الدين المعاملة : كلمات بسيطة على ظهر الكراسات أفضل من برامجكم القبيحة
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
عندما كنا صغارا كانت الكراسات المدرسية تتزين خلفيتها بحكم وأحاديث، ربما الكراسات لم تكن بالجودة والمظهر الجذاب كما هي عليه الآن، ولكن تلك الكللمات البسيطة علمتنتي الكثير، فلقد تعلمت منها ، أنه إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه، أن أحب لأخي ما أحب لنفسي، أن المرء على دين خليله، تعلمت منها أن أحب جاري وأن احترم الطريق وأن أرفع الأذى عنه، تعلمنا الرفق والرحمة واحترام الكبير، تعلمت أن الدين المعاملة .
كانت لغة تلك الأحاديث بسيطة، لم يشغل بالنا في هذا الوقت من الراوي ومن قال عن من، وهل هذا حديث من البخاري أم مسلم، وهل صححة الألباني أم لا، كل ما كان يشغل بالنا، هو أنها كلمات طيبة تحثنا على محبة الناس واتقان العمل.
ظلت هذه الكلمات في الوجدان حتى كبرنا، وصارت منهجا للحياة نحاول أن نسير على دربه، تعلمنا منها بالفعل أن الدين معاملة وأن جوهر الدين هو في هذه الاشياء البسيطة التي كانت تكتب على ظهر الكراسات.
لم تكن هناك فضائيات مليئة ببرامج يطلقون عليها برامج دينية، لم تكن هناك فتاوى تطلق على الهواء ممن يعلم ومن لايعلم، لم يكن الدين تجارة.
لم تكن تلك الكراسات تحث على الفتن، أو التصارع بين المذاهب، لم يجد ذلك التشدد الوافد علينا مكانا عليها.
الآن عشرات القنوات الدينية ومئات البرامج، مليئة بالتعصب، فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وآراء تدفع على الكراهية، وكل صاحب برنامج يحاول أن يثيت أنه صاحب الحقيقة وأن فريقه هو الفئة الناجية.
صراعات على طول الجلباب وشكل الللحى، وحجم الشارب وطول الحاجب، هذا ماورد علينا واقتحم حياتنا فأفسدها.
في التليفزيون المصري ومنذ سنوات بعيدة كان يذاع برنامجا قصيرا كان اسمه الدين المعاملة ، دقائق بسيطة بمئات البرامج القبيحة مما تقدمون.
أتمنى ان تعود تلك الأحاديث النبوية الطيبة على ظهر الكراسات من أجل أن يتعود على هذا الكلام الطيب أطفالنا فيشبون عليه وأن يكون الدين بالنسبة لهم معاملة طيبة بينهم وبين من حولهم.
الدين معاملة .. دع تلك الجملة في رأسك كلما تعاملت مع إنسان
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال