برنامج عروستي كلمة السر التي لم ننساها أبدا
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
برنامج عروستي كان برنامجًا من هذه البرامج التي تجمع بين الفوازير والتوجيه التربوي و تهتم بالفن والاستعراض
وحظى جيل الثمانينات والتسعينات ببرامج للأطفال تمثل له المتعة والتعلم معًا بشكل مميز وبسيط بنفس الوقت، ومن بين هذه البرامج برنامج “عروستي” وكانت تقدمه المذيعة “سامية شرابي” رحمها الله.
برنامج عروستي وجو النقاشات الطفولية
بحلقة من حلقات برنامج ماما سامية عرفنا أن هناك أم قالت لها أنها تحبها لأن طفلتها تتابع البرنامج، وهذه المشاعر الطيبة كانت مشاعر كل أهالي من يشاهدون هذا البرنامج تقريبًا.
كانت سامية شرابي تحرص على توجيه الأطفال وتربيتهم مع الأسرة باستخدام أسلوب النقاش المتواصل معهم بعد كل اسكتش بسيط لدودي ودباديبو.
وتدخل بكل مرة لتفض الاشتباك بينهما والمشاجرات حتى تعقب على تصرفاتهما وتتناقش مع جمهورها من الأطفال بالمسرح.
القهوة عالم وسامية الاتربي عالم بحاله..عن حكاوي القهاوي التي نقلتها لنا مذيعة الشارع
مناقشات ماما سامية كانت عن طريق أسئلة توجهها للأطفال حول التصرفات التي شاهدوها بالاسكتش، بينفع كدة؟ يصح كدة؟ وإيه رأيكم؟ كانت تصل للسلوك السليم الذي
يجب أن يتبعه الأطفال.
الصداقة تجعل النصيحة أسهل
“صباح الخير يا دباديبو…صباح الخير يا أصدقائي”
كانت تفتتح سامية شرابي الحلقات بصباح كل خميس بهذه التحية، توجهها لضيوفها دباديبو ودودي، ثم جمهورها من الصغار الذين كانت تعتبرهم أصدقائها.
لكل برنامج بالتأكيد أصدقاء، ولكن ماما سامية كانت تتعامل معنا ومع جمهورها بالمسرح من الصغار كأنهم بالفعل أصدقائها.
كانت تنتهج ماما سامية الطرق التي تستخدم استنباط المعلومة في التوجيه عن طريق الأسئلة وتوجيه المتعلم نحو المعرفة بشكل يتمزج بالود وأسلوب الصديق الذي ينصح صديقه
كلمة السر تتر البرنامج
دي عروستي عروستي عروستي…طول عمرها لعبة
ع الشاطر طبعا سهلة..سهلة ما هياش صعبة
ربما لم تعتمد أغلب برامج الأطفال على مغنين محترفين لغناء التتر، ولكن استعانة معظم البرامج بهذا الوقت بكورال من الأطفال يغنون أو يرددون كلمات أغنية تتر مع المغني أو المغنية جعلنا نتذكر نحن أبناء جيل التسعنيات كلمات هذه البرامج حتى الآن.
دي عروستي..عروستي..عروستي التي كانت تتردد بنهاية تتر البرنامج مازلت بأذننا حتى الآن مع نسيم الصباح الذي كنا نستمتع به مع البرنامج.
لم يكن تتر البرنامج فقط هو ما جذبنا إليه بالتأكيد، فبجانب أسلوب سامية شرابي المحترف في التواصل مع المسرح والأطفال، فقد كانت فقرات البرنامج نفسها متنوعة حتى لا يمل الأطفال.
الأطفال بطبيعتهم يملون الألعاب لو كانت متكررة لذلك كانت تتنوع فقرات البرنامج بالحلقة الواحدة وتختلف على المدى الطويل بفقرات أخرى كاستضافة نجوم المونلوجسيت والكوميديا مما أعطى للبرنامج طابع يهم الكبار والصغار معا.
شكرا لكوكي كاك التي تعلمنا منها الكثير
مسرح للعرائس تقدمه عرائس البرنامج للعبة الفوازيز ، ومفتاح كلمة المعلومات عن كل فزوة اسم البرنامج عروستي؛ تدور الفوازيز حول معلومات مهمة للأطفال تزيد وعيهم نحو الأشياء من حولهم، الطبيعة، الناس والدين وكل شيء يجب أن يعرفوه الأطفال بهذا السن.
لم يتوقف برنامج عروستي عند هذه الفقرات والألعاب، فقد كانت تشجع ماما سامية الأطفال بفقارات خاصة فنية يغنون فيها ويستعرضون مواهب أخرى كي تشجعهم على الاستمرار.
وكانت تستضيف الأطفال الذين يقدمون اختراعات ولو بسيطة لتشجيعهم، أو من يمارسون هواية الحرف اليدوية البسيطة.
ربما جيل الألفينات يتمتع بكل ما يتمنى من ألعاب الأجهزة الألكترونية، ولكن لم يتمتع بهذه البرامج البسيطة التي لم ننساها أبدا وأصبحت ضمن نوستالجيا طفولتنا.
رحم الله الرائعة سامية شرابي وستبقى كلمة عروستي مفتاحا لكلمة سر تفتح ذكرى لا يعرفها سوى أبناء الثمانينات و التسعينات.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال