همتك نعدل الكفة
583   مشاهدة  

“بيان ثورة يوليو” تناولته كتب المدارس بالخطأ .. ليس كما قيل والتاريخ مختلف

بيان ثورة يوليو
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



المشهور والمعروف عن بيان ثورة يوليو ، أنه أذيع بعد ساعات من تحرك الجيش، حيث أصدر السادات بيان الثورة الأول البادئ بجملة “اجتازت مصر فترة عصيبة”، لكن المجهول عن بيان ثورة يوليو ، بصمة هامة لأحد الإذاعيين المخضرمين، إضافة إلى أن هناك خطأ تاريخيًا غير مدروس في مناهج كتب المدارس عن تلك الفترة.

المذيع صاحب البصمة المجهولة، هو فهمي عمر، مذيع الفترة الصباحية يوم الثورة، وكان الإرسال يبدأ في الساعة السادسة والنصف صباحاً، وأثناء عبوره تقاطع شارع الشريفين مع صبري أبو علم في طريقه للاستوديوهات بشارع علوي لفت انتباهه وجود حراسة مكثفة حول مبنى الإذاعة من رجالات الجيش وكانت الحراسة المفروضة منذ حريق القاهرة 1951 من عساكر الداخلية فمنع فى البداية من دخول شارع علوي لكنه أخبرهم أنه مذيع الفترة الصباحية وكان ذلك في السادسة صباحاً، فسمح رئيس السرية بصعوده للإذاعة.

فهمي عمر
فهمي عمر

بمجرد دخوله استراحة المذيعين فوجئ بالبكباشي أنور السادات جالساً وحوله مجموعة من الضباط المرهقين على ما يبدو من السهر والعمل يحملون البنادق على أكتافهم.

صافح السادات الذي كان يعرفه من صوره في الجرائد والمجلات خلال الأربعينيات حيث نشرت صورته فى قضية اغتيال أمين عثمان وإضافة لمذكراته التي كان ينشرها في مجلة المصور.

السادات سنة 1952 م
السادات سنة 1952 م

يعبر فهمي عمر عن هذا اللقاء بقوله في حواره مع الأهرام “شعرت أننا على مشارف تحقيق حلم ظل يراودنا وبلغ غايته أو يكاد فنحن أبناء هذا الجيل كنا نسير في المظاهرات للمطالبة بجلاء الإنجليز منددين بفساد الأحزاب والقصر وسقوط الملك وجاء حريق القاهرة والتعديلات الوزارة العبثية المتكررة لتغطي المشهد بالضباب الكثيف فمكثنا حوالي شهرين نعانى من حظر التجوال منذ السادسة مساءاً حتى السادسة صباحاً والحظر يتم بدقة وانضباط فلا يوجد إنسان بالشارع إلا بتصريح”.

لمحات خاطفة من البهجة مرت أمام فهمي عمر وهو يستمع للسادات قائلاً له “سنقوم بإجراء تعديل بسيط على برنامجك المعتاد لأنني سأقوم بإلقاء بيان فى بداية الإرسال الصباحي في السادسة والنصف”.

بيان ثورة يوليو
مبنى دار الإذاعة في أبي زعبل

رحب فهمي عمر على الفور واستبشر خيرا وكان مقرراً أن يذاع البيان بعد الموسيقى العسكرية مباشرة ولكن قُطِع الإرسال فجأة وظهر القلق على وجه السادات لكنه ظل رابط الجأش وخرج من الاستوديو وقام بإجراء محادثة تليفونية وتم إرسال وحدة عسكرية إلى أبي زعبل حيث توجد محطات الإرسال واستغرق الأمر ساعة تقريبا.

“دقت ساعة جامعة فؤاد الأول السابعة والنصف من صباح الأربعاء 23 يوليو وإليكم نشرة الأخبار التى نستهلها ببيان من القوات المسلحة يلقيه مندوب القيادة”.

كانت هذه هي كلمات فهمي عمر التى لم ينساها حيث قدم السادات الذي ألقى بيان ثورة يوليو .

السيد بدير
السيد بدير

تؤرخ كتب المدارس للصف السادس الابتدائي، فضلاً عن كتب المرحلة الإعدادية، أن بيان ثورة يوليو ألقاه السادات وحده وهو الموجود الآن والمذاع مع مرور كل ذكرى ، لكن الحقيقة أن آخرون ألقوا البيان بعد السادات، فضلاً عن أن التسجيل الموجود حالياً ليس الأصلي .

حوار فهمي عمر يوضح المسألة ، حيث ذكر أن البيان لم يتم تسجيله لحظة إلقاءه لأن نظام التسجيلات كان يبدأ في التاسعة صباحاً وهكذا ألقى السادات البيان بصوته وأخبره أنهم يريدون عدم اقحام الإذاعيين في هذا الشأن الذي يخص الجيش لأن الثورة لو فشلت وأذاع فهمي عمر البيان، كان سيتم محاكمته وإعدامه.

قام الضباط على مدار يوم الثورة بإلقاء البيان لكن نطقهم لم يكن صحيحاً كحال السادات، وألقى الإذاعيين نفس البيان في نشرة الثامنة والنصف مساءاً حين استتب الأمر.

إقرأ أيضا
تاريخ البصمات في مصر

بعد مرور ستة أشهر على الثورة قرر السيد بدير كبير مخرجي الإذاعة آنذاك توثيق الحدث وتم الاتصال بوجيه أباظة مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة من أجل ترتيب الأمور وذهب

فهمي عمر للسادات في مجلس قيادة الثورة وقام بتسجيل البيان بصوته وهو البيان الموجود والذي يذاع الآن في ذكرى الاحتفال بالثورة.

إقرأ أيضاً

“وثائق بخط اليد” خطة تحركات ثورة 23 يوليو كما كتبها عبدالحكيم عامر

الكاتب

  • بيان ثورة يوليو وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان