الكوكب يحترق.. ألسنة النيران تلتهم اليابسة.. والعالم يتكبد خسائر بالمليارات
عاشت الجزائر لحظات من الرعب في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت السادس عشر من سبتمبر بعدما اندلع حريق في الغابات داخل إقليم بلدية بجاية، الذي وصل إلى مناطق عش الباز وبوليماط إلى غاية الحدود مع بلدية توجة.
وعلى الفور تدخلت فرق الوحدة الرئيسية للحماية المدنية، مدعومة بفرق المركز المتقدم بالطاهير لإخماد الحريق. وفي فيديو نشرته مديرية الحماية الوطنية ببلدية بجاية يوثق جانب من أعمالها في إخماد النيران بعدما توست وتسببت في حدوث ضرر بمناطق الساكت و بوليمات و توجة.
وأمرت قوات الحماية المدنية بإخلاء المناطق المجاورة من السكان حتى لا يقع عليهم أي ضرر، بعدما عجزت عن السيطرة على اتساع النيران.
https://www.facebook.com/100012245732857/videos/1987993634911502/
وأعلن مدير الحماية المدنية في الجزائر، عن تسخير رتل متنقل تابع لولاية بجاية وأرتال دعم من ولايات البويرة وسطيف وبرج بوعريريج، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أية خسائر بشرية أو مادية.
وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية:”نعمل رفقة الجيش الوطني الشعبي على مواجهة أي مخاطر قد تنجم عن هذا الحريق”
ليس الأول
ولم يكن هذا هو الحريق الأول الذي تشهده الجزائر خلال العام الجاري فوفقًا لإحصائيات وزارة الداخلية الجزائرية فإنه تم رصد 97 حريقًا في في غابات 16 ولاية العام الجاري وسط محاولات من قوات الجيش الجزائري وقوات الحماية المدنية للسيطرة على حرائق الغابات.
وأوضحت وزارة الداخلية، مشاركة طائرات بيرييف 200 التابعة للجيش، وأخرى مستأجرة في عمليات جهود الإطفاء، بجانب 8 آلاف رجل إطفاء، و529 شاحنة من مختلف الأحجام في عمليات الإخماد ما أسفر عن وفاة 24 شخصًا مدني، و10 عسكرين خلال محاولاتهم السيطرة على الحرائق.
ليست الوحيدة
ولم تكن الجزائر هي فقط من شهدت حرائق هذا العام، بل شهدت عدة دول حول العالم حرائق عدة بعدما تخطت درجة الحرارة حاجز الـ 49 درجة مئوية، ففي يوم 25 يوليو من الماضي، اندلع حريق في الأشجار في قرية جينادي، في جزيرة رودس في بحر إيجه، جنوب شرق اليونان، وأثناء عملية إخماد النيران تحطمت طائرة الإطفاء ما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم.
وفي ذات اليوم الذي اندلعت فيه النيران في اليونان، نشب حريق امتدد بشكل واسع على التلال في منطقة مونتي غريفوني وبلدة سياكولي حول باليرمو، صقلية، ليبذل رجال الإطفاء في صقلية جهودًا كبيرًا طوال الليل في محاولة لإخماد النيران حتى تمكنوا من ذلك.
وفي يوم 17 يوليو الماضي، اندلع ألسنة اللهب في قاع وادي بارانكو ديل خورادو، فوق بلدية تيجارافي في جزيرة لا الكناري الإسبانية، ما تسبب في تدمير 4000 هكتار من الأراضي.
أسباب الحرائق
ورجح عدد من خبراء البيئة حول العالم أن السبب وراء اندلاع الحرائق في الدول يعود إلى حرق المخلفات الزراعية، وإشعال البعض للنيران للطبخ، أو إطلاق الأعيرة النارية، أو الحرق العمد لتوسيع الأراضي، أو استخدام المفرقعات النارية، وارتفاع درجات الحرارة ووجود بعض مخلفات الزجاج الذي يتأثر بأشعة الشمس، الامر الذى يؤدي إلى تفاقم النيران وانتشارها لمساحات كبيرة.
أضرار الحرائق على البيئة
وتتسبب الحرائق في إحداث أضرار بالبيئة، حيث تؤثر على المناخ ما تؤدي إلى عملية الاحتباس الحراري الذي يؤثر بدورها على النبات ويجعلها عرضة اللإتلاف وأرتفاع درجة الحرارة وأنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بجانب ارتفاع مستوى مياة المحيطات ما تؤدي إلى زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون ونقص نسبة غاز الأوكسجين في الهواء، وفقًا لمنظمة باك للبيئة والتنمية.
أضرار اقتصادية
وعن الأضرار الاقتصادية التي تتسبب بها الكوارث الطبيعية، أوضحت مسؤولة العلاقات الدولية للمكتب الإقليمي للدول العربية للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث رانيا حماد. أن متوسط الخسائر المنسوب إلى الكوارث الطبيعية يبلع نحو 70 مليار دولار أميركي سنويًا.
وأشارت إلى أن الاحترار العالمي يقدر بأن يصل إلى 1.5 درجة مئوية بحلول 2030. مُشيرة إلى أن هذا الوقت أبكر بكثير مما كان متوقع.
أضافت: “إذا واصالنا هذا المسار بحلول 2030 العالم سيواجه ما يعادل 560 كارثة سنويًا.. مما يدفع أكثر من 100 مليون شخص إلى الفقر بسبب فقط آثار تغير المناخ والكوارث”