأن مصممي الأزياء وبيوت الموضة في العالم معهم مفاتيح أذواقنا، ويشكلون وعينا، ويجلعونا نحب ونكره باستخدام آداه تحكم عن بعد.
ففجأة تكتشف أنك استحسنت وأحببت ما كنت تكره وتستهجنه في الماضي.
فإذا حدث معك ذلك يوما فاعلم أنها الموضة ولعبتها يا عزيزي.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال