همتك نعدل الكفة
781   مشاهدة  

الحب وأشياء أخري

الحب


 

هل الحب يكفي؟ ستأتي إجابتك بأسئلة عديدة، يكفي ماذا ويكفي من؟ وهل هو فى مقارنات مع مشاعر أخرى، وأي حب أقصد؟ كلها أسئلة تولد من إجابة لسؤال واحد هل الحب يكفي؟

المتزوجون بعد قصص حب، ينكرون علي الحب كفايته، ويُصبح مجرد ذكريات، وربما مادة للسخرية، وحديثي العهد بالحب، يرونه كل شيء، وهم لا ينظرون لأبعد من لمسة يد وربما عناق وقبلة إذا التهبت جذوته.

 

إنني لا أقصد فقط الحب الذي يحكيه الشعراء، ولا دقات القلب بين رجل وامرأة، لكنني أُفكر فى حب يسع الحياة، هل تعرفين يا جيجي أن الحب هو الشيء الوحيد الذي إذا تقاسمناه زاد؟

عزيزتي جيجي

نحن كسالي لا نبذل جهد إلا تحت ضغوط، نريد علاقات سهلة، الرجال لا يريدون أن يتكلموا ويصفوا، فإن فعلوا فى البدايات لحق بهم الملل، والنساء يعتمدن طرقًا للتعبير عن الحب يرغبن بها حتي دون مناقشتها، وربما لا تهتم المرأة بمناقشة ما تحبه مع رجلها.

 

الابن يحب والديه، لكن التواصل معهما ثقيل، ورعايتهما فى الكبر أمر لا طاقة للكثيرين به، الإخوة يحبون بعضهم، لكن بلا جهد.
إننا كسالي يا جيجي، ونتهم الحب بأنه لا يكفي، لأننا لا نرغب في بذل شيء تجاه من نحب.

أبدو أنني أُصنف وأحكم من بعيد، أرى الحب كافيًا، لأنني لم أرَ دفع ضيق الحال حبهما إلي الخارج، لم أُجرب رعاية كبار السن، باختصار ربما ترينني أحكم لأنني لم أنتمي إلي التجربة، وهذا ليس صحيح.

 

إقرأ أيضًا…عاهرة الشهيد يحيى المشد “ماذا قالت عنه”

لا نحتاج أن نمر بكل التجارب حتي نتبين الخبرة، والحب يلمع فى العيون، نراه فى الحروف، ونشيد له البروج من مواقف الدعم.
هل تعرفين يا جيجي لماذا يري البعض الحب ليس كافيًا؟
لأنهم يريدون الحب وحيدًا أعزل، الحب الذي يخلو من الثقة لا يعول عليه، والحب الذي لا يدفع إلي الأمام ويمنح القوة لا يعول عليه، والحب الذي لا يغرس الاحترام المتبادل لا يعول عليه.

كيف لمُحب أن يهين فتاته فى جمع من الناس؟ وكيف لمحب أن يزرع طرقه شكًا وريبة؟
كيف لمُحب لا يقبل حبيبه بعيوبه قبل مميزاته، الحب لا يأتي وحيدًا يا عزيزتي، إن غرسنا الحب الحقيقي طرح احترامًا، قبولًا للآخر، سندًا، رحمة، ثقة، وأمان.

إقرأ أيضا
التعبير عن الحب

نحن نُحب ونقلل من الشريك، ونسخر منه، ونقتل عزيمته، فأي حب ذلك؟
هو  فى قصائد الشعر، لمعة العين، ودفء اليد، واشتياق فى القرب والبعد، هذه مظاهر الحب، لكنها ليست الحب، وحين أقول أننا كسالي، لأننا حين أحببنا، لم نبذل جهد فى العلاقة، لا نسعي لمحاولات التقريب بيننا، بل كل طرف يطلب أن يتغير الآخر ليُصبح نُسخة مما يرغبه.

يا جيجي

نلومه ونحن المدانون، نراه لا يصلح، وكلام أجوف، حين ينفذ الغرض منه، حين يتطلب الأمر أن يتعب الشريك، لكن هو الذي يمنحنا القوة لاستكمال الحياة، المبرر فى التطور وتحسين الروح، الحب، يا جيجي هو ذرة الملح التي تضبط طعم الحلوى، وذرة السكر التي تضبط العجين.

 

هو بكل أشكاله يكفي يا جيجي، لكنه لا يأتي وحيدًا، لابد أن يأتي مصحوبًا بعناصره، فإن نبت وعناصره صارت الحياة حلوة لمن يفهمها.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان