همتك نعدل الكفة
577   مشاهدة  

(المجددون1)..محاولات يوسف إدريس في البحث عن حضن وأم وامرأة تحتويه

يوسف إدريس


اعترف الأديب الراحل يوسف إدريس في أحد حواراته الإذاعية، أنه نموذج مختلف عن بقية الكتاب والأدباء، فهو لم يكن يعيش في برج عاجي يعيدًا عن الناس والمجتمع باختلاف طبقاته، بل انغمس بين كل قطاعاته الغنية، الفقيرة، المعدمه، وكما عاش بحثًا عن أم، وامرأة تحتويه.

فضلًا عنه أنه يرى نفسه نموذج مختلف، كان يرى نفسه أيضًا كاتب عالمي.

كل هذه الاعتبارات التي رآها الأديب الراحل في نفسه ترجع إلى  تكوينه طوال مراحل حياته، فقد حكى عن طفولته في حوارات عدة، وقال، أنه عاش طفولة متعبة، بحث فيها عن أمه ووالده، رغم أنهما كانا أحياء، لكنه لم يحس بهم أبدًا، كانوا بعيدين عنه، خاصة في المرحلة الخامسة من عمره عندما أرسلوه إلى مدرسة بعيدة ليتعلم، فكان يحلم بأهله كل ليلة.

اعتنت به جدته العجوز، حكت له حكايات، رغم أنها كانت تعنفه، لكن حلم واحد راده كل ليلة: هو أنه مع والده، وأمه، واخوته، يآكل معهم، يعيش معهم، يلعب معهم، وأمه تحتضنه.

حرمانه من أمه، دربه على أنه يخفي حبه لأي امرأة أخرى، فإذا أحب إمرأة لا يخبرها، يخاف أنه تحرمه من نفسها كما حرمته أمه من حنانها، تعلم أن يكتم عواطفه بداخله ولا يظهرها، صار حذرًا، خشى أن يلدغه الآخر من عواطفه، كما لُدغ وهو طفل.

 

يوسف إدريس

في إحدى السهرات، قبّلت أم ابنها، وكان “يوسف” يراقب المشهد، فتذكر أول قبلة حصل عليها من أمه عندما كان كبيرًا، في الحادية والعشرين من عمره، يقول:”عندما رأيت الأم وهي تقبل ابنها كدت أبكي، لأنني كنت أرغب دائمًا في هذا الحضن الحنون الذي حُرمت منه”.

كانت المغامرات النسائية له بحثًا عن الحنان، لكن لاقى في بعض الأحيان خيبة الأمل، فالنساء لا يرون فيه سوى الكاتب الرائع، وذلك لا يساوي عنده أية لحظة سعادة، هو يبحث عن الطفل الذي بداخله، يريد أن يدخل على قلبه السعادة.

كان الأديب الراحل، يرى أن الإنسان نصفه رجل ونصفه امرأة، الاثنان يشكلان معًا الكائن الانساني، وأي محاولة للفصل بينهما، هي بتر لإنسانيتهما، فلا يتكامل الرجل ولا تتكامل المرأة إلا بإنسان أو إنسانة تهواه ويهواها.

إقرأ أيضا
دراما رمضان 1986م

 

كان الأديب الراحل في سبيل المرأة على استعداد أن يفعل أي شيء، قال:”في سبيل المرأة يمكن لي أن أفعل كل شيء، فالوطن ليس إلا رمزًا لهذه الأنثى الأم، كل مافي الحياة هو هذه العلاقة بين الرجل والمرأة، وكل من يقول غير ذلك يكون نصابًا”.

لم يكن يحب “إدريس” أن ينظر إلى نفسه في المرآة، لأنه لا يريد أن يرى وجهه، فكتب قصة قصيرة عن رجل نظر إلى نفسه في المرآة فلم يجد وجهه أبدًا، ليعبر بها عن نفسه.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان