الضفة الغربية تماثل غزة.. الحرب لم ترحم شبرًا من الأراضي الفلسطينية
تتعرض فلسطين جمعاء لهجمة احتلالية شرسة تتركز على الجغرافيا وتضيق رقعتها بالاستيطان الذي بدأ في العام 1967 ولا تزال تباعته حتى تلك اللحظة، فالقتال والاعتقال والاغتصاب و حتى الاقتحام أصبحوا سياسته الأساسية التي لا غنى عنها في ظل فترة احتلاله للأراضي الفلسطينية.
ومنذ يوم السابع من أكتوبر الماضي اليوم الذي شنت فيه قوات المقاومة الفلسطينية هجمات على إسرائيل لترد الأخيرة عليها منذ ذلك الوقت وتعيش فلسطين أطول وأصعب حرب مرت في تاريخها.
فينما تواجه غزة حربًا شرسة تتابعها عدسات العالم أجمع، تعيش على الجهة الأخرى الضفة الغربية واقعًا سيءً، تحاول فيه إسرائيل استخدام أبشع الأساليب في حق مواطنيها مستغلية انشغال العالم الأكبر بما يحدث في غزة التي على وشك أن تشهد مجاعة إلا لم تكن قد شهدتها بالفعل.
“الميزان” يرصد معاناة ثلاثة مدن بالضفة يفتعل فيها الاحتلال أساليبه القمعية من إعتقال وقتل وهجوم يكاد لا يتوقف.
بيت لحم.. الحبل الذي لا ينقطع
يؤكد دكتور زياد بني شمسه، رئيس دائرة اللغة العربية والإعلام التفاعلي جامعة بيت لحم، أن فلسطين جمعاء تتعرض لهجمة احتلالية شرسة تتركز على الجغرافيا وتضيق رقعتها بالاستيطان، وعلى الإنسان من أعمال تنكيل بالمواطنين، وعلى الثقافة والتعليم ما تعانيه الجامعات من مضايقات وإغلاقات الطرق أمام طلبتها.
يُضيف “بني شمسه” لـ ‘الميزان“، أن مدينة بيت لحم لم تسلم من آثار الإبادة في الآونة الأخيرة فقد تم هدم بيوت فلسطينين في منطقة الواحة المهددة رقعتها المتبقية من الاستيطان، هذا بجانب منطقة المخرور والتي تشهد حملة وضع يد على أقدم مسار كنعاني يربط قرية بتير وحوسان إلى المخرور بيت جالا.
شريان الحياة ينقطع
يتابع:” ناهيك عن إغلاقات مداخل المدينة من رأس بيت جالا القادمين من القدس في حاجز عسكري المسمى احتلالية Dco هذا الحاجز يقطع شريان الحياة والعمل والتعليم أمام الطلبة الوافدين من القدس إلى جامعة بيت لحم، مما اضطر الجامعة كغيرها من الجامعات أن تجعل التعليم عن بُعد ولكن التحدي الفلسطيني والتمسك بالحقوق جعل الجامعة تقر التعليم المدمج رغم المضايقات”
في الوقت الذي يغتصب الاحتلال الأرض في الواحة والمخرور وارطاس ونحالين يستكمل الاحتلال في شن حملة أمنية لإغلاق المعابر بين بيت لحم والقدس، من أجل منع ما تبقى من عاملين يعملون في القدس من العمل وقطع أرزاقهم مدة الحرب.
يؤكد “بني شمسه” أن العاملين أصبحوا ما يزيد عن أربعة شهور دون عمل، الأمر الذي يزيد من أعباءهم اتجاه تأمين احتياجات أسرهم من تعليم وغيرها، لا سيما في تلك الشهور من السنة والتي تُعد شهور دينية مقدسة عند المسيحيين في أربعاء الرماد وبدء الصوم.
ويُضيف:”كذلك نحن على أبواب شهر رمضان المبارك والاحوال الاقتصادية تسوء ويتراجع المدخول للفرد إلى أقل من 40% وأكثر”
ويوضح أن المدارس تتعرض إلى إغلاقات وخاصة في قرى بيت لحم في قرى الجنوب بيت تعمر وزعترة ومراح رباح حيث يصب المستوطنون جام غضبهم على طلبة المدارس، وهناك أكثر من عشرات الشهداء الأطفال في فترة الحرب وحدها.
في ظل المضايقات الشرسة تبدأ لدى الاحتلال الإسرائيلي مرحلة الهجوم واقتحام المدينة في مخيمات اللاجئين الدهيشة والعزة بحجة وجود مطلوبين فتصددى لهم السواعد السمراء الفلسطينية مما أوقع أكثر من عشرة شهداء في المدينة فترة حرب الإبادة الجماعية على غزة وفلسطين أجمع، يقول “بني شمسه”
جنين.. “بدها طولة بال”
“تعيش جنين منذ زمن بعيد ظروف صعبة وسيئة، ولكن تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أصبح الأمر أكثر وحشية”.. هكذا كانت بداية حديث سوار ملحم، صحافية من جنين مع “الميزان”
تؤكد “ملحم”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت في استخدام أساليب جديدة في الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين في جنين، حيث أصبحت المدينة “غزة الصغرى” لا سيما بعد القصف المتواصل عليها وهدم الكثير من المساجد و البيوت وقصف السيارات ودمر النصب التذكارية والاقتحامات التي صارت متكررة وشبه يومية لمخيم جنين ما تسبب في ارتقاء العديد من الشهداء.
“تدمير وتفتيش البيوت صار بكل قرى جنين”.. لم يترك الاحتلال شبرًا في جنين ولم يصبه نصيبًا من الاقتحامات والتكنيل بالمواطنين من عنف جسدي بشكل عنيف، وتفتيش الفلسطينيين وتعريتهم، ومصادرة هواتفهم.
لم يستثنى شخصًا في جنين إلا وقد ذاق الحسرة سواء باستشهاد فرد من أفراد عائلته، أو من أصدقائه وأقاربه.
طولكرم.. نسخة مصغرة من غزة
أما مخيما نور شمس وطولكرم، فقد أصبحا نسخة مصغرة من واقع قطاع غزة بفعل الهجمات وعمليات التدمير التي يشهدها المخيمان منذ أحداث السابع من أكتوبر.
تؤكد رغد أعمير صحافية من طولكرم، أن المخيمات في المدينة لا تخلو من الاقتحامات التي ينتج عنها شهداء ومصابين.
في النهاية يأمل دكتور زياد بن شمسه وسوار ورغد وكل فلسطيني في أن نتهي تلك الحرب التي أصبحت كابوسًا على أرض الواقع، يأملون في عيش حياة كريمة يتجولون في أرضهم دون شروط أو تصاريح وأن يسكن الأمان قلوبهم بعد أن أصبح حلمًا صعب تحقيقه.
إقرأ أيضًا.. ماذا يعني تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية بالنسبة للحرب في غزة؟