الحيي بن الأخطب ليس مجرد إفيه في عبود على الحدود “يهودي تزوج النبي ابنته”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ـ الإسم؟
ـ الحيي بن الأخطب بن زريعة بن المهلهلون
ـ ودول مين؟
ـ دول الكفار
ـ اااه
ـ هيا بنا يا رجال هيا بنا يا رجال! ما تيللا يابني بقى يللا!
كان هذا الحوار من مشهد كوميدي للفنان الراحل علاء ولي الدين في فيلم عبود على الحدود، ولا زال يثير ضحكات عشاق الكوميديا بوجهٍ عام ومحبي الفنان الراحل على وجه الخصوص، لكن الاسم في الإفيه ليس مجرد دعابة بل هناك شخصية اسمها الحيي بن الأخطب ولها دور بارز في السيرة النبوية.
قصة الحيي بن الأخطب
النطق الصحيح للإسم هو حيي بن أخطب وليس الحيى بن الأخطب واسمه كاملاً حيي بن الأخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي الحبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم.
اقرأ أيضًا
حقيقة مقولة امصص بظر اللات “ليست شتيمة وأبو بكر الصديق بريء من فِهْم غيره”
كان حيى بن الأخطب أحد أكبر علماء اليهود وهو من زعماء يهود بني النضير في المدينة المنورة وبدأت قصته مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وفي هذا قال بن هشام في كتاب السيرة «حين وصل النبى للمدينة، ذهب حيى بن أخطب مع شقيقه أبو ياسر بن أخطب للقاء النبى، وطلبا منه النظر بين كتفيه، فلما نظرواإلى ظهره رأوا الخاتم خاتم النبوة، ثم سألوه: متى مات والدك؟ فأجابهم، ثم سألوه: من الذي رباك ؟ وأسئلة كثيرة، فأجابهم ورجع حيى بن أخطب وهو من أحبار اليهود، فسأله أخوه: أهو هو؟ (يقصد النبي الموجود في التوراة) قال: هو هو، قال : فماذا تنوى؟ قال: عداوته ما بقيت».
تفاقم العداء بين حيي بن الأخطب والنبي صلى الله عليه وسلم بقرار بنو النضير اغتيال الرسول بحجر فقرر النبي طردهم من المدينة وحدثت معركة بنو النضير وطُرِد اليهود من خيبر، واستمر عداء حيي بن الأخطب حتى زمن معركة الأحزاب
أدى حيى بن أخطب دورًا في نقض العهد الذي أبرم بين النبي وبين يهود بني قريظة الذي نص على الدفاع المشترك عن المدينة عند اعتداء أي عدو، وكان أبرز المحرضين على خيانة المسلمين، وبعد انتهاء معركة الأحزاب حدثت معركة خيبر وفيها قُتِل حيي بن الأخطب
قال بن هشام عن لحظات حيي بن الأخطب الأخيرة «جاء حيي ولما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال له : أما والله ما لمت نفسي في عدواتك ، ولكنه من يخذل الله يخذل ، ثم أقبل على الناس فقال : أيها الناس ، إنه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر ملحمة كتبها الله على بني إسرائيل ، ثم جلس فضربت عنقه».
بنت حيي التي صارت من أمهات المؤمنين
كانت صفية بنت حيي زوجة لـ كنانة بن أبي الحقيق وقد قُتِل في معركة خيبر بينما كانت صفية مع الأسرى فقابلها النبي صلى الله عليه وسلم وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً «اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي (أي تزوّجتك)، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك»، فقالت: يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية إرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي» فأعتقها النبي وتزوجها، بهدف إعزازها من باب أنها بنت عزيز قوم، فضلاً عن أن زواجها يوجد رابطة بين المسلمين واليهود تقي الدعوة شر الغدر.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال