“الوضع هنا آيس كوفي”.. معكم ” عبود بطاح ” من شمال غزة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إخوتي وأخواتي، عُدنا لكم من قطاع غزة نخبركم الآن آخر تطورات القطاع، جملة ثابته في كل فيديو يظهر فيه المراهق الفلسطيني ذات الـ 16 عامًا لينقل للعالم آخر الأوضاع والتطورات في غزة، عبر صفحته عبر موقع تبادل الصور والفيديو ” انستجرام”.
المراهق يُدعى” عبد الرحمن” ومعروف عبر وسائل التواصل الاجتماعي باسم ” عبود بطاح”. حقق “عبود” شهرة واسعة خلال حرب غزة 2023، ذلك لقيامه بنقل الأخبار حية وحصرية بأدواته البسيطة، بشكل أشبه برسالة يومية لمتابعيه حول العالم.
” عبود” رغم حداثة سنه إلا أنه يمتلك أدوات لم يمتلكها صحافي أو مراسل حرب محترف، ففي كل مرة يظهر تستطيع سماع صوت الانفجارات والقصف حيّ في خلفية الفيديو، وهو يقف ينقل الأحداث بكل ثبات،وأحيانًا بسخرية كبيرة من الأوضاع التي دمرت القطاع بشكل كامل.
وقد أجمع المتابعون لـ” عبود بطاح” أنهم يستمدون منه الضحكة الصافية والأمل رغم قسوة المشهد الذي يتعرض له يوميًا، لا سيما وأن ” عبود” من سكان شمال غزة، وهو المكان الأكثر تضررًا وقصفًا منذ بداية الحرب وحتى الآن.
يظهر ” عبود” من الاستوديو الخاص به، وهو مكان أعلى ” بناية” ينقل من خلالها آخر الأوضاع، ومع احتدام الصراع في غزة، قرر” عبود” أن ينزل إلى قلب المعركة، ينقل للعالم أحوال الأطفال في مخيمات اللاجئين، وهي مخيمات تتعرض للقصف بشكل مستمر.
كما يظهر” عبود” أمام المستشفيات التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بشكل يومي، ينقل الأحداث ببسمة رغم الألم، وأمل رغم اليأس، وكأنه يؤكد على مقولة” درويش” :” نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلًا.
View this post on Instagram
ومن فيديوهات ” عبود” التي لفتت انتباه المتابعين في كل مكان حينما قارن بين حال سكان غزة وحال سكان تل أبيب،إذ يقول إنه ورغم كل هذا القصف العنيف التي نتعرض له بمعدل كل ربع ساعة، نجري إلى المكان الذي به قصف لمساعدة الجرحى والمصابين، أما في غزة ورغم إنها صواريخ بدائية وليست طائرات تقصف بجنون، إلا أنهم يختبؤون في الملاجئ ويعلق:” هذه اختلاف ثقافات”.
منذ 6 أيام اختفى ” عبود بطاح” ولم يقدم الفيديو اليومي لأوضاع غزة، حينها الكل ارتجف خوفًا من أن يكون حدث للمراهق كما يحث في ألاف المواطنين في غزة، وأنه قد يكون تعرض للقصف أو الموت، لكنه ظهر مجددًا ينقل الأوضاع كما بدأها أول مر، وطمئن متابعيه ، وعلق أنه لا يوجد شبكة انترنت ، أو كهرباء لشحن الهاتف، وبصعوبة يجد محال بها ألواح شمسية لشحن بطاريات.
مع كل فيديو يقدمه” عبود بطاح” يعطي أملًا جديدًا أن الأوضاع في غزة ستتحسن يومًا ما، وأنه إذا ما كانت إسرائيل تعاونها أوروبا وأمريكا فإن غزة يساندها الله، وأن النصر حليفهم يومًا ما، ثم يختتم فيديوهاته بطريقة ساخرة يصحبها جملة الوضع في غزة ” آيس كوفي” خالص، وهذا ردًا على المشككين في المأساة الحاصلة في فلسطين.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال