الخيش والخياشة يحقق شعار مسرح بلا إنتاج
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يرفع مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي شعار مسرح بلا إنتاج لتشجيع الشباب من أنحاء العالم على محاولة خلق أفكار خارج الصندوق لاكتمال عرض دون إنتاج كبير مما يدفع المخرجين للتفكير بشكل إبداعي لابتكار طرق جديدة لاستخدام ديكورات العرض.
وقد حقق العرض الجزائري الخيشة والخياشة غرض المهرجان بشكل مبهر، وانتهى بوقوف الجمهور وتصفيقهم الحاد لأبطال العرض .
ويدور العرض حول أربعة شباب يحكون قصة حياتهم من الثانوية حتى التخرج الجامعي ثم ما يقابلونه من بطالة وقصص حب وزواج أحدهم وينتهي بولادة مولود صغير كرمز لبداية حياة جديدة.
ارتدى الشباب بدلة من الخيش كرمز لاسم العرض الخيش والخياشة، ولم يستخدموا طوال العرض سوى أربعة أقمشة بيضاء بهروا بها الجمهور حتى لم يشعر أحد بالملل رغم اختلاف اللهجات وصعوبة فهم لهجة بلاد المغرب العربي على فئة كبيرة من المصريين.
أربعة أقمشة كانت الأدوات الوحيدة التي استخدمها الشباب لهذا العرض، وبدلة واحدة من الخيش لم تتغير، ولكن برع المخرج فارس عبد الكريم في استغلال الأقمشة البيضاء وتوظيفها لتصبح رمزية لعدة أشياء كغرفة العمليات، أوراق الامتحانات، مركب، طرحة، طاولة و أدوات للحضرة أشياء كثيرة جذبت انتباه المشاهد وجعلته ينتظر في قاعة مسرح الأنفوشي حتى نهاية العرض.
تمكن أبطال الخيش والخياشة من لعب أكث رمن دور باتقان، حيث كان يلعب أحدهم دور أب وآخر دور أم وآخر دور الحبيبة بتوظيف الأقمشة كطرحة لتناسب كل شخصية يقدمونها على المسرح.
نوعية العروض التي تعتمد على إنتاج ضعيف وتنوع في استخدام نفس الأدوات تعتمد بشكل مختلف على الإضاء؛ لذلك لعبت الإضاء دورًا هامًا بجانب شريط الصوت الذي جعل المشاهد يندمج مع كل حالة يمر بها أبطال العرض.
فسمعنا صوت أمواج البحر مع المركب، فيما كانت الموسيقى واختيارها في محلها للغاية حيث كانت برتم متصاعد مع حركة الأبطال في تجديف المركب كي يشعر المشاهد بخطورة الموقف والحدث.
أقرأ أيضا..عن السلطان أول عروض مهرجان الإسكندرية المسرحي الدُّوَليّ
فيما اعتمد المخرج على كوميديا الموقف كي يخلق حالة من الكوميديا مع مناقشته لمشكلات جادة يواجهها شباب الوطن العربي كله تقريبًا، مما جعل العرض خفيفًا على قلوب المشاهدين.
اختار المخرج أيضا بعض الايفهات المرتبطة بالأغاني المصرية كافيه “أنا رايح فين..أنا راجع تاني” من أغنية حبيبي يا عمري للفنان عمرو دياب، وهذا ذكاء منه في مواجهة جمهور مصري يحفظ أغاني عمرو دياب القديمة كلها.
قدم عرض الخيش والخياشة فرقة ملائكة الخشبة إخراج وسينوغرافيا فارس عبد الحكيم، تمثيل يوسف قواسمي، محمد بلكري، بن مكي الياس، دحة إبراهيم الخليل وتقني الصوت والاضاءة بوشيبة غازي، وقد فاز العرض بأكثر من جائزة كأفضل نص وأفضل إخراج وسيونغرافيا بأكثر من مهرجان دولي.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال