برنامج شيخ الأزهر أحمد الطيب .. تقييم حلقات الأسبوع الثاني حول خاتمية الاسلام وعالمية رسالته

محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي

كاتب نجم جديد

في إطار تغطية موقع الميزان برنامج شيخ الأزهر أحمد الطيب نواصل متابعة باقي الحلقات والتي يتناول فيها فضيلة الإمام مفهوم الهداية وعدالة الأمة الإسلامية في مفهومها العام الذي جاء به القرآن .

معنى لا ضرار في الحلقة الثامنة

ففي الحلقة الثامنة تحدث برنامج شيخ الأزهر أحمد الطيب عن القاعدة الفقهية المشهورة لا ضرر ولا ضرار وقال أن معنى لا ضرر أي يحرم الحاق الضرر بالغير في نفسه أو عرضه أو ماله حتى لو هذا الضرر نتيجة فعل مباح قام به شخصا آخر فلو أن شخص ما قام بفعل ما داخل منزله باعتبار أنه حر في منزله يقول أن هذا حلال نعم حلال لكن لو ترتب على هذا الفعل في إلحاق ضرر بالجار مثلا فهذا ضرر ممنوع وحرام عليك فعله.

ومعنى لا ضرار أي معناه عدم جواز رد الضرر برد مماثل فلو سرق أحدهم مالك لا يجوز أن ترد عليه بسرقة ماله وذلك لما يترتب على هذا من نشوء فوضى عارمة تهدم الإجتماع الإنساني وحكم الشرع في هذه الحالة هو اللجوء للقضاء لتعويضه عما لحقه من ضرر.

وأكمل الشيخ حديثه وقال أن هذه القاعدة تتغلغل في نسيج التشريع الإسلامي فمثلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعفى من المسلم إذا ترتب على نهيه عن المنكر منكر أكبر وقد استنبط الفقهاء هذه الرخصة من تصرفات النبي طوال سنين بعثته الشريفه فقد عاش في مكة 13 عام عانى فيها هو وأصحابه ما لا يطاق ولا يحتمل من منكرات الوثنين والمشركين سواء في القول او في العمل ولما كانت مواجهة هذه المنكرات في العهد المكي مما قد يؤدي الى استئصال شقفة الدين وتدمير بنيانه من الأساس وهو منكر أشد وأعتى من منكرات الوثنين لما كان الأمر كذلك صبر النبي على هذه المنكرات وصبر على قريش ولم يحمل السلاح على أهلها ولم يواجههم بأي خطة من خطط الايذاء والتضيق او المناوشات الحربية وظل صابرا بل مأمور بالصبر من الله حتى هاجر الى المدينة وأذن له في القتال وأمر بحمل السلاح بعد أن استفرغ كل طاقته وطاقات اصحابه في الحوار بالحجة والبرهان والترغيب بالجنة والترهيب من العقاب عند ذلك واجه القوم في قلة قليلة وهم في كثرة كاثرة ونصره الله عليهم نصرا مؤزرا.

مظاهر يسر الإسلام في الحلقة التاسعة من برنامج شيخ الأزهر أحمد الطيب

وفي الحلقة التاسعة تحدث شيخ الأزهر عن مظاهر يسر الشريعة الإسلامية في مجال المعاملات وقال أن الآيات الواردة في مجال المعاملات هي آيات أقل بكثير جدا من تلك التي وردت في مجال العبادات وهذا ما يتفق ومنهج القرآن في نهي المؤمنين عن كثرة الاسئلة حتى لا تكثر الأجوبة ويكثر الأوامر والنواهي قال تعالى بأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم.

خطر الاختلاف في المسائل الدينية

وفي الحلقة العاشرة تحدث الشيخ عن خطر الاختلاف في المسائل الدينية وقال أنه يجب علينا أن نعرف أن قلة التكاليف هذه دعوة للاتحاد والقوة وهما مقصدان أساسيان من مقاصد الشريعة الإسلامية فقلة التكاليف تفتح الباب للتنوع والتكامل والاجتهاد والرأي وفي الوقت ذاته تضيق مساحات الاختلاف التي تؤدي للتعصب والتشدد وما يتبع ذلك من إنقسامات تبدو منها الأمه وكأنها أمة ذات دينين أو أديان مختلفة إستمع معي لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إقرأو القرآن ما أتلفت قلوبكم فإذا أختلفت فقومو عنه ” وفي قصة موسى وأخيه هارون من أن أولوية الألفة والاتحاد قد تسبق في بعض الأحيان أولوية الله تعالى وقد قص علينا القرآن الكريم أن موسى عليه السلام حين ذهب لمناجاة ربه وترك أخاه هارون مع قومه حدث أن ارتد هؤلاء القوم عن دين التوحيد فلما رجع موسى إليهم غضبان أسفا مما أحدثوا من الردة وعبادة الأصنام ألقى الألواح من الغضب وأخذ برأس أخيه هارون يجره إليه ووجه إليه اللوم والعتاب كيف بقيت مع هؤلاء المرتدين وما الذي منعك من أن تتركهم وتلحق بي وكان جواب هارون عليه خشيت إن تركتهم أن يتفرقوا وكأن هارون عليه السلام وازن بين ضررين بقائه ع قومه مع شركهم أو فراق المشركين وما يترتب عليه من تفرقهم.

مرونة النصوص و الحلقة 11

إقرأ أيضا

الدين الموازي.. التأسيس

أما في الحلقة الحادية عشر تناول الشيخ مرونة النصوص التي تستند إليها تشريعات المسلمين والتي جعلت منها شريعة الهية صالحة لكل زمان ومكان

وهذه المسألة يتوقف ثبوتها على ثبوت محورين تعتمد عليهما اعتماد النتيجة على مقدماتها هذان المحوران هما إثبات ختم النبوة المحمدية لما قبلها من النبوات والرسالات أو ان شئت فقل خاتمية الاسلام للأديان السماوية والمحور الثاني عالمية الرسالة المحمدية وعمومها لكل الناس لكل زمان ومكان بغض النظر عن ايمانهم او عدم ايمانهم بهذه الرسالات أما ختم النبوة المحمدية فانه يعني انقطاع النبوات والرسالات السماوية من جانب مع بقاء هذه النبوة ممثلة في شريعة مستمره باقية بين الناس كمصدر اشعاع دائم يميزون ع ضوئه الحق من الباطل والخير من الشر والحسن من القبح في العقيدة والسلوك والعمل وبحيث يشكل ختم النبوة المحمدية واستمرارها أمرين متلازمين او وجهين لعملة واحده بحيث لا يتحقق أحدهما الا ويتحقق معه الآخر ونعني باللزوم هنا اللزوم الشرعي بمعنى أنك لو أفترضت مثلا أن نبوة محمد نبوة خاتمة لكنها قد طويت صفحتها وانتهت مهمتها ورفعت أحكامها وتشريعاتها بانتقاله صلى الله عليه وسلم فإنه يلزم على هذا الفرض أن تصبح الانسانية باثرها في ظلام دامس وفوضى عارمة عشرات الآلآف من السنين بسبب غياب هدي السماء وانقطاع اللطف اللهي واستبداد قوى الشر والظلام وسوف يبطل مع هذا الفرض ايضا معنى الحساب والثواب والعقاب كما سيبطل معنى الايمان بالبعث بالجنة والنار والصراط بل يصبح الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله لا طائل من ورائه كل هذه الاستحالات بسبب التعلل بأن الله تعالى لم يرسل للناس رسول ينذرهم ويبشرهم وهذا عبث لا يليق بالحكيم العليم.

امتداد الشريعة الإسلامية في الحلقة 12

وفي الحلقة الثانية عشر بين فضيلة الإمام أن إمتداد الشريعة الإسلامية في سائر الزمان والمكان هذا لا يتحقق إلا بمجموعة من الأحكام والتشريعات التي تشتمل على ما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم هذه الشريعة نزلت إلى أرض الواقع وأثبتت نجاحها في مجال التطبيق وشكلت تشريعاتها حجر الزاوية في اشادة صرح حضاري شامخ طال عنان السماء في مدي زمنى قصير يقف أمام تفسيره علماء الحضارة والمؤرخون والمحدثون حياري مشدوهين ومما يزيد الأمر حيرة ودهشة وقد كتب لها النجاح في بيئات قصية بعيدة عنها رغم اختلاف هذه البيئات لغة وجنس وعرق وعقيدة وتاريخ وحضاره.