رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
141   مشاهدة  

الحرام الذي جعل أما تقطع صورة زوجها وتحرم ابنها من معرفة ملامح والده

الحرام
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الواقع كنت سأكتب هذا المقال تحت سلسلة المخبولون في الأرض الذين كرثت لهم سلسلة خصيصا بالميزان. وأؤمن أننا جميعا نقابل من المخبولين الذين يجعولننا نظن أن الحياة ما هي إلا مستشفى للمخابيل كبيرة فرض علينا التأقلم معها.

ولكن شعرت يا عزيزي قبل كتابة هذه القصة أن الموضوع كبير ويستحق سلسلة مقالات أخرى عن التشدد الديني الذي عانيت منه بل سبب لي عقدة بشنيطة.

ولم أقرر الكتابة أبدا عما عايشته مع المتشددين منذ الصغر كي أخرج عقدي على الناس -لا سمح الله-ولكن ربما انتبه أحد من هؤلاء  مازال عنده مخ أن الله لم يخلقنا كي نكدر صفو حياتنا بفهمه فهمًا خاطئًا، بل خلقنا كي نعمر الأرض ونترك أثرا بعد رحيلنا بحبه وبطاعته بحب وبفهمه واستمداد الطاقة منه لا سحبها والتضييق على أنفسنا وعلى خلق الله.

 ولن أحكي ما عانيته بالترتيب، فسنبدأ بمرحلة المراهقة ثم نعود بالذاكرة للطفولة بالتسعينات. وبالمراهقة كنت فتاة تحاول أن تعمل الصح طوال الوقت وتأثرت كثيرًا بالتيار السلفي بمدرستي بالثانوية العامة بالاسكندرية.

بدأت في هذه المرحلة التقرب إلى الله بكل الطرق التي أعرفها ولكن كنت أسمع من صديقتي الصدوقة بالفصل  وشلتها الكثير من المواقف والأفكار التي كانت حرفيًا ترعبني وتجعلني في حالة ارتباك..هل هذه طرق للتقرب إلى الله…فعلا؟!

حرام..الكلمة التي كنت أسمعها  منها كثيرًا، رغم وجود المباح والمكروه والجائز والمستحب وعلى أدمغنا جميعًا القواعد التي وضعها الله عز وجل للإنسان كي تستقيم الحياة، ولكن هؤلاء كانوا حرفيًا يحرمون كل شيء.

هل تتذكر الأفيه الشهير بفيلم الثلاثة يشتغلونها؟…والإباجورة دي كمان حرام؟…هذا كان الحال بفصل الثانوية العامة الذي كان به صراعا بين الفئة الشقية التي تريد التمرد والفئة التي ترتدي النقاب وتحكم على الآخر وتحرم الحياة برمتها ولا تلتزم بأن كل إنسان حر ما لم يضر، فإن التزم البني آدم بقناعات محددة وتريحه فعليه نفسه لا لعن الآخر والسخرية منه وتكديره لأنه اتخذ طريقًا آخر.

وكانت من المواقف المرعبة بالنسبة لي التي التصقت بذاكرتي صديقة الثانوية العامة التي كانت تحكي عن صديقة لها من فرط حب الله والخوف من عقابه قطعت صورة زوجها المتوفى لأنها تخاف الحرام.

واستطردت أنها لا تمتلك صورًا أخرى له، فقد كانت هذه هي صورته الأخيرة فيما لديها طفلًا لن يعرف صورة أبيه فيما بعد.

حرام…هذه الكلمة التي يستخدمها المتشددون لإرعاب الغير أو الحكم على علاقتهم بالله، قفزت نفس الكلمة برأسي بشكل مختلف عن التنظير والاستخدامات الثعبانية التي بها الكثير من التلاعب بالنفس.

ما فعلته بالطفل البريء حرام دون الرجوع لشيوخ ودون تفكير فهناك أمور لا تحتاج لفتوى. رأيت ما فعلته إنسانيًا حرام. هل تتصور هذا الطفل الذي أصبح الآن شابًا ولا يعرف ملامح والده الراحل؟

لم يكن بهذا الوقت أجهزة المحمول الذكية أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر عليها الصور لاقت نفس الرواج الذي نحن فيه الآن.

اقرأ أيضا…هند عبد السلام…ملاك ومر من هنا

كل ما أتذكره أنني ابديت انزعاجي مما حكته هذه الصديقة وتناقشنا طويلًا بوقت كنت أظن فيه النقاش يجدي نفعًا خاصة مع فئة لم تلغ فقط عقلها بل نزعت الرحمة من قبلها خلف فتاوى لم يأت بها نبي من سماء.

إقرأ أيضا
خيول

هل الله يرضى أن يُحرم إنسانًا من أن يعرف شكل أبيه المتوفى؟…

نحن أمام الفراق والافتقاد والاحتياج لمن نحبهم ضعاف وحيارى خاصة لو كان الشخص الراحل لم نشبع منه ومن أيامه وله دور أساسي بحياتنا.

لقد فقدت صديقة عزيزة كانت أحن علي من نفسي وكلما أردت تهدئة نار الفقد التي ترتكز في صدري، فتحت صورًَا لها لعلها تجعلني أبتسم..تطمئني لن أنسى ملامحها…تجعلني أثق كانت ملاك ومر هنا، فكيف بهذا المسكين الذي حرم من أبيه في طفولته ومن أن يعرف حتى شكله.

يُتبع بقصص أخرى

الكاتب

  • الحرام إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان